رصدت وكالة رويترز عدة عوامل حددت أسس عهد جديد من العلاقات الأوثق بين الولايات المتحدة ومصر، قد تنبئ بمزيد من الدعم العسكري والسياسي للقاهرة. الإعجاب المتبادل يعود إلى لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ، حيث وجد ترامب، المرشح الرئاسي في ذلك الحين، أرضية مشتركة مع النهج الصارم للرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التطرف، فقد وصف ترامب الرئيس السيسى ، الذي تتهمه جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بالاستبداد والقمع، بأنه "رجل رائع". ويرى ترامب الرئيس السيسي زعيماً صُلباً جاء للسلطة بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سيناء وعلى حدود بلاده مع ليبيا. ورد الرئيس السيسي -أول زعيم دولة يهنئ ترامب على انتصاره الانتخابي- الجميل الشهر الماضي بعدما أصدر الرئيس الأميركي، بعد أيام من تنصيبه، أمراً تنفيذياً يمنع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. لم تكن مصر على قائمة تلك الدول وامتنعت عن انتقاد الحظر علناً نيابة عن الدول الإسلامية، التي دائماً ما تتطلع إلى قيادتها. هذا الصمت أفصح بالكثير عن تغير نبرة العلاقات مع الولايات المتحدة. في المقابل، يرى السيسي ترامب زعيماً أميركياً غير مهتم -على خلاف سلفه باراك أوباما- بتوبيخ حليف قديم بشأن حقوق الإنسان. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه: "لهجة خطاب إدارة ترامب أكثر ميلاً بدرجة كبيرة في دعمها إلى السيسي منها خلال إدارة أوباما". وأضاف: "أتوقع أن تكون العلاقات أوثق بكثير". ومصر أحد حلفاء واشنطن المقربين في الشرق الأوسط، وطالما دعمت المساعدات العسكرية الأميركية معاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل. واستقرار مصر -حيث توجد قناة السويس أحد أهم الممرات المائية الملاحية في العالم- أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. لكن العلاقات الاستراتيجية لكبرى الدول العربية سكاناً مع الولايات المتحدة بلغت مستوىً متدنياً خلال عهد أوباما، الذي جمّد لفترة وجيزة المساعدات بعدما عزل السيسي الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات واسعة على حكمه. على النقيض من ذلك وبعد أسابيع من تولي ترامب الرئاسة، بحث البيت الأبيض بالفعل إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهو ما سيلقى بالتأكيد ترحيباً من السيسي الذي ندد به أوباما بسبب حملته الصارمة على أقدم جماعة إسلامية في مصر. ويقول مسؤولون مصريون وأميركيون إن إدارة أوباما ستسعى، على الأرجح، لإلغاء أو تخفيف الشروط التي وضعها أوباما لصرف مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً. وقال مسؤول بالحكومة المصرية، طلب عدم نشر اسمه: "كانت هناك صعوبات خلال فترة إدارة أوباما". وأضاف: "عندما تكون أهداف الحكومات مشتركة، فهذا يجعل التعاون أسهل. الجيش هو عصب العلاقة. لدينا عدو مشترك؛ ألا وهو الإرهاب". دعم عسكري جمَّد أوباما المساعدات نحو عامين بعدما عزل السيسي الرئيس الأسبق مرسي منتصف 2013. ورغم فوز السيسي في الانتخابات بعد ذلك واستئناف المساعدات في مارس 2015، فقد فرضت الولايات المتحدة قواعد جديدة؛ لضمان استخدامها في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. وجعل الكونغرس أيضاً المساعدات مشروطة بشهادة وزير الخارجية الأميركي بأن مصر تمضي في طريق الحكم الديمقراطي. وأثار هذا امتعاض البعض داخل الجيش المصري الذين يعتبرون الإطاحة بالإخوان المسلمين في إطار الحرب الأوسع على الإرهاب. وقال ضابط مخابرات مصري: "ما يهم مصر الآن، هو المساعدة الاقتصادية والعسكرية، وهذا ما سوف تحاول مصر الاستفادة منه في ضوء التقارب بين السيسي وترامب". وأضاف: "في المقابل، تسعى أميركا للاستفادة من مصر كحليف بالشرق الأوسط وفي الحرب على الإرهاب". وقال المسئول بالحكومة المصرية إن الحجم الإجمالي لحزمة المساعدات لم يكد يتغير على مدى عقود من الزمن، لكنها ستدرس بعناية أي طلب للزيادة. ويتوقف ما تحصل عليه مصر على أمور؛ منها الكونجرس حيث يعارض البعض تخفيف القيود؛ بسبب مخاوف من حملة السيسي الصارمة على المعارضة. وقال تيم ريزر مساعد الشؤون السياسية الخارجية للسيناتور باتريك ليهي، النائب الديمقراطي لرئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، إن الإدارة "يمكن أن تطلب من الكونغرس التوقف عن فرض شروط على التمويل وقد يطلبون زيادات في أنواع معينة من المساعدات". وأضاف: "لكن تصريحات الرئيس ترامب الإيجابية تمنح الرئيس السيسي نوعاً من الدعم والتشجيع لمواصلة ما يفعله... وهو من بعض النواحي أكثر قيمة من الدولارات". عهد جديد شهدت مصر سنوات من الاضطراب منذ ثورة يناير 2011 التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي دام نحو 30 عاماً، وهو تغيير أيدته في نهاية المطاف إدارة أوباما. وعندما فاز الإسلاميون بعد ذلك بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، تحاور أوباما معهم، في مسعى لتشجيع التحول إلى الديمقراطية في أعقاب انتفاضات الربيع العربي. لكن مصر أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وحظرت أنشطتها بعد قليل من تولي الرئيس السيسي السلطة. وقتلت قوات الأمن المئات من أنصار الجماعة كما سُجن آلاف النشطاء، ما دفع الولايات المتحدة لتوجيه انتقادات وتعليق المساعدات. على النقيض من ذلك، أيد ترامب نهج السلطات المصرية. وقال إريك تراجر الباحث لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "أشارت إدارة ترامب مراراً إلى أنها لا ترى فرقاً فعلياً بين الإخوان المسلمين وجماعات مثل: (القاعدة) أو حتى (الدولة الإسلامية)". وأضاف: "هذا أمر ترحب به القاهرة بشدة ويؤيده الشركاء العرب أيضاً". وفي الشارع، ابتهج أنصار السيسي بفوز ترامب، حيث اعتبروا هيلاري كلينتون امتداداً لأوباما. ونظر المسؤولون المصريون إلى الدعوة المبكرة لزيارة البيت الأبيض على أنها علامة على أن صوتهم سيُسمع من جديد. لكن رغم أن المسؤولين المصريين يروق لهم نهج ترامب الأكثر حزماً ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فهم يقولون إنهم لم يطّلعوا بعدُ على سياسات تفصيلية. وقال هشام هيلر الباحث لدى مجلس الأطلسي في واشنطن: "بالتأكيد، دفء الخطاب شيء مختلف... هذا يجعل المصريين يشعرون بارتياح شديد". وأضاف: "لكن، لا أحد يرغب في وجود شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله.. شخص غريب الأطوار ومتقلِّب المزاج .. وترامب غريب الأطوار ومتقلِّب للغاية".
رصدت وكالة رويترز عدة عوامل حددت أسس عهد جديد من العلاقات الأوثق بين الولايات المتحدة ومصر، قد تنبئ بمزيد من الدعم العسكري والسياسي للقاهرة. الإعجاب المتبادل يعود إلى لقاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ، حيث وجد ترامب، المرشح الرئاسي في ذلك الحين، أرضية مشتركة مع النهج الصارم للرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التطرف، فقد وصف ترامب الرئيس السيسى ، الذي تتهمه جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بالاستبداد والقمع، بأنه "رجل رائع". ويرى ترامب الرئيس السيسي زعيماً صُلباً جاء للسلطة بعد الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين ويقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سيناء وعلى حدود بلاده مع ليبيا. ورد الرئيس السيسي -أول زعيم دولة يهنئ ترامب على انتصاره الانتخابي- الجميل الشهر الماضي بعدما أصدر الرئيس الأميركي، بعد أيام من تنصيبه، أمراً تنفيذياً يمنع مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة. لم تكن مصر على قائمة تلك الدول وامتنعت عن انتقاد الحظر علناً نيابة عن الدول الإسلامية، التي دائماً ما تتطلع إلى قيادتها. هذا الصمت أفصح بالكثير عن تغير نبرة العلاقات مع الولايات المتحدة. في المقابل، يرى السيسي ترامب زعيماً أميركياً غير مهتم -على خلاف سلفه باراك أوباما- بتوبيخ حليف قديم بشأن حقوق الإنسان. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه: "لهجة خطاب إدارة ترامب أكثر ميلاً بدرجة كبيرة في دعمها إلى السيسي منها خلال إدارة أوباما". وأضاف: "أتوقع أن تكون العلاقات أوثق بكثير". ومصر أحد حلفاء واشنطن المقربين في الشرق الأوسط، وطالما دعمت المساعدات العسكرية الأميركية معاهدة السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل. واستقرار مصر -حيث توجد قناة السويس أحد أهم الممرات المائية الملاحية في العالم- أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. لكن العلاقات الاستراتيجية لكبرى الدول العربية سكاناً مع الولايات المتحدة بلغت مستوىً متدنياً خلال عهد أوباما، الذي جمّد لفترة وجيزة المساعدات بعدما عزل السيسي الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات واسعة على حكمه. على النقيض من ذلك وبعد أسابيع من تولي ترامب الرئاسة، بحث البيت الأبيض بالفعل إعلان الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وهو ما سيلقى بالتأكيد ترحيباً من السيسي الذي ندد به أوباما بسبب حملته الصارمة على أقدم جماعة إسلامية في مصر. ويقول مسؤولون مصريون وأميركيون إن إدارة أوباما ستسعى، على الأرجح، لإلغاء أو تخفيف الشروط التي وضعها أوباما لصرف مساعدات عسكرية أميركية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً. وقال مسؤول بالحكومة المصرية، طلب عدم نشر اسمه: "كانت هناك صعوبات خلال فترة إدارة أوباما". وأضاف: "عندما تكون أهداف الحكومات مشتركة، فهذا يجعل التعاون أسهل. الجيش هو عصب العلاقة. لدينا عدو مشترك؛ ألا وهو الإرهاب". دعم عسكري جمَّد أوباما المساعدات نحو عامين بعدما عزل السيسي الرئيس الأسبق مرسي منتصف 2013. ورغم فوز السيسي في الانتخابات بعد ذلك واستئناف المساعدات في مارس 2015، فقد فرضت الولايات المتحدة قواعد جديدة؛ لضمان استخدامها في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. وجعل الكونغرس أيضاً المساعدات مشروطة بشهادة وزير الخارجية الأميركي بأن مصر تمضي في طريق الحكم الديمقراطي. وأثار هذا امتعاض البعض داخل الجيش المصري الذين يعتبرون الإطاحة بالإخوان المسلمين في إطار الحرب الأوسع على الإرهاب. وقال ضابط مخابرات مصري: "ما يهم مصر الآن، هو المساعدة الاقتصادية والعسكرية، وهذا ما سوف تحاول مصر الاستفادة منه في ضوء التقارب بين السيسي وترامب". وأضاف: "في المقابل، تسعى أميركا للاستفادة من مصر كحليف بالشرق الأوسط وفي الحرب على الإرهاب". وقال المسئول بالحكومة المصرية إن الحجم الإجمالي لحزمة المساعدات لم يكد يتغير على مدى عقود من الزمن، لكنها ستدرس بعناية أي طلب للزيادة. ويتوقف ما تحصل عليه مصر على أمور؛ منها الكونجرس حيث يعارض البعض تخفيف القيود؛ بسبب مخاوف من حملة السيسي الصارمة على المعارضة. وقال تيم ريزر مساعد الشؤون السياسية الخارجية للسيناتور باتريك ليهي، النائب الديمقراطي لرئيس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، إن الإدارة "يمكن أن تطلب من الكونغرس التوقف عن فرض شروط على التمويل وقد يطلبون زيادات في أنواع معينة من المساعدات". وأضاف: "لكن تصريحات الرئيس ترامب الإيجابية تمنح الرئيس السيسي نوعاً من الدعم والتشجيع لمواصلة ما يفعله... وهو من بعض النواحي أكثر قيمة من الدولارات". عهد جديد شهدت مصر سنوات من الاضطراب منذ ثورة يناير 2011 التي أنهت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي دام نحو 30 عاماً، وهو تغيير أيدته في نهاية المطاف إدارة أوباما. وعندما فاز الإسلاميون بعد ذلك بالانتخابات البرلمانية والرئاسية، تحاور أوباما معهم، في مسعى لتشجيع التحول إلى الديمقراطية في أعقاب انتفاضات الربيع العربي. لكن مصر أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية وحظرت أنشطتها بعد قليل من تولي الرئيس السيسي السلطة. وقتلت قوات الأمن المئات من أنصار الجماعة كما سُجن آلاف النشطاء، ما دفع الولايات المتحدة لتوجيه انتقادات وتعليق المساعدات. على النقيض من ذلك، أيد ترامب نهج السلطات المصرية. وقال إريك تراجر الباحث لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "أشارت إدارة ترامب مراراً إلى أنها لا ترى فرقاً فعلياً بين الإخوان المسلمين وجماعات مثل: (القاعدة) أو حتى (الدولة الإسلامية)". وأضاف: "هذا أمر ترحب به القاهرة بشدة ويؤيده الشركاء العرب أيضاً". وفي الشارع، ابتهج أنصار السيسي بفوز ترامب، حيث اعتبروا هيلاري كلينتون امتداداً لأوباما. ونظر المسؤولون المصريون إلى الدعوة المبكرة لزيارة البيت الأبيض على أنها علامة على أن صوتهم سيُسمع من جديد. لكن رغم أن المسؤولين المصريين يروق لهم نهج ترامب الأكثر حزماً ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فهم يقولون إنهم لم يطّلعوا بعدُ على سياسات تفصيلية. وقال هشام هيلر الباحث لدى مجلس الأطلسي في واشنطن: "بالتأكيد، دفء الخطاب شيء مختلف... هذا يجعل المصريين يشعرون بارتياح شديد". وأضاف: "لكن، لا أحد يرغب في وجود شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله.. شخص غريب الأطوار ومتقلِّب المزاج .. وترامب غريب الأطوار ومتقلِّب للغاية".