2024-11-18 04:36 م

حلب: خطاب مرتقب للرئيس الأسد قبل نهاية الشهر

2016-12-03
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
لن نخاف على سورية فهي محفوظة بإرادة الله وعزيمة السوريين وجيشهم، فـي هذا السياق، لا بد من إسترجاع بنك الأهداف السياسية والعسكرية التي وضعتها أمريكا وحلفاؤها منذ بداية الحرب على سورية، والتي تمثلت فـي إسقاط النظام وتقسيم سورية، ويبدو واضحاً، اليوم، ان اياً من هذه الأهداف لم تتحقق، بل هم الان في رمقهم الأخير ويبحثون عن قشة للتعلق بها وإنقاذهم من الغرق في سورية، وهو ما يقود حكماً الى القول بأنّ هذا الإرتباك والتخبط فـي إدارة العمليات العسكرية قد سرّع الظروف المناسبة للإعتراف بالهزيمة العسكرية أمام الجيش السوري وحلفاؤه. وبحسابات أخرى، يمكن تأكيد هزيمة التنظيمات المسلحة وأخواتها فـي سورية، من خلال معادلة الإنتصار فـي هذه الحرب، حيث وجه الرئيس الأسد قبل عدة أيام رسائل قوية للسوريين وعدهم فيها ، بـ"نصر نهائي وكامل" على الجماعات المتشددة والفصائل المسلحة في سورية، وقرب إنتهاء عملية تحرير مدينة حلب من قبضة الجماعات المسلحة قائلا: "النصر قريب"، متعهداً في الوقت نفسه برفع العلم السوري في مدينة حلب خلال الأيام القادمة، فهذه الإنتصارات الأخيرة التي كانت سهلة للجيش السوري وحلفاؤه ستعطي رسالة للغرب وأعوانه من أن داعش ومن لف حولها ما هي إلا فقاعة وستزول قريباً، والهزيمة المتوقعة حسب خطاب المحيسني الأخير الذي طالب فيها مقاتليه بالإستماتة بالقتال والثبات خاصة بعد الإنكسارات والهزائم الكبيرة التي لحقت بهم، ولم يعد يمتلك خيارات واسعة للمناورة كما كان قبل فقدانه لغالبية مناطق حلب، لذلك لم يعد النصرعصياً عن تحقيقه بسبب صمود الجيش السوري، وهو قاب قوسين أو أدنى وهذا يعني بأن سورية ستكون نظيفة وخالية من التطرف والارهاب وعلى رأسها داعش المتطرفة التي كانت الغاية منها تقسيم سورية والمنطقة بأكملها. اليوم تتسارع الأحداث في حلب بوتيرة عالية وبدأت الكثير من الموازين والتوقعات تنقلب على رأس مخططيها بعد التحركات القوية للجيش السوري لتحرير عدداً من المناطق والأحياء كانت في يوم ما تعتبر من المعاقل الصعبة والمهمة للمسلحين والتي لا يمكن حتى التفكير بالإقتراب منها، ليتمكن الجيش السوري من قلب موازين المعادلة ويبدأ بالزحف والتحرك لتسقط معاقل الجماعات المسلحة، وبذلك فتح الجيش الأبواب نحو مراحل إنتصارات كبيرة و فرض معادلات جديدة على جبهات القتال، فاليوم بسط الجيش السوري سيطرته على حلب، وأفقد المتطرفين مصادر تمويلهم ومعاقل كانوا يتمركزون فيها لفترة طويلة،إذ حقق الجيش وحلفاؤه إنجازاً عسكرياً نوعياً فقد أحكموا سيطرتهم على الجزء الشرقي لأحياء كرم القاطرجي و باب النيرب و الحلوانية، وسط إنهيارات شديدة بين الجماعات المسلحة، كما سيطر الجيش بشكل كامل على” السكن الشبابي” المحاذي للبحوث العلمية في الاحياء الشرقية موجهاً بذلك ضربة موجعة للفصائل المسلحة، التي تعاني أيضاً من اقتتال فيما بينها حيث حصدت مئات القتلى في صفوفها، لذلك فإن الساعات القليلة المقبلة ستشهد أوسع عملية أمنية سورية- روسية- إيرانية لتحرير كامل حلب، بعد أن شهدت صفوف الجماعات المسلحة حالات هروب كبيرة بعد تقدم الجيش على عدة محاور، التي لم تکن هذه الفصائل تتوقع أن الجيش السوري سيصل إلى تلك المناطق بهذه السرعة. إنطلاقاً من ذلك بات واضحاً أمام الجميع بأن العالم عاد ليعترف ليس فقط بقوة وصمود الجيش السوري، وإنما أيضاً بقدرة السوريين على التحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، لقد انتصرت سورية، وانتصر من راهن على شعب سورية، لذلك فأنه من المتوقع خلال الأيام القليلة القادمة حدوث مفاجأت كبيرة، سيكون أبرزها وأهمها زيارة الرئيس الأسد الى حلب وإلقاء خطاب النصر من هناك، ليتضح للجميع بأننا أمام طريق واحد وليس مفترق طرق، هذا الطريق هو الذي ترسمه دماء الشهداء على امتداد الوطن السوري وهو استكمال النضال من أجل إستعادة كل شبر من الأراضي السورية، وبإختصار شديد يمكنني القول إن أمريكا وحلفاؤها فشلوا في إسقاط سورية أو تغيير الواقع هناك، فلم يجدوا وسط اللحمة الوطنية الكبيرة بين جميع المكونات السورية في محاربة الإرهاب والتطرف إلا التسليم بالأمر الواقع وإعلان فشل المخطط الغربي الذي كان معدّاً لهذا البلد العظيم.
khaym1979@yahoo.com