أحمد صلاح
بدأ مسلحو المعارضة "المعتدلة" يدركون بصورة تدريجية عدم جدوى المقاومة المسلحة ويفهمون أنه لا توجد لديهم فرص الانتصار في مواجهة القوات الحكومية.
نظرا لذلك بدأ المسلحون بشكل متزايد إلى استخدام مرسوم العفو الذي قد أصدره الرئيس السوري بشار الأسد. خلال الأيام القليلة الماضية تم العفو عن أكثر من 2500 مقاتل في مختلف المناطق السورية.
لقد بدأت فصائل المعارضة مغادرة ريف دمشق. وغادر مسلحون بلدة التل 4 ديسمبر وسافروا مع عائلاتهم إلى إدلب. غادر البلدة أكثر من 500 مسلح و 1500 من أفراد عائلاتهم.
كذلك استسلم في بلدة خان الشيح طوعا نحو 3000 مسلح وصلوا مع عائلاتهم إلى محافظة إدلب. وقد سلم أكثر من500 قطعة سلاح فيما بينها بنادق قنص وعشرات الهاونات.
يذكر أن بلدة خان الشيح كانت تحت سيطرة المعارضة منذ عام 2012 وعادت تحت السيطرة الكاملة للحكومة السورية في الأسبوع الماضي. حاليا في البلدة توجد العديد من المباني المدمرة وفي الشوارع ما زالت عدد كبير من الذخائر غير المنفجرة التي يجب نزعها من قبل خبراء إزالة الألغام.
وفي الوقت نفسه المدنيون الذين غادروا خان الشيح منذ أربع سنوات بسبب وصول مقاتلي المعارضة هناك وهم بدأوا يعودون إلى منازلهم. وشارك أهالي جنبا إلى جنب مع القوات الحكومية في ترميم منازلهم وإعادة اعمار البنية التحتية للمدينة.
أما الوضع في حلب فيستعد الجيش السوري لاستعادة الجزء الشرقي من المدينة وهزيمة تامة للجماعات المسلحة المتواجدة فيها. وتؤكد الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" أن المعارضة في حلب على وشك الانهيار.
وقال ممثل الجماعة المسلحة بحلب محمد الشيخ للصحيفة إن المقاتلين يفكرون في مغادرة المدينة لأنه الروح المعنوية منخفضة بين مقاتلين وأنهم لا يزالون في حالة اليأس وهم غير قادرين على اختراق الحصار.
فيصبح من الواضح أن من أجل حفاظ على الحياة يجب مسلحو المعارضة "المعتدلة" الذين يحاول الداعمون الغربيون انقاذهم الاستفادة من العفو المقدمة من قبل الحكومة السورية. من الجهة الأخرى سيلقي مصيرهم أو سيقضون سنوات طويلة ومؤلمة في السجن لأن المقاتلين الذين يرفضون مغادرة ريف دمشق والمناطق الشرقية بحلب عاجلا أم آجلا سيتم تدميرهم أو قبض عليهم وتقديمهم للمحكمة.كاتب وصحفي سوري