2024-11-30 12:56 م

هذا ما فعله دبلوماسيون بحرينيون لكسب ود ترامب.. وهذا ما سيقولونه عند أول لقاء به

2016-12-11
في جادة بنسلفانيا، على بعد أربعة مبانٍ فقط عن البيت الأبيض، رفّه الدّبلوماسيون من البحرين الغنية بالنّفط عن ضيوفهم في قاعة احتفالات في فندق ترامب الدّولي يوم الأربعاء، وهو حدث قال النّاقدون إنّه جسّد مخاوف متزايدة بشأن حجز الزّعماء الأجانب ممتلكات ترامب لمحاولة كسب ود الرّئيس الأمريكي المقبل.
وبحسب “مرآة البحرين” قال النّائب إلياه كامينغز، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الرّقابة في مجلس النّواب، إنّه “قلق جدًا بخصوص ذلك”، مضيفًا أنّه “في حال كان الأفراد يريدون كسب ود الرّئيس، يذهبون إلى الفندق. وعندما يلتقون به، الأمر الأول الذي سيقولونه له سيكون: “نحن نقيم في فندقك، لقد حجزنا 30 غرفة لمدة أسبوع”.
ليس الأمر الذي دفع المسؤولين البحرينيين إلى نقل حفلهم السّنوي “يوم البحرين” من فندق الريتز كارلتون إلى فندق ترامب -المسؤولون في السّفارة البحرينية لم يُجيبوا على الاتصالات والرّسائل الإلكترونية. لقد التزموا جميعًا الصّمت يوم الأربعاء، مع إقامة الحدث في نطاق إجراءات أمنية مُشددة.
لقد كان فقط واحدًا من احتفالات عدة تمّ الحجز لها في فندق ترامب من قبل شخصيات من قلب واشنطن، وكذلك زعماء أجانب. مساء يوم الثّلاثاء، كانت مؤسسة التّراث تقوم بتقديم المتبرعين والمانحين إلى نائب الرّئيس المنتخب مايك بنس.
فيما يخص الأسبوع المقبل، حجزت سفارة أذربيجان “القاعة الرّئاسية”، بكلفة تُقَدّر بـ 100 ألف دولار لإقامة حفل هانوكا، تزامنًا مع مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرّئيسية.
وكان ترامب قد احتج على الفكرة السّائدة بأن حجز غرف في فندقه في واشنطن سيؤدي إلى خلق مشاعر ودية لديه.
وصرّح لصحيفة النّيويورك تايمز بأنّهم “يقولون إنّه لديّ صراع لأنّنا افتتحنا مؤخرًا فندقًا جميلًا في جادة بنسلفانيا، ولذلك، في كل مرة يقيم فيها أحدهم في الفندق، إن كانوا يفعلون ذلك لأنني الرّئيس، أعتقد أنه بإمكانك القول إن ذلك ليس تضاربًا في المصالح، ولكن، مجددًأ، لن أقوم بفعل أي شيء فيما يخص الفندق”.
لكن الحفل الذي أقامته البحرين أزعج بوضوح مسؤولي حقوق الإنسان، الذين حاولوا جذب الانتباه إلى الظّروف المتراجعة في بلاد مُتَهمة بالتّغاضي عن التّعذيب، وحتى التّهديدات بالاغتصاب، المُوجهة ضد المعارضين السّياسيين.
مايكل بوسنر، الذي عمل حتى الفترة الأخيرة كمساعد لوزير الخارجية فيما يخص حقوق الإنسان، وصف البحرين بأنّها “حكومة متعصبة على نحو متزايد”، حيث “حُظِرَت المعارضة السّياسية بشكل أساسي”. وقال إن “زعيم المعارضة يقبع في السّجن وسيبقى هناك لسنوات”.
وصرّح بوسنر لشبكة ABC إنّه يعتقد أن البحرين والدّول الأخرى يلجأون إلى سلوكيات خاطئة، مثل الحجز في قاعة في فندق ترامب، لمحاولة بناء علاقة مع الإدارة الأمريكية المقبلة.
وقال بوسنر إنّه “أعتقد أن الكثير من الحكومات في جميع أرجاء العالم التي تعتمد على العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة تحاول تصور ما الذي يمكن فعله مع إدارة ترامب لكسب ودّها؟”
فندق ترامب في واشنطن أكثر تعقيدًا لأنّ المبنى التّاريخي الذي يحتله، هو جناح مكتب البريد القديم، مملوك من قبل الحكومة الفدرالية وتمّ تأجيره لمنظمة ترامب مقابل 250,000 دولار شهريًا، بالإضافة إلى تكاليف إضافية بناء على نجاح مشروع الفندق.
وقال كامينغر إنه عندما يتولى الرّئيس المُنتَخَب ترامب منصبه، سيجعله الاتفاق بشكل أساسي مالكًا ومستأجِرًا في الوقت ذاته.
وصرّح كامينغز لـشبكة ABC أنّه “حسنًا، الآن. هناك شيء خاطئ في ذلك المشهد”.
قد يحل ترامب هذه المشكلة في أقرب وقت أي الأسبوع المقبل. لقد قرّر عقد مؤتمر صحافي في 15 ديسمبر/كانون الأول للإعلان عن مخططاته للابتعاد عن أعماله التّجارية العالمية الواسعة، التي تدير فندق واشنطن وعددًا من المؤسسات الأخرى.
على الرّغم من هذا، تفاخر ترامب أيضًا في مقابلته مع صحيفة التّايمز بأن “الإيجارات في ذلك الفندق ستكون على الأرجح أكثر قيمة مما كانت عليه سابقًا، أوكي؟”
وقال ترامب إنّ “العلامة التّجارية هي بالتأكيد الآن أكثر تداولًا مما كانت عليه سابقًا”.