2024-11-25 07:24 م

سبتة.. بوابة المهاجرين الأفارقة إلى إسبانيا

2016-12-11
أسهم الوضع المضطرب لسبتة في جعلها معبرا رئيسيا للمهاجرين إلى أوروبا خاصة من إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تعتبرها المملكة المغربية جزءا لا يتجزء من التراب المغربي، وآخر معاقل الاستعمار في إفريقيا، والتي لم تصنفها الأمم المتحدة ضمن المناطق المحتلة والواجب تحريرها.
قال موقع دويتش فيله، إنه وفقا لخوسيه أنطونيو نيتو، سكرتير وزارة الداخلية الإسبانية للأمن، فإن نحو 800 من المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء قد حاولوا دخول سبتة من المغرب في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، ولم ينجح منهم في العبور إلا 438 .
وتابع الموقع أن المهاجرين حاولوا تسلق 6 أمتار عالية تفصل الجيب الإسباني عن شمال إفريقيا، ويعرف حاجز سبتة باسم “الجدار القاتل” بسبب الأسلاك الشائكة والأسلاك البيضاء التي وضعت للحد من محاولات الهجرة المتكررة.
وقال موقع نيوجيرسي هيرالد، إن أكثر الذين يحاولون الفرار وعبور السياج، وأكثر الذين تمكنوا من ذلك فعليا، هم في الغالب من المراهقين والقاصرين الذين فروا من النزاع في مالي أو الذين يحاولون الهرب من مرض الإيبولا القاتل في غينيا، والذين لهم في الغالب أفراد من أسرهم لقوا مصرعهم بسببه.
أما الذين يفشلون في اجتياز السياج فتقوم السلطات الإسبانية باعتقالهم، وهناك مئات المهاجرين جنوب الصحراء يعيشون بصورة غير قانونية في المغرب حيث حاولوا دخول سبتة ومليلة، الجيبين الإسبانيين بشمال إفريقيا، وهما الموقعان الوحيدان اللذان يتمتعان بحدود برية تربط بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، وتنتقد منظمة العفو الدولية وجماعات حقوقية أخرى سوء المعاملة التي يعامل بها المهاجرون في سبتة ومليلة.
وأضاف الموقع أنه حتى الآن تمكن أكثر من 700 من الأفارقة دخول سبتة هذا العام. وفي أكتوبر وحدة، استطاع 232 من المهاجرين، ومعظمهم من ساحل العاج وبوركينا فاسو، من دخول إسبانيا عن طريق تسلق سياج سبتة، كما أن مركز المهاجرين في سبتة يضم الآن حوالي 1200 نسمة، أي أكثر من ضعف قدرتها.
إن الطريقة التي تتعامل بها إسبانيا والمغرب مع المهاجرين تختلف بشكل جذري؛ فإسبانيا تسعى بشكل مستمر لوضع تدابير أكثر صرامة للحد من تدفق المهاجرين الذين يحاولون دخول الجيب الإسباني، وفي المقابل سعى المغرب إلى الانفتاح على المهاجرين عن طريق القرارات التي اتخذها لتسوية أوضاعهم والتي انتهى مفعولها بنهاية ديسمبر من عام2014.
ويعمل برنامج تسوية الأوضاع الذي أطلقته الحكومة المغربية، على دعوة فئات معينة من الرعايا الأجانب لتقديم طلبات الحصول على الإقامة في المغرب، ويشمل البرنامج الأجانب المتزوجين من مواطنين مغاربة، والأجانب الذين يمتلكون عقود عمل داخل المغرب، والأجانب الذين يقيمون في البلاد منذ أكثر من 5 سنوات؛ وبلغ عدد الطلبات المقدمة للإقامة حتى شهر ديسمبر 2014 حوالي 295 طلبا، تم قبول 44 طلبًا منها، وجميع المقبولين من النساء، مع رجل واحد تم قبول طلبه وهو لاعب كرة القدم في ساحل العاج محمد كواسي، بينما يشعر الغالبية العظمى بالإحباط لكونهم لم يتلقوا ردا على طلب إقاماتهم بعد.
الجدير بالذكر أنه خلال فترة التسعينات، كان معظم المهاجرين الذين يحاولون الهروب إلى مليلة وسبتة هم من المغاربة، ولكن الأغلبية الآن هم من المهاجرين الأفارقة، كما أن الغالبية العظمى من المهاجرين غير الشرعيين يتم اعتراض طريقهم على الفور من قِبل حرس الحدود، وتتم إعادتهم إلى المغرب، طبقا لاتفاق ثنائي بين إسبانيا والمغرب، وعلى الرغم من أن الاتفاقية الثنائية توجب أن تتاح الفرصة لهؤلاء المهاجرين لتقديم طلب اللجوء أولا، إلا أنه على أرض الواقع، لا تتاح هذه الفرصة للمهاجرين.