2024-11-26 10:16 م

ماذا وراء منع واشنطن تعيين سلام فياض مبعوثا دوليا لليبيا؟

2017-02-11
لم يسلم رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، سلام فياض، من الفيتو الأمريكي الذي منع تعيينه مبعوثا دوليا إلى ليبيا، على الرغم من تمتعه بشخصية ليبرالية تلقى قبولا في الأوساط الغربية، وشغله مناصب رسمية فلسطينية، وأخرى دولية. 

ويطرح هذا الأمر تساؤلا حول أسباب الرفض غير المعلنة، ليشغل فياض المنصب خلفا للألماني مارتن كوبلر، وعلاقة السلطة الفلسطينية بذلك.

من جانبه، عزا الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، الرفض الأمريكي لتعيين فياض في المنصب المقترح إلى "حالة الغلو والتطرف التي تتخذها الإدارة الأمريكية الجديدة في دعمها لإسرائيل، وتنكرها للحقوق الفلسطينية"، وفق قوله.

واستبعد في الوقت ذاته أن يكون الرفض متعلقا بشخص فياض الذي وصفه بأنه "يلقى قبولا دوليا".
ورأى المصري في حديثه لـ"عربي21" أن سبب الاستبعاد ما أعلنته واشنطن مسبقا، بأنها لا تعترف بالدولة الفلسطينية، وأنها ترى في تعيين فياض الشخصية الفلسطينية في منصب أممي "أمرا يناقض موقفها"، وفق قوله.

وعن الترحيب الإسرائيلي بالخطوة الأمريكية، قال: "إسرائيل مقدمة على عصر ذهبي في العلاقة مع أمريكا، في ظل تولي ترامب الذي يرى في إسرائيل حليفا يجب تقديم الدعم المطلق له في كل المحافل. 

وأضاف أن "هناك تطرفا وعاطفة كبيرة في تأييد إدارة ترامب لإسرائيل على حساب الفلسطينيين".

"السلطة ناقمة"

من جهته، لم الأكاديمي والخبير السياسي، الدكتور عبد الستار قاسم، أن تكون السلطة الفلسطينية قد تدخلت لعرقلة تعيين فياض، مشيرا إلى حالة القبول الدولية والأمريكية التي يحظى بها الرجل، مستشهدا بموقف للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الذي أثنى عليه، وأشاد لأدائه وزيرا للمالية الفلسطينية قبل سنوات.

وقال قاسم في حديث لـ"عربي21": "السلطة وحركة فتح نقمت على فياض كثيرا، واتهمته سابقا بالخيانة، وهي غير معنية بظهور فياض مجددا على الساحة".

ولفت قاسم إلى الملاحقة التي يتعرض لها فياض في الضفة الغربية، عبر التضييق على مؤسسة إغاثية غير حكومة يترأسها، ومنعها من النشاط هناك، بالإضافة إلى مصادرة أموال المنظمة في السابق.

وتابع قاسم بأن "السلطة تعرقل باستمرار نشاط فياض، وربما طلبت من الإدارة الأمريكية ألا توافق على تعيينه، حتى لا يعود له كلمة على الساحة الفلسطينية، لأنه في حال استلامه للملف الليبي سيحسن ذلك وضعه الشعبي داخل فلسطين، وهذا ما لا تريده السلطة الفلسطينية"، وفق قوله.

الأمم المتحدة "منحازة"

وتواصلت "عربي21" مع مكتب سلام فياض الذي رفض التعليق، مشيرا إلى أنه لم يصدر بعد أي تصريح بهذا الخصوص.
 
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، العضو الدائم في مجلس الأمن، عرقلت الجمعة ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريس" لسلام فياض لمنصب المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا، معللة ذلك بأنها لا تعترف بدولة فلسطين، وأن هذا التعيين فيه إشارة إلى ذلك.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هالي، في بيان: "منذ فترة طويلة جدا، كانت الأمم المتحدة منحازة للسلطة الفلسطينية بشكل غير عادل، على حساب حلفائنا في إسرائيل"، معربة عن "خيبة أملها" إزاء هذا التعيين.

وأضافت هالي: "من الآن فصاعدا، ستقوم الولايات المتحدة بالتحرك دعما لحلفائها، ولن تطلق كلاما فقط".

وشغل فياض منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية من 2007 حتى 2013، وشغل أيضا منصب وزير المال لمرتين متتاليتين.