2024-11-27 04:23 م

جنوب سورية .. بوادر حرب عالمية!!

2017-06-02
دمشق/ تتسارع الأحداث في الجنوب السوري، بعد النقلة النوعية التي فرضها اللاعب الأميركي، فبعد توجيه ضربة 18 مايو/ أيار الماضي على رتل تابع للميلشيات الإيرانية، قرب قاعدة التنف الاستراتيجية، تحوّلت الأنظار إلى جنوب شرق سورية، ودخل اللاعبون في سباق زمني لفرض النفوذ والسيطرة على طريق دمشق بغداد، لتطويق تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور، والهدف على ما يبدو يتركز على إرث تنظيم الدولة المنحسر باتجاه وادي الفرات.
تقدّم النظام في الآونة الأخيرة مسنوداً بمليشيات عراقية أفغانية في البادية السورية، محاولاً تأمين ظهيره من ريف حمص الشرقي والبادية، إلى أن بات على بعد 42 كيلو متر من المعبر الاستراتيجي، كما تزامن تقدّمه مع وصول الحشد الشعبي العراقي إلى الحدود السورية العراقية، حيث أعلن القيادي في الحشد، الملقب بأبو عزرائيل، أنهم سيكملون شهر رمضان داخل الأراضي السورية.
تقدم الحشد العراقي من الرطبة العراقية بتوجيهات إيرانية لملاقاة الحشد الشيعي المتقدم من داخل سورية، وصولاً إلى العقدة الاستراتيجية للطريق الرئيسي، دمشق، بغداد، عمان.
وتتوّسط الحشود الشيعية قوات المعارضة، بقيادة مغاوير الثورة المدعومة من التحالف الدولي، إذ أعلن القائد الملقب أبو الأثير أنهم سيواجهون كل الأطراف التي تقترب بعد المسافة المسموح بها، وهي 75 كيلو متر، فأيّ تقدمٍ يخترق هذه المسافة سيتم استهدافه، سواء من النظام أو من المليشيات الإيرانية، وحتى قوات سورية الديمقراطية التي تتقدم من الجهة الغربية الشرقية لسورية.
تعتمد مغاوير الثورة مباشرة على تهديدات التحالف الدولي الذي أطلق تحذيرات لقوات النظام عبر مناشير ورقية حذّرت النظام من أيّ تقدم يذكر باتجاه قاعدة التنف، ما كان على الأخير إلا أن يعلن توقفه عن التقدم، ليكتفي بالتراجع نحو مثلث ظاظا الاستراتيجي.
هدف إيران، وبحسب زعمها أخيرا، هو إفشال المخطط الأميركي من بسط النفوذ بقاعدة التنف، ومنعها من قطع الطريق البري إلى إيران في تأمين طريق دمشق بغداد، فإيران تسعى، بوضوح، إلى وصل الطريق البديل من خلال المرور من البادية السورية ودير الزور .
بهذا تتلخص المعادلة في سباق زمني بين أميركا والحلفاء من جهة، وقوات النظام وإيران من جهة أخرى، والهدف هو الوصول إلى الحدود العراقية السورية، فأميركا تريد قطع الطريق البري أمام إيران، لما له من أهمية حيوية لإقامة منطقة آمنة في الجنوب، ولتحقيقها هذا الهدف، على أميركا الإطباق على تنظيم الدولة الإسلامية في دير الزور والرقة معاً.
السؤال المطروح: ما هي تحرّكات الدور الروسي في هذا السباق، خصوصاً بعد المنشورات الورقية للتحالف، وهل ستكون هذه التحذيرات كفيلة لمحاولة روسية أخرى بممارسة الضغط على إيران والنظام، لمنع أيّ تقدم قد ينذر بحرب شاملة ومواجهة مباشرة بين كلّ الأطراف؟
تسعى روسيا بدورها إلى لعب دور أساسي في معارك الجنوب، والتوّسع أكثر باتجاه دير الزور، للضغط على أميركا ومحاولة إجبارها العودة إلى طاولة المفاوضات، منعاً من أي استفراد أميركي بحل أحادي في سورية.
على روسيا مهمة كبيرة لمنع أي صدام مباشر أمام التهوّر الأميركي الواضح، فهل ستغامر روسيا أكثر بغض الطرف عن حلفائها؟ علماً أنّ قنوات التواصل الروسية الأميركية المتواصلة تقتضي، من جانب منطقي، أن تمارس روسيا دوراً إيجابياً وإظهار جدية بحل سياسي، يضمن لها مصالحها في سورية، وغير ذلك سيترتب عليها مواجهة مباشرة مع أميركا في سورية، ما يعني نسيان الحل السياسي مع تصاعد حدة الأعمال العسكرية على الأرض.
ولو افترضنا جدلاً أنّ روسيا استجابت للتحذيرات الأميركية، فهل ستصغي لها إيران الهادفة، جدياً، إلى استعادة الجسر البري بين دمشق وبغداد الذي خسرته في 2014؟
تظهر جميع المؤشرات حتى اللحظة أنّ إيران لا تُلقي بالاً لأيّ من تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وهي مواظبة على حلمها رغماً عن موسكو.
لا ينذر احتدام المشهد في الجنوب السوري بخير لكلّ الأطراف مع تنامي الرغبة الأميركية في إقامة المنطقة الآمنة المعلن عنها منذ العام الماضي، والغاية الأميركية هي لتخفيف الأعباء عن لبنان والأردن من أزمة اللاجئين السوريين، وهي منطقة تمتد من الجولان حتى الحدود العراقية.
اللافت في الموضوع ماذا لو صعدت أميركا من ضربتها للحشود العراقية الإيرانية، فهل سترد تلك المليشيات على تهديد القواعد الأميركية؟ وهو الأمر الذي سيُشعل فتيل حرب، لا أحد يستطيع التكهن بنتائجها في المدى القريب.