تسريب مكالمات هاتفية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري تتركز حول العلاقات المتوترة بين القاهرة ودول الخليج لا سيما قطر والسعودية وإصرار السيسي على المشاركة في لقاء لوزان حول سوريا بالرغم من تحذير شكري من تأثير ذلك على العلاقة مع الرياض.
كشفت قناة مصرية مجموعة من التسريبات الصوتية قالت إنها لمكالمات هاتفية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري. وتدور المكالمات المسرّبة حول مشاركة مصر في مؤتمر لوزان الخاص بالأزمة السورية وإصرار إيران على حضورها، ومكالمة أخرى عن دور الكويت في محاولة تحسين العلاقات المصرية الخليجية.
ويسمع صوت شكري وحده في المكالمات، وفي إحداها يعلم السيسي بأن وزير الخارجية الأميركي جون كيري عرض عليه مشاركة مصر في مؤتمر لوزان الخاص بالقضية السورية، الذي عقد في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيراً إلى أن كيري عرض عليه المشاركة بعد إصرار إيران على حضور مصر للمؤتمر.
ويضيف شكري في المكالمة المسرّبة "إن واشنطن وموسكو لم تكونا مهتمتين بالمشاركة المصرية، إلا أن الإصرار الإيراني دفع كيري لدعوة مصر".
وتظهر المكالمة أن شكري أشار على السيسي بعدم حضور المؤتمر حتى لا يسيء للعلاقات مع السعودية، لأن الحضور سيظهر وكأنه مؤشر على تقارب مصري إيراني، لكن الرئيس المصري أصرّ على المشاركة كما يبدو من سياق المكالمة، وهو ما ترجم لاحقاً من خلال المشاركة في اللقاء.
السعوديون أرادوا استمرار التوتر معنا
المكالمة الثانية التي يعود تاريخها لشهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي وفق قناة "مكملين"، يتحدث فيها شكري إلى السيسي عن إعداده بياناً للرد على دول الخليج في ما يتعلق بموقفها من دعم قطر.
ويظهر في المكاملة استياء شكري والسيسي من الموقف الخليجي الموحّد وكيف تتوسط الكويت في إصلاح العلاقات بين مصر والسعودية ومصر وتركيا. ويقول شكري إنه تواصل مع وزيري الكويت والبحرين، وإن الكويت تدخلت لتخفيف صيغة البيان، وإنه كان هناك حديث لاحتواء عدم التصعيد مع مصر.
وقال شكري "صغنا بياناً معتدلاً وإيجابياً، وراجعت الوزير الكويتي، وقلت له إنه لم يكن مناسباً أن يصدر مثل هذا البيان، وإنه يعطي انطباعاً للتحامل على مصر. وقال إنه كانت هناك ضغوط من قطر، ومن السعودية، وإن السعوديين استغلوها كأسلوب لاستمرار التوتر معنا. وأضاف أن الأجواء العامة جعلتهم يلجأون لتلك الصيغة على اعتبار أنها معتدلة.
السيسي يرفض الاتصال بأمير الكويت
في مكالمة أخرى بتاريخ تشرين الأول/ أكتوبر 2016 يتناول شكري والسيسي وساطة الكويت بين مصر والسعودية، ومصر وتركيا.
وطلب شكري من السيسي أن يتواصل مع أمير الكويت ليشكره على دوره في الوساطة إلا أن السيسي يبدو أنه قد رفض الاتصال بأمير الكويت، وكلف شكري بتقديم الشكر بالنيابة عنه.
وقال شكري "الشيخ صباح وزير خارجية الكويت اتصل به، وقال إن لديه تكليفاً من الأمير بالاجتماع بوزيري خارجية السعودية والإمارات بضرورة رأب التوتر بين العلاقات بين مصر والسعودية. وقال هذا ليس وقتاً للخلافات، ودعا لضرورة دعم مصر".
وأضاف "أن الوزير عادل الجبير قال إنه ليس صاحب قرار، وإنه سوف يعود للقيادة في المملكة لنقل الرسالة، وإنه سيكون هناك اتصال مع أمير الكويت والملك سلمان".
لقاء كلينتون كان إيجابياً
ومن بين التسريبات مكالمة يتحدث فيها شكري لقاء المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون مع الرئيس المصري خلال زيارة الأخير لواشنطن، حيث يشير إلى أن كلينتون خرجت بانطباع إيجابي مع السيسي بعد لقائها به في نيويورك، وإنها كانت متجاوبة جداً معه.
وتطرق الحديث إلى زيارة السيسي للسودان، وكيف كان متخوفاً من مقابلته للإسلاميين، لكن وزير خارجيته طمأنه بأنه لن يكون هناك أي أحد من الإسلاميين مشاركاً في اللقاء.
كما تطرق للحديث عن فيديو نشرته وكالة الأناضول، حول تحفيز أحد من يتحدثون بلكنة مصرية، بعضَ المعارضين الإثيوبيين للتظاهر، وقال "إنها محاولة لتوتير العلاقة بين البلدين".
المصدر/ وكالات