بقلم: أحمد صلاح
في الآونة الأخيرة تم إحراز تقدم في تسوية النزاع السوري. عقد 8 ديسمبر في نيويورك اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول سورية وأعترف جميع المشاركين بأن الجيش السوري بدعم من حلفائها سيحكم السيطرة الكاملة على شرق حلب في المستقبل القريب.
وفي هذا الصدد دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لاستئناف محادثات السلام السورية مشيرا إلى أن حان الوقت لنظرها بجدية. ومن المثير للاهتمام: هل هو أدرك الحاجة إلى تعزيز تسوية سياسية أو كان أجبر من قبل المجتمع الدولي على أداء واجباته الوظيفية؟
تجدر الإشارة إلى أن تولى ستيفان دي ميستورا منصبا رفيع المستوى منذ يوليو 2014 وخلال عامين ونصف لم يكن قادرا على تحقيق نتائج إيجابية لتسوية النزاع في الجمهورية العربية السورية ولم ينفذ جميع مقترحاته ومبادراته تماما. ومن الصعب مواصلة الاعتقاد بأنه لا يستطيع استئناف محادثات السلام السورية الآن.
ليس من المستغرب أن تظهر في وسائل الإعلام معلومات عن احتمال استقالة المبعوث الأممي الخاص. رغم على دحض هذه الأخبار من قبل مكتب دي ميستورا قالت قناة لبنانية "الميادين" إن في أروقة الأمم المتّحدة يدور كلام عن استبدال دي ميستورا إلى الموظف المختص. وتردّ السبب إلى نيّة الأمم المتحدة بشخص الأمين العام الجديد أنطونيو غوتيريس التخلّي عن خدمات دي ميستورا مع نهاية ولايته مارس المقبل. ويمكن أن تحلّ مكانه المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغرين كاغ.
فإن السوريين يعبرون عن عدم رضاهم عن عمل دي مستورا على منصبه. وقبل كل شيء غضبوا أن جهوده لم تكن تهدف ليس إلى إنقاذ أهالي حلب بل على العكس تماما إلى إنقاذ مقاتلي "جبهة النصرة". وتعرض هذه الأفعال على عمل دي ميستورا لصالح رعاة المعارضة السورية والجماعات المتطرفة.
أعرب السوريون عن استيائهم من المبعوث الأممي الخاص في العريضة التي نشرتها على الموقع الإلكتروني "Change.org".
(https://www.change.org/p/ban-ki-moon-secretary-general-of-the-united-nations-syrians-for-staffan-de-mistura-s-resignation-from-the-post-of-un-special-envoy-for-syria)
وطالبوا من الأمين العام للأمم المتحدة باستقالة ستيفان دي مستورا. ووفقا للموقع خلال الأسابيع القليلة وقّع أكثر من 26 ألف شخص على هذه العريضة.
وبالتالي لا تزال هناك شكوك جدية حول نجح دي ميستورا في استئناف محادثات السلام السورية قبل1 يناير 2017 عندما يتولى الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس منصبه. لأن إذا دي ميستورا لم ينجح في الجلوس على طاولة مفاوضات جميع أصحاب المصلحة فيمكن الأمين العام الجديد إزالته من المنصب بسهولة قبل نهاية ولايته.هل ينجح دي ميستورا في استئناف محادثات السلام السورية؟
2016-12-11