2024-11-25 10:47 م

توثيقي: كيف دعم جيش الاحتلال الصهيوني العناصر المتمردة في سوريا ؟ (2)

2016-12-12
بقلم: السيد شبل
في القسم الأول من هذا الملف، تم توثيق العدد الأكبر من الاعتداءات الصهيونية التي تمت على سورية خلال السنوات القليلة الماضية (من 2012 وحتى نوفمبر 2015)، والتي وفرت دعمًا مباشر أو غير مباشر للعناصر المتمردة هناك، إما بتوفير سلاح جو، أو بإرباك وإشغال الجيش العربي السوري عن مهامه في التصدي للجماعات التكفيرية، أو بتوفير دعم نفسي لهم، برفع معنوياتهم باعتبار أن القاعدة الغربية العسكرية "إسرائيل" بكل ما تحظى به من دعم ومساندة وتلسيح غربي، تتقاسم معهم المعركة. هذا كما يهدف التوثيق، لتثبيت عدائية الكيان الصهيوني مع محور المقاومة، وأنه لا يشعر بالأمان طالما بقيت عناصر المقاومة في لبنان، وغيرها، ممسكة بسلاحها، لذا هو لا يتأخر عن قصف نخبتها وتدمير ما يعتقد أنه سلاح متوجه إليها، وقطعًا كل ما يقلق هذا الكيان الذي تم غرسه كنخجر في في المنطقة، لتعطيل نهضتها وتطورها بل وحياتها الطبيعية، يسرنا، خاصة أن بقاء المقاومة حاضرة هو الضامن الأساسي لتحرير الأرض العربية، وحتى يحدث هذا، فيكفي ما تقوم به من دور في إيقاف حركات الهجرة إلى الكيان، وتحفيز حركات الهجرة العكسية بل والتهرّب من التجنيد في جيش الاحتلال، وهو المرصود مؤخرًا ويتصاعد منذ حرب لبنان 2006، والحروب مع غزة، ومن قبل مع الانتفاضة الثانية التي قتل فيها أكثر من ألف صهيوني مع نحو 5000 جريح، ومؤخرًا مع انتفاضة القدس (السكاكين) التي تجاوز عدد شهدائها الـ 250، وسببت هلعًا للمغتصبين. في هذا الجزء نعرض توثيقًا للاعتداءات الصهيونية على سوريا من ديسمبر 2015، ولمدة عام. - في 20 ديسمبر 2015، أعلن حزب الله (المقاومة اللبنانية) استشهاد القيادي في الحزب، والأسير المحرر سمير القنطار بغارة لطائرة صهيونية استهدفت مبنى في بلدة جرمانا جنوب دمشق. والقنطار، هو عميد الأسرى المحررين اللبنانيين، وكان أقدم سجين لبناني في سجون الاحتلال، وقاد وهو في سن الـ 16، مع أفراد جبهة التحرير الفلسطينية، عملية فدائية ضد الكيان الصهويني (أحداث نهاريا) وحملت العملية اسم القائد: جمال عبدالناصر. وقد تم الأفراج عن القنطار في يوليو 2008 في صفقة تبادل بين حزب الله و"إسرائيل" تم بموجبها الإفراج عنه مع أربعة أسرى لبنانيين من أفراد حزب الله، تم القبض عليهم في حرب يوليو 2006، وجثث 199 لبناني وفلسطيني وآخرين في مقابل تسليم حزب الله جثث الجنديين "الإسرائليين" الذين تم قتلهم في عملية الوعد الصادق في يوليو 2006. - في 11 يناير 2016، تحدثت عناصر"معارضة" عن استهداف طائرات صهيونية إف 16 أمريكية الصنع، مواقع وعناصر تابعة لحزب الله، على أطراف بلدة "فليطة" في جبال القملون، وهي قرية حدودية تقع على الطريق بين لبنان وبيرود، وتحدثت مصادر عن استشهاد ستة من مقاومي حزب الله وجرح آخرين. هذه الأخبار سربتها العناصر المتمردة بالقلمون، والتي تتقاتل مع الجيش السوري والقواات المعينة له كحزب الله، في هذه المنطقة، وتقاطع القصف الصهيوني، إن لم يكن مرتبًا، مع مصالحها. ولم يعلن الجيش السوري عن وقوعها، ولم تؤكدها أي جهة أخرى. يناير.. موعد حزب الله للثأر لشهدائه ما تجدر الإشارة إليه هنا، من باب ذكر الشيء بمثيله، أن المقاومة اللبانية حزب الله قد نجحت في الأسبوع الأول من يناير، في اختراق الحواجز المعقدة جدًا، باتجاه مزراع شبعا المحتلة، واستهدفت باستخدام عبوات ناسفة آليات "الإسرائيلية" من نوع هامر وأوقعت إصابات بمن فيها، رغم استخدام أحدث تقنيات التصفيح العالمية، وتم اعتبار العملية في سياق الرد على اغتيال القنطار، وذكّرت العملية بعملية أخرى كان قد نفذها مقاتلو الحزب في 28 من الشهر نفسه بالعام 2015، ردًا على اغتيال الشهيد جهاد مغنية وخمسة آخرين، وسقط فيها عدد من جنود وضباط الاحتلال قتلى ومصابين.. على أثر العملية قامت مدفعية جيش الاحتلال بقصف لمناطق بجنوب لبنان، كما قصفت بـ"القنابل العنقودية"، المحرمة دوليا، "محور المجدية - العباسية - الماري" في الجنوب اللبناني. - في الثلث الأول من سبتمبر 2016، أغارت طائرات حربية صهيونية، على مواقع لمدفعية الجيش العربي السوري في ريف القنيطرة جنوبي سوريا بذريعة الرد على سقوط قذيفة في الجولان السوري المحتل.. ويحتل العدو الصهيوني، منذ يونيو 1967، حوالي 1200 كم مربع من هضبة الجولان السورية (شمال شرق)، ولا تزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية. ويلاحظ أن هذه المنطقة التي تتعرض لقصف صهيوني متكرر، بسبب جوارها للجولان المحتل، وخطوط وقف إطلاق النار 1974، وقدرة الطائرات الحربية على الانسحاب، ويمثل تدخل طيران العدو عند هذه النقطة جنوب غربي البلاد دعمًا مباشرًا للفصائل المسلحة (منها جبهة النصرة التي هي فرعًا لتنظيم القاعدة) التي تقاتل وحدات الجيش السوري هناك، ويُذكر أن مقاتلي "النصرة" يحظون بعلاج في المشافي "الإسرائيلية"!. إسقاط طائرتين للعدو - في 13 سبتمبر 2016، يعلن الجيش العربي السوري إسقاط طائرة حربية صهيونية إف 16 وطائرة بدون طيار (استطلاع) جنوب غرب القنيطرة وغرب سعسع، ويأتي ذلك رداً على غارة على مدفعية للجيش السوري بتل شحم (ريف القنيطرة). جيش الاحتلال، لم ينفِ تعرض وحدات الدفاع الجوي السوري لطائراته، وقال أنه تم إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه مقاتلاته، بعد الغارة التي نفذتها، لكنه لم يقر بسقوط الطائرة، وقال أن القبة الحديدية قد استعملت للمرة الأولى بالجولان لإجهاض عملية الاستهداف؛ وكلامه هنا ليس محل ثقة أو تأكيد من أي طرف محايد.. كما أن الجيش السوري، لم يعتد المبالغة مطلقا في دوره في التصدي للعدوان الصهيوني المتكرر، وإعلانه هذه المرة عن وقوع عملية الاستهداف، يرفع من أسهم قبولها، كما أن المعتاد من جيش الاحتلال هو التقليل من خسائرة حماية للروح "المعنوية" الداخلية!. الإف 16 تخدّم على المتطرفين وتقصف الجيش في القنيطرة ودير الزور - في 17 سبتمبر 2016 تستهدف غارة صهيونية، موقعا لقوات الدفاع الوطني - فوج الجولان في خان أرنبة بريف القنيطرة، تسببت باسشتهاد سوري وإصابة 5 آخرين بجروح، وتبعد خان أرنبة، عن خط وقف إطلاق النار حوالي 6 كم. واتهمت قيادات سورية "تل أبيب" بدعمها المباشر للتنظيمات الإرهابية في مقدمتها جبهة النصرة التي ترتكب المجازر بحق الأهالي في ريف القنيطرة، واعبترت أن الجبهة تتلقى مختلف أنواع الدعم الاستخباراتي والتسليح من كيان الاحتلال. بالتزامن مع القصف الصهيوني لمواقع في جنوب غربي سورية حيث القنيطرة، كان طيران التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، يقصف قوات الجيش السوري في دير الزور شرقي البلاد، وسقط نحو 62 جندي شهيد جراء قصف طائرات الإف 16 –أيضًا-، لخلاف الجرحي، وقد مكّن القصف تنظيم"داعش" من السيطرة على جبل ثردة بمحيط مطار دير الزور. - في 30 نوفمبر 2016، تستهدف طائرة إف 16 تابعة للاحتلال من المجال الجوي اللبناني، فجرًا، موقعا عسكريا في منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي، وينتج عن الغارة أربعة انفجارات. بحسب ما نشرت وكالات عالمية، وبحسب تصريحات لقادة بالكيان، فالمستهدف كان مرافق تابعة للدولة أو قوافل لحزب الله، وهذه المرة كان المستهدف قافلة شاحنات كانت تنطلق من مطار دمشق تحمل أسلحة متقدمة في طريقها للمقاومة اللبنانية. ويذكر أنه، بحسب تحليلات صحفية فإن القصف تم من الأجواء اللبنانية، وليس السورية، على الأغلب كان لتجنب أي إطلاق لصواريخ "اس 300"، و"اس 400" الروسية المتقدمة الكفيلة بإسقاط هذا النوع من الطائرات، سواء كانت هذه الصواريخ بأيدي روسية أو سورية. - في 7 ديسمبر 2016، يتعرض مطار المزة العسكري في دمشق لقصف بصواريخ "أرض- أرض"، وليس بقصف جوي، انطلاقا من الجولان المحتل. وأدى القصف إلى وقوع انفجارات قوية داخل المطار واندلاع حريق فيه، واعتبر الجيش السوري أن هذه المحاولات اليائسة التي يقوم بها العدو الإسرائيلي تهدف لدعم المجموعات الإرهابية ورفع معنوياتها المنهارة، خاصة أنها تزامنت مع تقدم الوحدات المقاتلة في شرقي مدينة حلب. وأن هذا النوع من العمليات "لن يزيدهم إلا إصرارا على بتر الأذرع الإرهابية المرتبطة بالكيان الصهيوني"، من جانبه امتنع جيش الاحتلال عن التأكيد أو نفي الأنباء عن القصف، علما بأنه يرفض عادة التعليق على أي أنباء حول عملياته الخارجية. من اللافت أن وزير الحرب "الإسرائيلي" أفيغدور ليبرمان، اعترف، على غير العادة، عن قصف عدد من الأهداف السابق ذكرها، معتبرأُ إياها عمليات "تحول دون تهريب أسلحة مطورة" من سوريا إلى حزب الله اللبناني. ولم يدع "ليبرمان" الفرصة تمر دون التأكيد على مطالبته بأن لا تكون إيران والأسد جزءا من الحل في سوريا. 
رابط الجزء الأول: http://www.manar.com/page-27721-ar.html