أعربت الهند عن صدمتها إزاء مقتل أحد مواطنيها في الولايات المتحدة، وسط تقارير رجحت أن يكون الهجوم بسبب دوافع عنصرية.
وكان "سرينفياس كوتشيبوتلا" قد قتل عقب هجوم بالرصاص استهدفه ، في حانة بمدينة أولاث في ولاية كانساس، وأصيب صديقه الهندي أيضا "ألوك ماداساني"، فضلا عن أمريكي أصيب خلال الهجوم.
ووجهت السلطات الأمريكية اتهاما إلى "آدم بيورينتون" بالقتل العمد.
وتصدَّر الحادث عناوين نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في الهند، حيث ألقى البعض بالمسئولية على سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووصفت "سونايانا دومالا" زوجة القتيل كوتشيبوتلا بأنه "روح محبوبة".
ووصفت دومالا، في مؤتمر صحفي، الولايات المتحدة بأنها "البلد التي أحبها زوجها كثيرا"، ووصفت الحادث بأنه "جريمة كراهية".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن أي خسارة في الأرواح شيئ مأساوي، لكن من غير المنطقي ربطها بتصريحات الرئيس ترامب.
ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي حاليا في الدوافع المحتملة للجريمة، التي وقعت في حانة "أوستنز بار آند غريل"، ومن بين تلك الدوافع المحتملة العنصرية.
وقال شاهد عيان إن القاتل صاح قبل أن يطلق النار قائلا: "أخرجوا من بلدي".
وقال عامل في الحانة لوسائل الإعلام المحلية إن المهاجم استخدم عبارات عنصرية، قبل أن يطلق النار الأربعاء ليلا.
وكان كوتشيبوتلا وماداساني، وكلاهما عمره 32 عاما، يعملان بوظيفه مهندس في شركة "غارمين" الأمريكية للتقنية، ودرس كلاهما الهندسة في الهند، ثم التحقا بالدراسة فوق الجامعية بالولايات المتحدة.
وخرج ماداساني في وقت لاحق من المستشفى.
وقال المصاب الثاني إيان غريلوت، الذي يبلغ من العمر 24 عاما، إنه أصيب أثناء تدخله لمحاولة وقف الجريمة.
وفي حديثه من سريره في المستشفى، قلل من أهمية الإشارات له كبطل، وقال: "لقد فعلت ما يجب أن يفعله أي شخص مكاني تجاه إنسان آخر".
وهرب المشتبه به سيرا على الأقدام، وألقي القبض عليه بعد نحو خمس ساعات، في مطعم على بعد نحو 80 كيلومترا من مكان الحادث على حدود الولاية، وذلك بمدينة كلينتون في ولاية ميزوري.
وأخبر المشتبه به عاملا في حانة هناك بأنه قتل للتو رجلين من الشرق الأوسط، وذلك حسبما نقل موقع "كانساس سيتي ستار"، دون أن يذكر المصدر.
وينتمي كوتشيبوتلا إلى مدينة حيدرآباد الهندية. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن والديه مصدومان إزاء مقتل ابنهما، لدرجة لم تمكنهما من التعليق على الموضوع.
لكن والد ماداساني وصف الجريمة بأنها جريمة كراهية.
وبعد الحادث غرد الممثل الهندي "سيدهارث" لمتابعيه الذين يبلغ عددهم 2.6 مليون شخص قائلا: "لا يجب أن تصدموا، ولكن اغضبوا. ترامب ينشر الكراهية. هذه جريمة كراهية. أرقد في سلام يا سرينيفاس كوتشيبوتلا".
وذهب مسؤولون من القنصلية الهندية إلى مدينة كانساس، للقاء ماداساني وترتيب عودة جثمان كوتشيبوتلا إلى بلده الأصلي.
وقال القنصل العام الهندي "أنوبام راي" لبي بي سي: "أود أن أؤكد للجالية الهندية بالولايات المتحدة أن هذه القضية تحظي بمتابعة شخصية على أعلى مستوى، من جانب وزيرة الشؤون الخارجية الهندية ،سوشما سواراج، من نيودلهي".
وأدانت السفارة الأمريكية في دلهي الحادث.
وقالت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في الهند، ماريكاي كارلسون: "الولايات المتحدة هي أمة من المهاجرين، وترحب بالناس القادمين إليها من كافة أنحاء العالم، سواء بهدف الزيارة، العمل، الدراسة، أو الإقامة".
وأضافت: "السلطات الأمريكية تتحرى بدقة وتجري تحقيقا في الجريمة، رغم أننا نعلم أن تحقيق العدالة مجرد عزاء بسيط للأسر المكلومة".