2024-11-27 12:36 م

ثلاثة أسباب جعلت أمريكا تتعاون مع روسيا في سوريا

2017-03-14
نضال حمادة 

تنخرط الولايات المتحدة تحت حكم الرئيس دونالد ترامب في الحرب السورية أكثر فأكثر، في اختلاف جوهري وأساس مع سياسة واشنطن أيام رئاسة باراك أوباما والتي اتسمت بالتردد، وعدم القدرة على المبادرة وعدم مخالفة مواقف الحلفاء الخليجيين والأوروبين في السعي لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، أو في العراق الذي عمل فيه أوباما بسياسة تركيا والسعودية وقطر التي ساهمت في نمو تنظيم "داعش" واشتداد عوده، ما مكّنه من السيطرة على أجزاء واسعة من العراق وسوريا منذ أربع سنوات تقريبًا.
إدارة ترامب تعطي إشارات واضحة انها سوف تنتهج سياسة مغايرة في المنطقة خصوصا في سوريا، التي تظهر يوما بعد يوم تعاونًا ميدانيًّا بين روسيا وامريكا، والذي ظهر في ثلاثة ميادين مهمة:
1- رفضت ادارة ترامب الشروط المسبقة التي وضعتها تركيا إبان اجتماع حلف شمال الأطلسي الشهر الماضي والتي طالبت بامتناع واشنطن عن دعم المسلحين الاكراد، بل ارسلت قوات امريكية إلى مدينة منبج لردع تركيا كما صرح مصدر في البنتاغون، وسلمت المقاتلين الاكراد مدرعات قتالية، كما شوهدت عربات مدرعة ترفع العلم الامريكي تسير في شوارع مدينة منبج السورية.

2- أعرب البنتاغون عن موافقته على الاتفاق بين الحكومة السورية وأكراد سوريا بضمانة روسيا، والذي تسلم بموجبه الجيش السوري خط المواجهة بين مدينة منبج وقوات درع الفرات المدعومة من تركيا، وبذلك تم قطع طريق الرقة على الجيش التركي وحلفائه في درع الفرات، كما أن الولايات المتحدة المتواجدة في منبج أعلنت ان قافلة المساعات الانسانية التي أرسلتها روسيا إلى سكان منبج تضمنت معدات مدرعة وقد أعلن المتحدث باسم البنتاغون ان روسيا ابلغتهم بهذا وأن قافلة المساعدات الروسية دخلت بالتنسيق مع الجانب الامريكي.
3- تخلي ادارة ترامب بشكل واضح عن الاهداف العلنية والسرية لإدارة اوباما بتغيير نظام الحكم في سوريا، واعتماد سياسة واضحة بمحاربة تنظيمي "داعش" و"القاعدة" واعتبار هذه الحرب اولوية امريكية، وهذه الحرب تحتاج تعاون روسيا مع امريكا خصوصا عند اندلاع معركة الرقة التي سوف تكون قاسية ومكلفة ودموية، حيث ستكون القوات الامريكية المحاربة على الأرض بحاجة إلى كل مساعدة يمكنها ان تحصل عليها، وتبقى المساعدة الروسية هي الأكبر والأهم في معركة الرقة، ويمكن لإدارة ترامب الإعتماد على وزير الحرب الجنرال جيمس ماتيس في هذا الأمر، وهذا سوف يكون له آثاره العميقة على التعاون بين الجيشين الأمريكي والروسي في أفغانستان بعد سوريا، بعد إعلان واشنطن نيتها تعزيز وجودها في أفغانستان  لمواجهة تمدد "طالبان".
في السياق، ساهمت إدارة ترامب عبر منعها الاتراك من التوجه الى منبج، في حصر تركيا في مدينة الباب، وبالتالي لم تعترض على الغطاء الذي قدمته روسيا للجيش السوري بالتقدم من مطار كويرس الى ضفة الفرات عند ضاحية الخفسة ومنها الى مطار الجراح، وبهذا اصبحت القوات التركية وقوات "درع الفرات" التابعة لها شبه محاصرة في مدينة الباب، فضلا عن تبدد الحلم التركي بالتقدم نحو الشرق ودخول مدينة الرقة عاصمة تنظيم "داعش" في سوريا، وبالتالي تصبح النتيجة إزاحة تركيا عملانيا عن الأرض السورية بعدما دخلتها باتفاق ضمني مع الروس، خاضت بموجبه تركيا حربًا ضروسًا ضد "داعش" في مدينة الباب، ورفعت الغطاء عن مسلحي حلب واوقفت دعمها لهم ما سرع بحسم معركة حلب من قبل الجيش السوري وحلفائه قبل عدة اشهر.
عن "العهد"