2024-11-27 12:28 م

خيارات حماس للخروج من عنق الزجاجة

2017-05-26
رشا فرحات
من قلب المملكة السعودية، وصف الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، حركة حماس بالإرهابية، ومن هناك أيضًا أعلن الصف العربي صمته كردة فعل وحيدة لذلك، وقبلها بأشهر أعلن رئيس السلطة محمود عباس بعضًا من الإجراءات للتضييق على قطاع غزة، ولم تكن مصر بعيدة عن المشاركة في هذا التضييق بإغلاقها لمعبر رفح قرابة الثلاثة أشهر، الأمر الذي دفع أوضاع القطاع إلى مزيد من التأزم، ووضع حركة حماس في مأزق حقيقي.

حماس التي أعلنت في وثيقتها السياسية تمسكها بالمبادئ التي قامت عليها، ترقب التطورات المتلاحقة، وسط تساؤلات عن خياراتها لمواجهة الأزمات المتلاحقة.

خيارات قليلة

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف يؤكد للرسالة أن الوضع في القطاع ازداد سوءًا والخيارات قليلة، ولكنها يجب أن تكون موجودة، وتابع "لن يطرأ جديد في الفترة الحالية عما كان عليه سابقًا، وحماس تحاول أن تطرح الموضوع الفلسطيني بما يحقق انفراجه بسيطة مع الجانب العربي أو البلدان التي تساند الشعب الفلسطيني بأوراق قليلة، ولكن بما يحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وأرى أن من يرد أن يستمر بالعمل يجب أن يصنع فرصًا جديدة للحلول وأعتقد أن حماس نجحت في ذلك في السنوات السابقة".

ويؤكد الصواف للرسالة أن الإدارة الأمريكية تضع حماس من سنوات على قائمة الإرهاب، وليس ذلك غريبًا، ولكن الغريب أن يكون في البيت العربي ويصمت الجميع إزاء ذلك، ومضى يقول: "الأنظمة العربية تعمل الآن على بيع أكثر ما يمكن من إمكانياتها لصالح الاحتلال والإدارة الأمريكية".

ويحث الصواف حركة حماس التي تتحمل مسؤوليات كبيرة على خلق بدائل وحلول، وقال: "يجب أن تكون الوحدة الوطنية أول هذه الحلول، فبدون الوحدة لن يتحقق شيء".

حلول كثيرة

وعلى عكس الصواف، يرى الكاتب فايز أبو شمالة أن هناك الكثير من الحلول بيد حماس، مبيناً في مقابلة مع الرسالة، أن من يمتلك القوة والإرادة يجب أن يمتلك الخيارات للخروج من عنق الزجاجة، وتابع "حماس قادرة على الحشد الشعبي الحدودي، وهناك تصريح لوزير الحرب الصهيوني ليبرمان يتفاخر به أنه يعيش حالة أمنية لم يسبق لها مثيل منذ عشرات السنين، وهذا الحديث الأمني الإسرائيلي المطمئن لإسرائيل بإمكان حماس أن تغيره، فهي ورقة قوية بيدها".

كما أن العمليات المسلحة في الضفة الغربية أيضًا وفق أبو شمالة من ضمن الخيارات المتاحة لحركة حماس، وفي النهاية توطيد العلاقة مع كثير من دول المنطقة لإيجاد مخرج، فهي بعد لم تصل لحالة العجز المطلق، بالإضافة إلى أن حماس يجب أن تخرج إعلاميًا وبقوة للشعب لإقناعه أنها ليست سببًا لهذا الحصار وتواجه الحملة الإعلامية المبرمجة ضدها.

إضافة إلى ذلك، يتساءل أبو شمالة: "لماذا لا تفتح حماس علاقة مع دحلان، وهو ند لعباس، لماذا ما زالت تعطي عباس فرصة أخرى، فمحمد دحلان استعد لعلاج مشكلة معبر رفح مع مصر، وتعزيز تواصل الحركة مع مصر، وهو ند مناكف لمحمود عباس، وإذا كان بيده أن يفتح نافذة أمل لماذا لا تستغلها حماس وتلتقي به، لترى ما لديه، لأنها الآن مجبرة أن تجيب على أسئلة المواطن المتكررة".

ويطرح أبو شمالة خيارًا أخيرًا وهو أن تأخذ حماس موقفًا مستقلًا، ويتساءل: "لماذا تبقى غزة مرتبطة بمحمود عباس ولماذا لا تأخذ نصيبها من الضرائب وتنفصل؟، لماذا تظل غزة محاصرة وتموت جوعًا ثم تموت صمتًا في ذات الوقت، لماذا لا تنفصل عن عباس تمامًا بميزانيتها وتنفق على نفسها، واعتقد أن حماس لديها القدرة على ذلك وسيقول الجميع إنها خطوة انفصالية، وتضر بالقضية الفلسطينية ولكن الضرر الأكبر يأتي من ذلك الذي يهدد بقطع الرواتب وقطع الكهرباء ويحاصر غزة".

وتابع قوله "أرى أن العلاقة مع عباس انتهت ولا إمكانية لتغير الحالة، فهو واضح لا يريد شراكة سياسية، ويريد نزع السلاح بكل صراحة ويريدها تابعة بكل صراحة".

القادم أسوأ

المحلل السياسي طلال أبو عوكل بدأ حديثه مع الرسالة مذكرًا بما قاله السفير القطري في مؤتمر له إن "القادم أسوأ"، مؤكدًا أن المنطقة ذاهبة إلى مرحلة جديدة من الاضطراب، لافتاً إلى وصف ترامب لحركة حماس بأنها "إرهابية"، متابعًا قوله: "كل الإرهاب الإسرائيلي التاريخي لم يدفع الولايات المتحدة ولا العرب إلى اعتبارها دعوة إرهاب، ثم يعتبرون حماس حركة إرهابية، فهذا يعني أن القضية الفلسطينية تتعرض لتصفية وضغوطات أكثر كثيرًا مما رأيناه مسبقًا".

ويؤكد عوكل أن خيارات حماس تبدو صعبة كثيرًا، أو بالأحرى ليس لديها خيارات في المرحلة المقبلة، إلا التنازل قليلاً والقبول بالمصالحة، والسعي وراءها وفتحها من جديد حتى لو كانت مكلفة قليلا لأنها -على حد تعبير عوكل- كانت أقل تكلفة سابقاً، وكلما مر الوقت سيصبح ثمنها مكلفًا أكتر.

ولكن على الرغم من توقيعات المصالحة المتكررة في السنوات السابقة لم تتم المصالحة فما الجدوى من الركض وراءها، على هذا السؤال أجاب عوكل بأنها هي الحل الوحيد ولا خيار أمام حماس غيرها، فهي لا تستطيع أن تقدم إجابات ولا حلولًا للكهرباء والبطالة والمعابر، التقديم يجب أن يكون على طاولة المصالحة ولا حل آخر، وفق قوله.

المصدر : صحيفة "الرسالة"