كانت خطوة وطنية مشرفة تلك الدعوة بالاضراب العام في مختلف انحاء الأراضي العربية المحتلة في كل فلسطين تضامنا مع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين دخل اضرابهم عن الطعام العشرة أيام الثانية.
ان تخلوا شوارع المدن الفلسطينية جميعا من المارة، وان تغلق المحلات أبوابها وتتوقف الحافلات عن العمل طوال اليوم الخميس، فهذا دليل إضافي على عظمة هذا الشعب وارادة المقاومة المتجذرة في عروقه، والوقوف صفا واحدا الى جانب الاسرى الذين يسطرون أروع صور المقاومة للاحتلال بالصوم حتى الشهادة.
يخطيء من يتصور ان اضراب الاسرى الجماعي غير المسبوق (يشارك فيه 1500 اسير) هو لتحسين المطالب المعيشية المشروعة والقانونية خلف القضبان، فأهدافه ابعد من ذلك فهو احد ابرز صور مقاومة الاحتلال شجاعة وعنادا ووطنية، والمطالب المطروحة مجرد واجهة فقط على أهميتها.
انها “انتفاضة” بأسلوب جديد متطور لإعادة القضية الفلسطينية العربية الإسلامية الى واجهة الاحداث مجددا، وممارسة اكبر قدر من الضغوط السياسية والقانوية والإنسانية على العدو الإسرائيلي المحتل، وتنبيه الرأي العام العربي، قبل الأجنبي، الى هذه القضية التي تحظى بإجماع عالمي على عدالتها.
قيادة وطنية فلسطينية تتبلور وتترسخ خلف القضبان، عنوانها الأبرز المناضل مروان البرغوثي الذي اطلق الدعوة من زنزانته الانفرادية لبدء هذا الاضراب عن الطعام والدواء معا حتى الشهادة.
نعم انه مانديلا فلسطين، الذي يقضي في المعتقل عقوبة بالسجن المؤبد لقيادته الانتفاضة التي رفعت السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وقيادته.
هذا الاضراب هو صرخة احتجاج ورفض لسلطة مستسلمة ترضخ للاحتلال وتتواطأ معه، وتحمي مستوطنيه، وتتجسس على مناضلي أبناء شعبها، بغض النظر عن كونهم من “حماس