هذا التنقل لملف المصالحة، أحد الأدلة على كذب ادعاءات الجانبين بأنهما معنيان بانهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، وأفراد طاقمي الملف مرتاحون، بسبب الجانب السياحي، والمهام "السفريات" ممنوحة، وشاشات التلفزة تتلقى تغريداتهم وأقوالهم التي لم تتغير نبرتها وكلماتها منذ الانقسام وحتى يومنا هذا.
ولا ندري ايضا، العاصمة المقبلة التي قد تستضيف حاملي الملف من الحركتين المتصارعتين، فالتنقل بات من أهم سمات البحث عن المصالحة، ما دامت الساحة الفلسطينية قد ضافت على قيادتي هاتين الحركتين.
تحقيق المصادر واستنادا الى مواقف وتصريحات وادعاءات الجانبين غير وارد، وما يجري هو استغفال لشعب بكامله، فلوا كانا بسعيان لمصلحة هذا الشعب ومعنيان بالدفاع عن حقوقه، وتوحيد صفوفه، لما استمر الانقسام حتى الان بكل ما يحمله من اثار وسلبيات تدميرية خطيرة، توشك على تبديد كل الامال وضياع كل الطموحات وتحطيم الثوابت التي يتغنى بها الجانبان لاستمرار الانقسام وتعميقه، وكل له مشروعه الخاص به، وبالتالي، لن يكون هناك تلاقيا جديا لانهاء هذا الانقسام، وما يقومان به من تحركات ويعقدانه من لقاءات في هذه العاصمة وتلك، هو كذب وخداع واستغفال وانتقاص من وعي الجماهير الفلسطينية، وكلاهما يتحملان نتائج الارتدادات الخطيرة لعدم انجاز المصالحة، وهي تداعيات صعبة ومؤلمة، تسهل للخصوم المضي قدما في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.
وما دام الانقسام يهدد طموحات الشعب بكامله، فان هذا الشعب وحده القادر على "تأديب" طرفي الانقسام والخيارات كثيرة، هذا الشعب، أمامه طريق واحدة، وهي النزول الى الشارع تنديدا باستغفاله، والعمل على لجمهما، وهو نفسه القادر على وضع اسس وقواعد المصالحة، ليلتزم بها الجانبان، وما عدا ذلك، فان حماس وفتح، ستواصلان لعبتهما "الممجوجة" حتى قيام الساعة.