هاجمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سياسة إدارة "باراك أوباما" في سوريا، التي تسببت بإراقة دماء الآلاف من الأبرياء، وسط برود غير مفهوم من "باراك أوباما"، وقالت الصحيفة الأمريكية: إن إدارة الرئيس الأمريكي أضاعت الزعامة الأمريكية في العالم.
جاء ذلك في مقال للكاتب الأمريكي "ريتشرد كوهين" الذي افتتحه بالقول "إذا كان 7 ديسمبر 1941 هو اليوم الذي صرح فيه "فرانكلين روزفلت": "سيظل هذا اليوم عارًا إلى الأبد" بسبب هجوم "بيرل هاربور" الذي نفذته اليابان، إلا أن 20 ديسمبر 2016، وهو يوم سقوط حلب، يشبه ما قد حصل في ذاك التاريخ ليكون حدث سقوط حلب في المرتبة الثانية".
وشرح قائلًا: "صحيح لم يمت أي أحد من الأمريكيين في يوم سقوط حلب كما حدث في "بيرل هاربور"، إلا أن اجتماع موسكو الذي جمع روسيا وتركيا وإيران لحل النزاع في الشرق الأوسط من غير حتى إخطار الولايات المتحدة الأمريكية؛ كان بمثابة صفعة على نفوذ أمريكا العالمي".
وأضاف: "أوباما هو رجل القرن الـ21 ولم يستفد من دروس وعِبَر التاريخ في القرن الـ20 الماضي، لقد كان سعيدًا جدًّا وهو يرى نفوذ أمريكا يتلاشى من دون ردة فعل حلب في سوريا هي الآن كومة من الأنقاض؛ عدد القتلى هناك لا يعتبر ولا يحصى، ومن بين القتلى هناك أيضًا: النفوذ الأمريكي".
وزاد قائلًا: "لقد اشتغل الروس بالحملة الجوية وقدموا للنظام السوري ما لا يمكن للولايات المتحدة أن تقدمه للمعارضة، في حلب المدينة التي إستُنزف فيها المدنيون بقتلهم، بينما أمريكا -وهي القوة البارزة في المنطقة- لم تفعل شيئًا تقريبًا".
وتساءل: "هل أوباما كان محقًّا؟ لقد تذرَّع بمستنقع العراق التي خضنا الحرب مرتين، كما أننا خسرنا قواتنا المارينز في لبنان. لكن الكاتب استدرك وقال: "لم يطلب أحد من أوباما أن يرسل جنودًا أمريكيين إلى سوريا لكن ما حصل يفصح عن أوباما الضعيف".
وأشار قائلًا: "الزمن كفيل بقول الحقيقة، أنا ومثلي آخرون كثر نعتقد أن أمريكا كان بإمكانها الحد من إراقة الدماء هناك، كما كان بالإمكان عمل مناطق حظر طيران بحيث لا يمكن لبشار الأسد وحكومته إلقاء القنابل المتفجرة من طائرات الهيلوكوبتر، كما أنه يمكن خلق مناطق آمنة للاجئين".
وتساءل بحسرة: "لقد استطاعت روسيا أن تعمل ما تشاء هناك، لماذا الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع؟ وببساطة الإجابة هي: أن أوباما لم يهتم بالأزمة السورية بما فيه الكفاية، لم يقم بأي شيء يذكر في سوريا، لم تكن أصلًا معركة أوباما".
وأوضح: "قل ما شئت عن "دونالد ترامب" عن بعض أفكاره السيئة وغير ذلك، لكنه عكس "باراك أوباما"؛ إنه يهتم، وعواطفه ليست غامضة، انظروا إلى قصة الغواصة الأمريكية التي احتجزتها الصين كيف كان رد أوباما؟ وكيف كانت تغريدات ترامب؟".
وأردف قائلًا: "لقد خسرت كلينتون لأسباب عديدة، لكني أعتقد أن السبب الأبرز هو دفاعها عن إدارة ترامب ذات اللمسة الباردة، بينما فاز ترامب لأنه على عكس إدارة باراك أوباما في معالجته ورؤيته للقضايا الأمريكية، لقد كان شعاره هو أنه يريد أن يعيد أمريكا عظيمة مرة أخرى".
وزاد: "البرودة الأمريكية وغياب ردة الفعل كلفت أرواح الآلاف في سوريا بدلًا من حشد الرأي العام والعالمي لقضية نبيلة أبرزها حماية الأبرياء هناك في سوريا، وتفادي أزمة اللاجئين التي تهدد أوروبا حاليًا. ولا يمكن أن نكون فخورين بما حدث في سوريا".
واختتم قائلًا: "منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت الزعامة الأمريكية ضرورية للحفاظ على السلم العالمي، سواء أحببنا ذلك أم لا، نحن شرطي العالم، لا توجد دولة أخرى تقوم بأدوارنا، والآن ذهبت القيادة والزعامة، ولذلك وبشكل متزايد لن يكون هناك سلام".