دعا راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة (الذراع التونسية للإخوان)- المملكة السعودية للوساطة لدى مصر وذلك بهدف إتمام مصالحة مع جماعة الإخوان وتهدئة الأوضاع في الداخل، وكان ذلك خلال لقائه بالأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، واعتبر محللون أن خطوة إخوان تونس "غير موفقة".
واستند "الغنوشي" في دعوته للمصالحة إلى أن العالم العربي في الوقت الحالي مصاب بالعطب، نتيجة للوضع المصري، مؤكدًا أن معالجة الحالة المصرية ستساعد في معالجة أوضاع العالم العربي.
كيف يرى الإسلاميون وساطة إخوان تونس للمصالحة؟
وقال إسلاميون إن خطوة "الغنوشي" ستكون غير موفقة لأسباب عديدة، أهمها أن المملكة السعودية تُصنف الإخوان كجماعة إرهابية، وهو ما أكده الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان في الغرب، واصفًا دعوة الغنوشي للسعودية في وساطة المصالحة، بأنها "غير موفقة".
وتساءل الهلباوي عن كيفية طلب الغنوشي السعودية في وساطة تصالح في حين أن المملكة نفسها تعتبر الجماعة إرهابية، مؤكدًا أنه بحكم إدراج السعودية للإخوان كجماعة إرهابية فهي لا تستطيع الوساطة، قائلاً: "كان من باب أولى أن يتوسط الغنوشي لدى الأمريكان حتى لا تُصنف الجماعة كإرهابية".
وكان زعيم "النهضة" قد تخلى في وقت سابق عن فكر حسن البنا، وأكد دعمه للفكر العلماني في العمل السياسي وحكم الدولة، معلنًا فصل العمل الدعوي عن العمل السياسي في حركة النهضة التونسية، معللًا ذلك بأن الشأن الديني هو شأن عام تؤطره الدولة والمجتمع المدني، معتبرًا أن النهضة حزب مدني يستمد مرجعيته من قراءة تعتبر أن الإسلام والديمقراطية متوافقان.
وبالإضافة إلى ما سبق، فقد انفصل الغنوشي عن التنظيم الدولي للإخوان، مؤكدًا أن حركته غير تابعة تنظيميًا لجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي، ونتيجة لذلك، شكّك قارئو المشهد السياسي في صلاحية الغنوشي لإجراء مصالحة ومدى استجابة الإخوان لدعوته باعتباره منفصل عن التنظيم الدولي للإخوان.
الهلباوي: تدخل الغنوشي جاء من باب التعاطف مع الإخوان
وعن تلك الخطوة، أوضح القيادي الإخواني المنشق، كمال الهلباوي، في تصريح لـ "اليوم الجديد"، أن تدخل الغنوشي للوساطة ليس على سبيل سابق انتمائه للجماعة ولكن كشخصية عامة من باب التعاطف مع الإخوان.
كما رأى خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، أن الغنوشي وسيط يحظى بعلاقة طيبة بالإخوان المسلمين على الرغم من انفصاله من التنظيم الدولي لهم، كما أنه حاول أن يوسط مملكة السعودية التي تحظى بعلاقة طيبة مع الدولة المصرية.
وقال الزعفراني، لـ "اليوم الجديد": ليس معنى انفصال الغنوشي عن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، أنه لا يستطيع أن يجري المصالحة، قائلًا: "السياسة فيها ألوان رمادية كتير، هو انفصل عن التنظيم، ولكن ما زالت هناك علاقة قائمة".
الزعفراني: الغنوشي حاول تزعم مبادرات للمصالحة بعد ثورة 30 يونيو
ولفت الزعفراني إلى أن دعوة راشد الغنوشي لمصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام المصري ليست الأولى من نوعها، مؤكدًا أنه سبق للغنوشي وأن دعا للعديد من هذه المصالحات المشابهة بعد ثورة 30 يونيو.
وأوضح أن الوساطة لا تعني تصالح شامل، ولكنه سيكون نوع من الصفقات التي تضمن تخفيف حدة التوتر بين الجماعة والدولة، والتي بموجبها يتم التخفيف من حدة التضييق الأمني على جماعة الإخوان مقابل أن تتوقف الأخيرة عن حملتها الإعلامية التي تقودها الجماعة من تركيا.
وأكد الزعفراني أن عقد الصفقات بين الإخوان والنظام لم تتوقف، مشيرًا إلى صفقة الإفراج عن طلعت فهمي، متحدث الجماعة وأحمد مطر، مقابل توقف التظاهرات في الجامعات.
وأضاف الخبير في شئون الحركات الإسلامية في تصريح لـ "اليوم الجديد"، أن الجامعات المصرية لم تشهد منذ ذلك الحين أية تظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال الزعفراني إن المصالحة مع الإخوان مرهونة بتغيير الإخوان لمنظومتهم وطبيعتهم بصفة عامة وأن تمحور نفسها في شكل حزب سياسي.
وعن تكهنات توسط السعودية في إجراء مصالحة بين الإخوان والنظام المصري في أوقات سابقة، أوضح الزعفراني أنه لم يسبق الإعلان عن وساطة سعودية في مثل هذا الأمر.