مؤخرا، هددت اسرائيل بتنفيذ هذا المشروع الذي تم اعداده منذ سنوات طويلة، ولخطورته لاقت هذه التهديدات انتقادات واعتراضات من جهات ودول عديدة بينها عواصم معروفة بعلاقتها المميزة مع اسرائيل ودعمها لما تتخذه من مواقف، وقد حرصت الادارة الامريكية المتعاقبة على منع اسرائيل من تنفيذ المشروع الاستيطاني المذكور، والتزمت حكومات اسرائيل بالموقف الامريكي، لكن، على مقربة من المناطق التي يستهدفها المشروع الاستيطاني نفذت اسرائيل ما يمكن تسميته بروافد تدعم المشروع المذكور، من خلال شق طق، يمكن أن تكون بديلا لخط التواصل الجغرافي من خلال اقامة الجسور والانفاق في مقاطع محددة من هذه الطرق التي من السهل التأكد منها لكل من يتجه شرقا على الطريق الرئيس الى مدينة اريحا، فهناك حركة "جرافات" نشطة بين التلال المحيطة بالطريق الرئيس، وفي مقاطع منه يمكن بسهولة مشاهدة الجسور المعلقة، والطرق الالتفافية خلف مستعمرة معاليه ادوميم، وعلى مداخل عناتا وحزما والزعيم، وفي الوديان الفاصلة بين العيزرية ومعاليه ادوميم.
تقول الدوائر الاسرائيلية الداعمة لهذا المشروع أن البناء في منطقة "E1" يخرج مستوطنة معاليه ادوميم من حالة العزلة التي ستعيشها مستقبلا في حال ابرام اي اتفاق مع الفلسطينيين، غير أن المعارضين داخل اسرائيل لهذا المشروع وهم قلة، فهم يرون في تنفيذه رصاصة الرحمة على حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
والمشروع الاستيطاني "E1"، هو مشروع تقام من خلاله مشاريع استيطانية مختلفة الاغراض ومتعددة الاهداف على مساحة 12000 دونم، ويهدف الى عدم تحويل القدس الشرقية الى عاصمة للدولة الفلسطينية، يذكر أن مستوطنة معاليه ادوميم تمتلك مساحة أكبر من مساحة تل أبيب، بمساحة 53 الف دونم، ومن بين المرافق التي ستقام في مشروع "E1"، جامعة وفنادق ومراكز استجمام ومناطق صناعية ومقبرة ووحدات سكنية ومكب للنفايات.
وكانت اسرائيل قد اقامت مركز للشرطة في المنطقة في العام 2005، وتتضمن الخارطة الهيكلية للمشروع بناء 3000 وحدة سكنية، وتسعى السلطات الاسرائيلية الى جعل المنطقة بين معاليه ادوميم والقدس مأهولة سكانيا باليهود، وترى في تلالها على البوابة الشرقية منطقة استراتيجية يجب أن تحظى بتواجد مدني يهودي.
ولا توجد معارضة حقيقية مؤثرة من جانب قوى اليسار الاسرائيلية، لذلك هي تنادي بالعثور على حلول خلاقة لايجاد تواصل جغرافي بين شمال وجنوب الضفة، وهناك اقتراح لشق شارع يخترق بعض المناطق ويتصل في مقاطع معينة بجسور وانفاق للتغلب على مشكلة الترابط الجغرافي، وهناك بالفعل طرق اقيمت في السنوات الاخيرة يمكن أن تستخدم من جانب الفلسطينيين لربط المناطق الجنوبية بالشمالية دون الاقتراب من المنطقة المتنازع عليها، وهي طرق شقت شرق معاليه ادوميم.
ومن بين الطرق التي يمكن استخدامها، وبدأت اسرائيل بالعمل عليها في سنوات التسعينيات، عندما كان ايهود اولمرت رئيسا للبلدية، واسماها بالحلقة الشرقية.
ومن بين الاقتراحات الداعمة لمشروع "E1"، اقتراح لمجلس الامن القومي في اسرائيل ويقضي بفتح شارع "ثنائي القومية" يخدم العرب واليهود، يفصل بينهما جدار وتتجاوز تكلفته مليار شيكل، ويضم عدة مقاطع وصفها المجلس المذكور بـ "الخلاقة" وهي عبارة عن جسر ونفق، جسر في الاحياء العربية، ونفق في الاحياء اليهودية، والمقطع الاول منه يكون قرب عناتا.
وتستثمر كل الحكومات في اسرائيل في هذا المشوع وتطويره بميزانيات ضخمة، وفي عهد اولمرت تم استثمار اكثر من 200 مليون شيكل ، وبدأت الاعمال التمهيدية للمشروع عام 1975 وممنطقة المشروع "E1" تم ضمها الى معاليه ادوميم في العام 1994، وهناك مخطط لاقامة جسر معلق يمتد لمعاليه ادوميم، وبريطها بالقدس. وترى اسرائيل في هذا المشروع اهمية استراتيجية، فهو خط الدفاع الشرقي الاول عن "العاصمة"، ولهذا السبب تصر اسرائيل على ابقاء سيطرتها على المنطقة، كما تصر على سيطرة عسكرية على منطقة الاغوار، ولا يسمح المشروع في حال تنفيذ بتطوير المناطق العربية في المناطق الشرقية، وفي حال انجاز المشروع ، فانه يرسم ويحدد حدود القدس من الجهة الشرقية، ويكون الفصل ليس عبر جدران وانما بأحياء سكنية لليهود، وكان اسحق رابين قد ضم في عهده "E1"لحدود معاليه ادوميم، لكنه، لم يعمل على تفعيل خطط التطوير ، ونتنياهو في ولايته الاولى دعم هذا المشروع، وشدد على اهمية التعاون والتنسيق الدائم بين بلديتي معاليه ادوميم والقدس، كما دعم ايهود باراك هذا المشروع، وعرض خرائط المشروع في محادثات طابا، مؤكدا تمسك اسرائيل بالمشروع لاحتياجات امنية، ولمواجهة اية أخطار قادمة عبر غور الاردن، وواصل شارون في حكومته الاولى تطوير المنطقة وساعد في ذلك وزير دفاعه أنذاك بنيامين بن اليعازر وتجب الاشارة هنا الى أن مبادرة "عبد ربه بيلين" نصت على ضم معاليه ادوميم الى اسرائيل.
ويتضح أنه منذ 40 عاما ومشروع "E1" الاستيطاني يطفو ويختفي على السطح في اسرائيل، ومنطقته تعتبر استراتيجية من الدرجة الاولى، ففي بداية الاحتلال عام 1967، كان هناك تخطيط لاقامة 4 مدن حول القدس، اثنتان في الجنوب وواحدة في الشمال والرابعة في الشرق وهي معاليه ادوميم، وكان الهدف من اقامة هذه المدن هو تشكيل الدرع الواقي للقدس، حتى لا تظل القدس مكشوفة.
والمنطقة المقامة عليها معاليه ادوميم وما حولها، هي منطقة استراتيجية لقطع أي تواصل جغرافي بين شمال وجنوب الضفة الغربية، وبقي مقطع قصير بدون بناء استيطاني هو المسمى بـ "E1"، ويقع بين القدس ومعاليه ادوميم، وحسب الخطة فان التواصل بين شمال وجنوب الضفة للقادم من رام الله الى الخليل يسلك الطريق الى اريحا ومن هناك الى الجنوب.
وكل الحكومات اليسارية واليمينية اهتمت بمشروع "E1" ، وأولمرت نفسه سئل عشية الانتخابات عام 2006، عن امكانية البناء في "E1"، فأجاب بالايجاب وبأنه لا يمكن تحويل معاليه ادوميم الى جزيرة معزولة، والارض التي ستبنى عليها هي ارض اسرائيل وانها ستمتلىء بالعمران، وحتى يوسي بيلين أكد مرات ضرورة أن تبقى معاليه ادوميم تحت السيادة الاسرائيلية.
ومنذ العام 2005، وعمليات استكمال الوثائق والتصاريح اللازمة لهذا المشروع مستمرة، وهناك مكتبان هندسيان يعملان في خدمة هذا المشروع، والتخطيط الحقيقي لهذا المشروع كان في عهد وزير الاسكان من حزب العمل، لبناء مدينة متكاملة قائمة بحد ذاتها، وتنضم الى القدس الكبرى التي تشمل جفعات زئيف ومفسيرت على طريق تل ابيب القدس ومعاليه ادوميم ومفسيرت ادوميم على الاراضي المسماة "E1" وبيتار عليت ، والهدف هو أن يصبح عدد اليهود في القدس يتجاوز الـ 750 الف نسمة.