2024-11-24 10:31 م

تحاد المغرب العربي بين التوقعات والتحديات والعقبات

2016-12-18
عميرة ايسر
تُعتبر مُنظمة اتحَاد المَغربي العَربي، من التجَارب التَكاملية العَربية، التي حَاولت بنَاء وحدة عربية إقليمية بين مجموع دوله ،من أجل زيادة قوتها ونفوذها على الساحتين الإفريقية والدولية,وكانت هذه الخُطوة ،التي حَظيت بمباركة وتأييد رسمي ،وشَعبي كَبير، ستكون لبنة في بناء صَرح ،اقتصَادي ،وتجَاري ،وتُكنولوجي ،وسيَاسي كَبير، كانَ يُمكن أن يخرج المنطقة ودولها من التَخلف ،والرجَعية ،والأزمَات السياسية ،والاقتصادية والأمنية ،والمشاكل الاجتماعية ،التي تُعانى منها،فالإستَراتيجية الإقليمَية، التي حَاولت هَذه الدول بناءهاَ ،عنْ طريق هذا، التكتل ألمغاربي الصرف،كانت لتجعل منه منْ أَهم التكتلات الاقتصادية ،والتجارية ،عالميا ،وذلك نظرا لما تزخر به هذه الدول ،منْ مَوقع "جيواسترايتيجي ممتاز"، فهي تطل على البحرين المتوسط ،والأطلسي، وتعتبر بوابة القارة الإفريقية ،ومدخلها الرئيسي، براً ،وبحراً ،وجواً ،بالإضافة إلى قُربها منَ الأسواق الأوروبية ،والإفريقية ،وحتى العربية،وبما تًمتلكه هذه الدول منْ مناخيات ،إقليمية، طبيعية متنوعة ،وثروات طبيعية ،ومعدنية ،وطاقية ،وبشرية ،وزراعية هائلة ،كانت لو وجدت الإرادة السياسية الجادة المرتكزةُ ،على العمل الوحدوي ألمغاربي الجماعي، بَيْن دوله ،والحرص على بناء إستراتيجية اقتصادية وسياسية وأمنية وثقافية متكاملة،تجعل على رَأس أولوياتها، تحقيق تنمية مستدامة، شاملة ،لكل دول الإقليم، دون استثناء، ولكن الخلافات الداخلية ،والبينية بين دوله ،وتضارب الأنظمة السياسية ،واختلافها، والمشاكل الحدودية الثنائية ،والشوفينية الذاتية الشخصية ،حالت دُون تحقيق هذا الحلم ،الذي راود شعوبه ،ونخبه منذ الخمسينيات ،منَ القرن الماضي،في أول مُؤتمر عقد بمدينة "طنجة المغربية "عندما كانت هذه الدُول ،لا زالت ترزح تحت نير الاستعمار الفرنسي ،الغاشم ،والذي عقد في سنة 1958،وكانت بيْن "حَزب الاسْتقلال التونسي" ،و"حزب الاستقلال المغربي" ،و"حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري" ،حَيثُ جَرتْ في تلك الفترة العصيبة منْ تَاريخ ،هذه الدول المحاولات الأولى ،لبناء "المغرب العربي الكبير"، دون الاتفاق على صيغة مُعينة ،ورؤية مستقبلية لهَيكليته التّنظيمية، أوْ كَيفية تطبيق تلك الأفكار ،على أرض الواقع في ظل واقع، سياسي ،وتاريخي معقد جداً وغير مستقر،وبعد استقلال هذه الدول توقيع "معاهدة الرباط "سنة 1963بين الجزائر، وتونس، والمغرب ثُمّ بعد ذلك وفي سنة 1964تم تشكيل ما عرف "باللجنة الاستشارية لمَغرب العَربي" وجَمعتْ ممثّلين عنْ الأحزاب الثلاثة الأنفة الذّكر ،وفي 1974تم "توقيع اتفاقية ثنائية بين تُونس وليبيا "،ثم "مُعاهدة الأُخوة والصَّداقة" بينَ موريتانيا وتونس والجزائر في 11مارس سنة1983،وعنْ هذه المَرحلة التاريخية منْ نشأته يقول الدكتور "محمد ضيف الله" وهُو أستاذ التاريخ في الجَامعة التونسية،بأنَ منْ أهَم الأسْباب التي جعلت هذه الاتفاقية ،هي مُجرّد حبر على رُوق بأنّ الجزائر آنذاك ،كَانت لازالتْ مُتشبثة كثيراً ،بسياساتهاَ الاشْتراكية، وميلهاَ نَحو الكُتلة الشّرقية ،وهي تختلفُ تماماً عَن التَوجهات الداّخلية أو الخَارجية، لسياساتْ شُركاءها، في تلك الاّتفاقية، وهُماَ تُونس ومُوريتانياَ، ممّاَ عَطلَ ميكانيزمَات تنَفيذهاَ، وجعلهاَ في الأدْراج،وفي سَنة 1984وبالتّحديد في 13اغسطس ،تمُّ تَوقيع اتفاق "وجدة المغربية" بين ليبيا والمغرب ،والذي مهّد لتأسيس "الاتحاد ألمغاربي" بين "ليبيا والمغرب"،ويَرى الدُكتور "إبراهيم مصباح أبو خزام" "أستاذُ القَانون الدّولي بجامعة ليبيا"،بأن هذه الاتّفاقية فَشلت ،وذلك الاختلاف بينَ النّظامين كلياً منْ حيثُ بناءهما السياسي، أو الاخْتلاف الإيديولوجى ،والفَكري العميق بينهما,ثم آتى ما عُرف "بقمًّة زيرالدة"، في الجزائر والتي عقدت بتاريخ 10-6-1988والذي أوضح رَغبة قادة الاتحاد في بنَاء "الصَّرح ألمغاربي الوحدوي"، وتم ذلك في مدينة "مُراكش المغربية" بتاريخ 17-2-1989ليلعنَ رسمياً عنْ، قيام هذا الكيان السيَاسي ،والاقتصَادي ،والثقَّافي الإقْليمي، الذي كَان يُمكن أنَ يُشكل أهَم مَصادر القُوة لدولها،وقد حَضرَ هذا الاجتْماع، كل من الرئيس الجزائري الراحل "الشّاذلي بنْ جديد" و"الليّبي مَعمر ألقذافي" رحمه الله والتونسي "زين العابدين" المَخلوع منَ طرف ثورة شَباب التونسي ضدّه سنة 2011،والمُوريتاني "مُعاوية وَلد سيّد أحمد الطّايع" والملك المَغربي الراحل "الحَسن الثّاني"،وجَديرٌ بالذّكر أنْ نُشيرُ إلى أنَّ السَّيد "طيب البكوشي" عُيَّن أولَ أَمينْ عَام له وقْتهاَ،وقدْ كاَن هذا الصّرحُ ألمَغاربي ،الذي عُقدت عليه الكثيرُ منَ الآمَال وكانَ مُحاولةً مَن قبَل قَادة ،هذه الدول لاستثمار، إمكانياتها البَشرية ،ومساحتهاَ الجُغرافية الشَّاسعة وكذلكَ مواردهاَ الاقتصَادي، منْ أجل الانْطلاق إلى الأمَام،إذْ أنَ المسَاحة الجُغرافية الكُلية ،لمَجموع دُوله في حدود 6.041.61كلم،وبالتَالي فإنَ هَذه المسَاحة، تَفوقُ مساحة "الاتحَاد الأورُوبي" المُقابل في الضّفة الأخرى ،منَ المُتوسط، والذي يضُم بينَ جَنباتهاَ أَكثر من 57دولة مختلفة ،الأعراق ،والثقافات ،واللغات والتَوجهات، السّياسية ،والمَعرفية، وهناك تبَاينَ بينَ اقتصادياتهاَ ،وأنماط المَعيشة والرَفاهية فيَها ومَع ذلك، قَد نَجحتْ في تَحقيق ،تَكامل سياسي، اقتصَادي، وعَسكري ،جعلهاَ قُوة عَالمية مُؤثرةً، في المُعادلات الدّولية ،عَلى مُختلف الجَوانب، والأصْعدة ،وهذا للأسف الشَّديد، ما فَشلت فيه دُولنا المَغاربية ،رَغم ما بَينهاَ منْ تَاريخ، وحَضارة ،ولُغات، وأعْراق، وثَقافات، ووشَائج دينية، وقَبائلية، مُشتركة،هذاَ الاتحاد المَغربي الذي يَزخر بحَجم وعَاء ديمغرافي ،ناهز 100مَليون نَسمة،حوالي 80بالمئة منهم يَتواجدونَ في الجزائر، والمغرب ،إذ يَبلغ عَدد الشَباب في هذه الدُول ،أَكثر من 65بالمئة في اقَل التقَديرات،هذان البَلدين المُتخاصمان، سياسياً وهناك حُدود مُغلقة بينهماَ ،مُنذ تَسعينيات القَرن المَاضي ،والتي تَمتدُ خلافاتهماَ التَاريخية إلى مَعارك "حَرب الرّمال" 1963ثُمّ الخلافُ بَينهماَ حَولَ "الصَحراء الغَربية" وقَضيتهاَ،يُشكلُ اقتصادهماَ مُجتمعان أكثر منْ 75بالمئة منَ اقتصَاديات هذه الدّول ،التي هي جُزءٌ منَ الاتحَاد ألمَغاربي . -وتُعتبر تُونس الدَولة المغاربية الوحيدة ،التي دَسترتهُ في دستور 2014تَحت البَند 5حَيثُ جاَء في احد فقراته، الجُمهورية التُونسية جُزء منَ المَغرب الغَربي، تَعمل عَلى تَحقيق وحْدته ،وتتَّخذ كاَفةَ التَدابير لتَجسيدهاَ ،وهَذا التنّظيم الذي قَام منْ أَجل، تَحقيق مَجموعة، مَن الأَهداف، الرَئيسية الإستَراتيجيةَ ،في كَافة المَجالات والمنَاحي المُختلفة ،ومنهاَ عَلى الصَعيد السّياسي، نجدُ أنهُ قام منْ أجل تَمتين رَوابط الأخُوة، بَينَ دُوله الأعضاَء وتقويتهاَ ،وَذلك بهدف تحقيق الرَفاهية لمُجتمعاتها،والدّفاع عَن حُقوقهاَ بالإضَافة إلى العَمل ،عَلى فَتح الحُدود بَين الدُول ،لمَنح الأفرَاد حُرية التنَقل والسَفر كَاملة،وكذلك مَنْ أَجل تَسهيل نَقل البَضائع والسَّلع ،ورُؤوس الأَموال فيماَ بَينهاَ،زيَادةً عَلى زيَادة حَجم التَنسيق الأَمني والعَسكري والدَّفاع المُشترك ،عَن سيَادة الدُول الأَعضاَء وأمنهاَ القَومي،أمَا في مَجال الدفاع فَتعملُ هَذه الدُول، في إطار الاتحَاد ألمَغاربي ،عَلى صيَانة استقلاَل كُل دَولة ،منْ دُوله الأعْضَاء،وَجعل كُل اعتدَاء عَلى أَحدهَا ،إعتدَاء عَلى كُل الدول الأعضَاء مُجتمعة،أما في المَيدان الدَولي ،فَإن هَذا الاتحَاد والصَرح الوحدَوي ألمَغَاربي، كَان سَيعملُ عَلى تَحقيق الوفَاق بيَن الدُول الأعضَاء ،وإقامَة تَعاون دبلومَاسي وثيق فيمَا بَينها،بالإضَافة إلى كُل مَا سَبق ذكرهُ فإن هذه الدول عَملت عَلى إقامة سيَاسة مُشتركة في المَيادين ،الاقتصادية والاجتماعية ،والثَقافية ،كالمُساهمة في صيانَة السَلام القَائم على العَدل،والإنصَاف،ومنْ أَهم الأهَداف الاقتصادية، التي سَعى هَذا الاتحَاد ألمَغاربي، إلى تَنفيذها لتُصبح واقعا مُعاشاً يَخدم مَصالح دوله لتَحقيق التَنمية الصنَاعية والزرَاعية،والتَّجارية،والاجتمَاعية بَين الدول،واتخاذ ما يلزم من وسائل لهذه الغاية،خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد بَرنامج نَوعية في هذا الصَدد،وإقامة تَعاون ثَقافي يَعتمد عَلى تَنمية التَعليم والحفَاظ عَلى الهَوية الوَطنية،والدينيَة،والقَومية,وعَلى القيَم الرُوحية،والخُلقية المُمتدة منْ تَعاليم الإسلام السَمحة،وصيانَة الهَوية القَومية والعَربية،واتخَاذ مَا يَلزم منْ أهداف ،ووسَائل خُصوصاً تبَادل الطَلبة، والأسَاتذة ،وإنشاء مُؤسسات جَامعية ،وثَقافية ،ومُؤسسات مُتخصصةً ثقافيةً جَامعية ،في البَحث العلمي، ومنْ بَين أهَم أجْهزته التي أوكَلت إليها، مُهمة إدارة الأهدَاف الكُبرى، وتَنفيذهاَ نَجدُ عَلى رَأسها "مَجلسُ الرئَاسة "والذي لُهُ هَيكليةً أدارية تَتألفُ من رؤسَاء الدول، وتَجتمع مرةً واحدةً في السنة،وهُو أعَلى سُلطة في هَذا الاتحاد ألمَغاربي ،ورئاسَة المَجلس تَكونُ رئَاستهاَ مرةً واحدةً في العَام ،بالتنَاوب بَينَ دُوله الأعضَاء، ويَتمُ عقدُ دَورات استثنائيَة فيه،كُلما لَزمَ الأمرُ وتطلبَ ذلك،ولهُ وحدهُ سُلطة اتخاذ القَرارات وقَراراتهُ تَصدر بالإجمَاع،"مَجلس وزراء الخَارجية" ويتَكون منَ المُكلفينَ بالشُؤون الخَارجية في دول الاتحَاد،يتَولى التَحضيرَ لدورَات مَجلس الرئاسَة، والنَظر في المُقترحَات المَرفوعة إلى "لجَنة المُتابعة" واللجَان الوزاريَة المُختصة ،ورفع توصيَات بشأنهاَ لمَجلس وتَنسيق السَّياسات والمَواقف ،في المُنظمات الدوليَة والإقليميَة،ودراسَة جَميع القَضاياَ التي يُكلفها بها مَجلس الرئاسَة،ولا يَكونُ اجتماعُه صَحيحاً إلا بحضُور جَميع أعضَاءه،ولهُ دورات عَادية وأخْرى استثنائية ،طارئةَ وبطلب منْ أحد أعضَاءه،"لجنَة المُتابعة"تَتكونُ منَ الأعضَاء الذين يَتم تَعيين كُل واحد منهُم ،في مَجلس الوزراء لدَولته،لمُتابعة شُؤون الاتحَاد،وبالتَشاور مَعهم،ويُنسق بَين كَافة هَيئات الاتحَاد واللّجَان المُختصة، تَفادياً للازْدواجيَة في اتخَاذ القرار،وتُعتبر هذه الهيئَة مُتابعة لتَنفيذ قَرارات الاتحَاد،وتَعمل بالتَّنسيق مَع الأمَانة العَامة،واللجَان المُختصة وزارياً،وتُعقد لجنَة دورية مَع لجنَة المُتابعة ،لتَقييم التَقدم الحَاصل في عَمل "اللّجَان الوزارية المُختصة "وهى أربَع لجَان منْها "لجَنة الأمْن الغذَائي"،وتَهتمُ بقطَاعَات الفلاحَة والثَروة الحَيوانية ،والميَاه والغَاباَت،والصنَاعَات الفلاحيةَ والغذائيَة ،واسْتَصْلاح الأرَاضي والصَيد البَحري،وتجَارة المَوارد الغذَائية،والبَحث الزَرَاعي وَالبَيْطَري،مُؤسَسَات الدَعم ألفلاَحي،"لَجْنة الاقتصَاد والمَالية "،تًهتًمُ بمَيادينْ التَخْطيط،والطَّاقة ،والمَعادن،والتَّجارة ،والصنَاعة التَقليديَة،والتَأمين،والمَصَارف،"لجْنْة البُنية الأسَاسية "،تَهتمُ بمجَالاتْ التَعليم،الثَقافة،الإعْلام،التَكوين،البَحث العلْمي،الشُّؤُون الاجتمَاعية،الريَاضة،البيئَة والصحَة،العَدل،الإقَامة،ونَقل الأشْخَاص،وبشُؤُون الجَالية المَغَاربية،"الأمَانة العَامة" مَقرُهاَ "الربَاط"،عَاصمةُ –المَغرب. "- مَجلس الشُورى"يَتألفُ منْ 30عُضواً عَنْ كُل دَولة،عُضو في الاتحَاد يَقعُ اختيَارهُم منَ الهَيئات النيَابيَة لدُول الأعضَاء،أو وفقَ النُظم الدَاخلية لكُل دَولة،ويَعقدُ دَورات عَاديةً،كلّ سنة أوْ أدوات استثنَائية بطلَب من مَجلس الرئَاسة،ويبُدى تَأييده لمَا يُحيله عَليه مَجلس الرئَاسة،من مشَاريع وقَرارات ،كما أن لهُ أن يَرفع لمَجلس الرئَاسة ما يَراه مُناسبا، من تَوصيَات لتَقرير عَمله،"الهَيئة القضَائية"تتَألف من قَاض وأمَين عَن كُل دولَة وتَعينه الدولة لمُدة 6سَنوات،والتَجديد النَصفي كل 3سَنوات،يَختصُ بالنظَر في النَزاعات المُعلقة بشَرط تطبيق المُعاهدات،والاتفاقيَات المُبرمَة،في إطَار الاتحَاد،كما أنه يقدم أراءً استثنَائية قَانونيَةً في القضَايا التي تُفرض عَليه من مَجلس الرئَاسة،ومَقرُه بنوَاكشُوط بمُوريتانيا،"الأكاديمَية المَغاربية للعُلوم"تهدف إلى إقامَة إطَار تَعاون بينَ مُؤسسَات البَحث العاَلي والتَكوين العَالي في بُلدان الاتحَاد،وتلك المَوجُودة في الوطَن العَربي،والبلُدان الأجَنبية وتَطبيق سَياسَة بحث عَلمي،ومَعرفي،مُركزة على حَوادث تَنموية المُشتركة بَين الدُول الأعضَاء،مَقرها في طَرابلس- ليبَيا-،"الجَامعة المَغاربية "تتَكون من وحَدات مَغاربية مُوزعة على كُل دَوله حَسب نوعيَة المَهمة والإمَكانيَات تهَدف إلى تَكوين طَلبة وبَاحثين،في الأسلَاك الثلاث،والباحثين في المجالات ذات الأولويَة مَقرها "طَرابلس"،-ليبَيا-،مَجلس إدارة الجَامعة،"البنك ألمغاربي للإستثمَار والتجَارة الخَارجية"،ثم إنشاء ه بناءً على اتفاقية بين الدُول الاتحَاد بتَاريخ 10-3-1996،وتَهدف إلى المسَاهمة في إقَامة اقتصَاد مَغاربي مُرتبط ومُندمج ومَن ذلك إعْداد انجَاز وتَمويل المَشَاريع،ذات المَصلحة المُشترَكة الفلاحية،والصنَاعية،وغَيرها.في بُلدان الاتحَاد وتَشجيع انسيَاب رُؤوس الأموَال،وتَوظيفهاَ في المشَاريع ذَات الجَدوى الاقتصَادية،والمَردود المَالي وتَنمية المُباَدلات التجَارية،والمَدفوعَات التجَارية المُترتبَة عَنها ،ومَقرهُ في تُونس،فَهذه الهَياكل والمُؤسَسَات المَغاربية لَم تَستطع اسْتغلال المَوارد الطَبيعية والطَاقية ،التي تحويها دوله والزراعية ،إذ وفي أحدث تَقرير صَادر عَن ،"المُنظمَة الدَولية لتَثمين الثَروات الطَبيعية" باسْتثنَاء مُوريتانيا التي اعتمدَت عَلى أرقَام وإحصَائيات رَسمية لدولة المُوريتانية ،فإنّ إنْتاج القَمح ،مَثلاً في هَذه الدُول والذي يُعتبَر منْ أهَم المَوارد الزرَاعية الأسَاسية ،التي تَدخل في المُنتجَات الغذَائية والاسْتهلاكية ،إذ يبلغُ إنْتاج الجَزائر منهُ 4.500مَليون طُن،فيماَ أنَ المَغرب يُنتج 3.800مَليون طُن،تُونس حَوالي 1.600مَليُون طُن،أماَ ليبيا فُتنتجُ 0.130مليون طن, أما إنتاج الذَهب الأَسوَد المُحرك الرَئيسي للطَاقة العَالمية ومَصدرهاَ الأسَاسي أي البترُول فَان الإنتَاج الجَزائري منهُ يَبلغ حَوالي 44مليون طُن،المَغرب 0.02مَليُون طُن ،أمَا تونس فيَبلغ إنتاَجها السَنوي منهُ 3.71مَليون طُن،ليبيا حَوالي 70.09مَليون طُن،أمَا الغاَز الطَبيعي فان إنتَاج الجَزائر منهُ يَبلغ حَوالي 152مَليار متر مُكعب،المَغرب 0.04مَليار مَتر مُكعب،تونُس يبلغ إنتاجها حوالي 1.75مليار متر مكعب،أما ليبَيا فانَ إنتاجَها يُقدر بحوَالي 3.10مليار متر مُكعب منهُ،أمَا الإنتَاج الإجمَالي من الطاقة لمُؤَشر TEPالعَالمي،فان الجزائر تنتج حوالي 142.800مَليون طُن TEP،أمَا المَغرب فينتج 0.628TEP،،أمَا حَجم الإنتَاج الليْبي منهَا فيَبلغُ 73.420مليون طنTEP،أمَا تُونس فتنتج ما يربو عن 7.120مليون طنTEP،أما عنصر الفوسفات الذي يدخل في الصناعات البتر وكيماوية بالأساس فان إنتَاج الجَزائر منهُ بلغ 5مليون طن سنويا،أما المغرب فينتج حوالي 21مليون طن منه،أما إنتاج تُونس فيقدر بأزيد من 8مليون طن،ليبَيا وتُونس لا يُوجَد الذَهب ،الجَزائر 377كلغ ،المَغرب 1500كلغ،أمَا مَعدن الحَديد فَان إنتَاج الجَزائر يَبلغ حَوالي 3.645مليون طُن،المَغرب فيبلُغ إنتاجه حوالي 2.506مَليون طُن،تونس 0.182مَليون طُن،ليبَيا فيبلغ 1.500مليون طُن،أمَا دولة موريتانيا ،12مَليون طُن،النَحَاس 1970طُن،وَوصَل إلى 2.870،الجَبس ،1650طُن أمَا إحتيَاطه فَيبلغ 20مليون طن،يُوجد في الجَهة الشَمالية من العاَصمة،نَواكشوط،شركة تازيات التابعة "لشركة كتَروس الكَندية،حَسبَ احصَاءيَات 2011،وبَلغ إنتاجُها منَ الذَهب حوالي 7.311،ثروة مُوريتانيا بحَوالي 56-60مليَار دولار،أمَا حَجم إنتَاج النَفط مَع اكتشَاف خَمسَة آبَار جَديدة لهُ، والذي بَدا إنتَاجه في سنة2006،فانه يمثل حَوالي 3بالمَئة من إجمَالي الدَخل العَام ،أي مَا يقُدر بحَوالي 180مَليون دولار سنويًا،أمَا احتيَاطاته المُؤكدة فَهي في حُدود 600مليون برميل وحجم الاستخراج فيبلغ 18الف برميل يَومياً،ويُقدر الإنتاج السَنوي منهُ حَوالي 2880000بَرميل،وجَدير بالذكْر أنَ هذه الدَولة فيهَا 137الف هكتار صَالحة للزرَاعة، فيمَا تُقدر الثَروة الحيوانية 5من المَواشي لكُل فَرد،ومَعَ ذَلك فانَ مُوريتانيا تَسْتورد، مَا يَزيد عنْ 50بالمئة منْ حَاجيَاتها الزرَاعية،ومَعَ ذَلك فانَ المسَاحة المَزرُوعَة لم تتَجَاوز في أحسَن الأحوال،16الف هكتار،وتَنتج مَا حَجمُه 379الْف طُن،إضَافة إلى مَحصول سنوي منَ الأرز يُقدر بأزيد من 269الف طن ،ورَغم كُل هذه الثَروات الضَخمة والهاَئلة مَعدنياً أو طَاقوياً أو زراعياً فانَ خَسائر الاتحَاد ألمغاربي، نتَيجة عَدم الاندمَاج الكُلى تُقدر بحَوالي 3بالمئَة منَ النَاتج الإجمَالي في مَنطقة جُغرافية ،تَضم أزيَد منْ 90مَليون مُستهلك،وثروة إجمالية تقدر بحوالي 500مليار دولار،وفائض مَالي وصَل إلى حُدود 27بَليون دُولا رفي سَنة2012،وَرغم ذلك فانَ نَسبَة التّجارة التَبادلية البَينيَة بَين دوله لا تَتَعدى 3بالمئَة ،وهَي الأقل في العالم إن قارنهَا بالتكُتلات الاقتصَادية الإقليميَة الكُبرى، "كالاتحاد الإفريقي" أو "دول آسيَان" أو "مُنظمة نَافتا"،إذ تَصلُ هذه النسبَة إلى حَوالي 25بالمئة في دُول جَنوب شَرق آسيا،و16بالَمئة في السُوق المُشتركة لدُول أمَريكا الجَنوبية،والعَاملين الأَمني والسّياسي يطغيان على اهتمَامَات قَادة هَذه الدُول ،والاهتمَام بخلافاَتهاَ الدَاخلية والاقليمَية ،في ظَل التَكتلات الاقتصَادية والأسوَاق الحُرة المُشتركة،والشَركات الاستثمَارية الكُبرى،وتظل هذه الدول إذن غَائبة عن العَالم اقتصَادياً وتجارياً رَغم خَيراتهاَ الضخمة،وإمكانياتها ،السيَاحية ،والزرَاعية،وقربها من الأسواق الدولية،وحسب صندوق النقد الدولي فان خسائر البلدان المغاربية تبقي مُرتفعة بسبَب وقف العَمل بمُعاهدة الاتحَاد وتَأتى بشَكل يُؤثر سَلباً عَلى الاقتصَاد المَغربي والجَزائري في المقاَم الأول،والتي يُعانى فيها السُكان على الجاَنبين بسَبب الاستمرَار في سيَاسة التَجاهل وغَلق الحُدود ،وهذا ما يَستفيدُ مَنهُ المُهربونَ والوسَطاء بالدرجَة الأولى،أمَا الاستمرَار في فَرض التَعريفة الجُمركية ،فان هَذا يُضيع ُعَلى المنَطقة فُرصاً هامة للاستثمَار الدولي ،ويُعرقل ويَحول دونَ الانتقَال السَلس ،والطَبيعي لسلَع والاستثَمارات، ورُؤوس الأموَال،نتَيجة سياسَات الأنَظمة الحَاكمة ومنهاَ غَلق الحُدود البَرية ،وفي هذا الصدد يأتي تصريح السيدة، كريستيَان لاغَارد رئَيسة صُندوق النَقد الدَولي والتي تَقول بأنَه لا يُمكن لدول الاتحَاد ألمغاربي تَحقيق نُمو اقتصَادي قَوي،ومُعالجة أعطَاب التَنمية في المنطقة،دُون فتَح الحُدود المَغاربية،الجَزائرية،فإزالة الحدود الوهميَة بَين دُوله ،سَيؤدي في نهايَة المَطاف، إلى تَحقيق الاندمَاج بيَن دُوله في كُل الميَادين تقَريباً، فالاستمرار في السياسات الحالية وخاصة اقتصاديا بين دوله يَحرمها منْ نُمو طَبيعي يقدر حسب البنك العالمي للإنشاء والتعمير بحوالي 1.5بالمئَة سَنوياً،وقد طلب ملك المغرب محمد السادس ،من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تَفعيل اتفَاقية الاتحَاد ألمغاربي ،وإنْ في حَدهاَ الأدنى باعتبار أنَ الجَزائر هي البَلد المَحوري والقَاري الكبير والمُؤثر فيه بشدَّه،وأمَام الأوضَاع الأمنية والجُيواستراتيجية شديدة التعقيد، وتَزايد التَهديدات الأمَنية لدُوله وخَاصة بَعد أحداث الرَبيع العَربي 2011والتى حَولت احَد أضْلاعه الخَمسة ،وهي ليبيا إلى دَولة فضاشلة، تعيشُ تناحرًا مذهبياً وقبلياً ولم تَستقر الأوضَاع فيها بَعد،وسيطرة تَنظيمات إرهَابية ،كالقَاعدة في بلاد المَغرب العَربي ،وداعش على مساحات واسعة منها، وانتقال الإرهاب ،ليضرب تونس الخَضراء في العَديد منَ المَرات، ويُوقع عَدداً مُعتبراً من الضَحايا ،ويُسبب لها مَشاكل وخَسائرَ اقتصاديةً مُعتبرةً،فانَ تَفعيل هذه الاتفَاقية أصبَح أكثَر منْ ضَروي باعتبار أن هُناك حُكومة شَرعية تَحظي بإجَماع دَولي في طَرابلس يُمكن التفَاهم مَعها . -وتَفعيل بالتَالي اتفَاقية الدفَاع المُشترك وتَشكيل قُوات مَغاربية من اجَل التَصدي للإرهاب، الذي يَضربهاَ وقَطع الطَريق عَلى حلف النَاتو والتَحالف الدولي، بقيَادة الولايَات المُتحدة الأمريكيَة،والتي لا يَخفى على احَد أنَهم مَن اشرفُوا على تَحويلها إلى دولة غَير مُستقرة من اجْل السَيطرة عَليها ونَهب ثَرواتهَا المَعدنية والنَفطية بالدرجَة الأوُلى،ولكسْر الجُمود الذي يَطبع عَمل الاتحَاد ألمَغاربي فانَه تَم تشْكيل المُبادرة المَغاربية للتجَارة والاستثمَار والتي تضُم حَوالي 500رجُل أعمَال من دُوله الخَمسة ،لإذابة نَوع من الجَليد في المَيدان التجَاري وإحيَاء الأمل في تَكاملها،يذكر بان المُبادلات التجَارية بينَ دُوله ثُنائيا تَبقي دونَ المُستوى إذ بَلغت الصَادرات الجَزائرية للمَغرب حَوالي 5.4مليار دولار سنة 2012،وللأسَف الشَديد فان تُونس تأتي في المَرتبة 11من حيث الدول التي تتعامل معها الجزائر تجاريا ،أو ،اقتصاديا ،وهي دولة حدودية جارة فيما يأتي المغرب الشقيق في المرتبة 15في هذه القائمة،ولكن رغم كُل الخلافَات التي تَطبعُ العلاقَات الجَزائرية المَغربية، فانه كان الحليف العربي الأول لجزائر سنة 2012،ثم تونس بحوالي 1مليار دولار،ثم موريتانيا بحوالي 61مليون دولار،وواردات تونس إلى الجَزائر تُقدرُ بحَوالي 408مليون دولار والى المغرب حوالي 288مليون دولار،أما صادرات المغرب إلى موريتانيا فبلغت حوالي 525سنة2013،وتُعتبرُ التجَارة الموازية من أهَم المشاكل والتحديات القائمة والتي باتت الشبح الذي يأرق صُناع القَرار الاقتصَادي الرسمي ،إذ أنها تلتهم ما يوازي 40بالمئة من عائداتها الاقتصادية المالية،وأمام هذه الوضعية السياسية ،والاقتصادية، والثقافية، والأمنية ،المتردية على كل الدول المُشَكّلة لاتحَاد المَغرب العَربي أنْ تتضَافر جُهودهاَ وتضعَ خلافاتهاَ جَانباَ،وتَتبنى إسْتراتيجَية طويلة الأمد من اجل معالجة المشاكل والاخْتلاَلات التي في الاتحَاد،وتَفعيل كل بُنود اتفاقيَاته التي قامَ عَلى أسَاسها ،لأنَنا نَعيش في عَصر التَّكتلات السَياسية والاقتصَادية والعَسكرية ولا يُمكن لدَولة عُظمى حَتى مثل روسيَا، أنْ تَستمرَ دُون ذلك فمَا بَالك بدولنَا ،التي تُعانى عَلى كَافة الجَوانب، والمُستويَات ،ويَطرقُ التَطرفُ الدينيُ والمذهبي، والإرهَاب أبوابَهاَ بقوة ،مثلماَ فَعل بالشّقيقَة ليبيا نَتيجةَ ضُعف هذه الدُول الإقليميَة المَغاربية ،وعَجزهاَ عنْ التَصدي لهُ دونَ تَدخل دَولي، أمَا نَتيجةُ ذلك فمَاثلة أمَام أعييناَ،وعلى القادة أن يضعوا نصب أعينهم ،إن سياسة الإقصَاء والتَهميش المُتبَادلة، بَين هذه الدول لنْ تُؤدي إلا إلى مَزيد منَ الحُروب والنزاعَات ،التي لم تَخدم مصَالحهاَ العُليا، وأمنهاَ القَومي الوَطني ،بالدرجَة الأولى،فشَعوبناَ تَسحقُ أنُ تَعيشَ برغد منَ العيَش في دُول، مُتقدمة مُتطورة، تمَتلك كل شَيء لفعْل ذلك وتَحقيقه ،إلا أنَ الإرادة السيَاسيَة الغاَئبة لأسف الشَديد.تَحول دُون ذَلك.   
*كاتب جزائري