2024-11-26 11:34 م

لماذا يرفض الأردن فتح جبهة برية على حدوده مع سوريا؟

2017-03-25
أكدت دراسة حديثة استبعاد الأردن خيار فتح جبهة عسكرية برية على حدوده الشمالية مع سوريا، لتفويت الفرصة على التنظيمات “الإرهابية” التي قد تستغل ذلك للدخول في حرب مفتوحة قد تقلل الضغط عليها في معاقلها الرئيسة بالعراق وسوريا.

وقالت الدراسة التي أجراها المستشار الأردني محمد صالح الملكاوي، إن الأردن أحبط محاولات التنظيمات الإرهابية في سوريا والعِراق الرامية إلى إقحام شمال المملكة في حرب برية خلال الربع الأول من العام الماضي.

واستنتجت الدراسة أن هذه التنظيمات كانت تتطلع إلى ربط شرق وجنوب سوريا وشمال وغرب العِراق مع شرق وشمال الأردن في معركة مفتوحة؛ بهدف تخفيف الضغط عن ” الأنبار و الموصل” في العرِاق و “الرِقة ودير الزور وتدمر” في سوريا.

كما استنتجت أن التنظيمات الإرهابية كانت تتابع عن كثب التقارير العسكرية والأمنية الغربية المنشورة في وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية والروسية؛ والتي تحدثت آنذاك عن حرب برّية محتملة ستعقب مناورات “درع الشمال” السعودية في شباط 2016.

وقال المستشار الملكاوي إنه تابع مختلف حِسابات التنظيمات الإرهابية على موقع “تويتر” بشكل رئيس والتي كانت متفائلة بالحرب البرية من شمال المملكة؛ والتي يبدو أنها (التنظيمات) اتكأت على تصريحات عسكرية قال فيها الأدميرال المتقاعد جايمس ستافريديس القائد السابق لقوات التحالف في حلف شمال الأطلسي (NATO) في شباط 2016 بأنه حال فشل وقف الأعمال العدائية في سوريا فإن الولايات المتحدة ستلجأ إلى الخطة الاحتياطية (B) والتي قد تشمل مشاركة قوات برية أردنية في الحرب السورية.

وأضاف أنه أعقب ذلك في شباط 2016 تقارير عسكرية وإعلامية تتحدث عن توجه النيّة لدى الإدارة الأمريكية لإقامة جسرٍ جوي لنقل معدات عسكرية أمريكية للأردن؛ تلاه الإشارة إلى وجود قوات بريطانية وسعودية في تلك الفترة على الأراضي الأردنية؛ مسنودة بأسلحة ثقيلة للمُشاركة في الحرب البرية في الجنوب السوري.

واعتبر الملكاوي بأن ما أوردته مجلة Defense News الأمريكية في تلك الفترة برفض الأردن المُشاركة في أي حرب مُحتملةٍ في الجنوب السوري إلا بتفويض من الأمم المتحدة وتحت قيادة أمريكية أو بريطانية؛ وليس تحت قيادة عربية أو تركية؛ وحرص الأردن على التنسيق مع روسيا ما هو إلا دليل على رفض المملكة التورّط بحربٍ في سوريا دون غطاءٍ دولي؛ تتحمّل مسؤوليته الأمم المتحدة والقوى العظمى في مجلس الأمن الدولي.

ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية أخذت التصريحات السورية التي أوردها موقع Debka File الاستخباري الإسرائيلي حول تهديدات النظام السوري للأردن إذا سمح لقواتٍ برّية باستخدام أراضيه للهجوم على سوريا على محمل الجد؛ ما سيُعطي النظام السوري الحق بضرب القواعد العسكرية والجوية الأردنية القريبة من الحدود المُشتركة بين البلدين بصواريخ بعيدة المدى؛ واشتباكات بين جيشي البلدين؛ ما سيسهل لها (أي التنظيمات الإرهابية) استباحة الحدود الأردنية كاستباحتها الحدود السورية والعراقية دخولاً وخروجاً.

وألمحت بعض التقارير الدولية إلى مخاوف أردنية كذلك من تحريك النظام السوري والأطراف الشيعية المتحالفة معه بعض الخلايا النائمة في المملكة حال سماحه لأي قوات عربية باستخدام أراضيه لتنفيذ عمليات عسكرية في الجنوب السوري.

وأكدت الدراسة أن التنظيمات الإرهابية مُنيت بفشل ذريع بعدما أثبت الأردن أن أراضيه الشمالية لن تكون مسرحاً لعمليات عسكرية؛ كما كان يُشاع آنذاك؛ فيما ارتاح النظام السوري؛ عندما لمس تصميم القيادة الأردنية على رفض أن يكون شمال المملكة ممراً لأي حرب برية مُحتملة في الجنوب السوري.