2024-11-27 02:40 م

ترامب رئيساً: دوافع التفاؤل الإسرائيلي ومنابع القلق

2016-11-20
جهاد حيدر

سارع اليمين الاسرائيلي للترحيب الحار بفوز دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الاميركية، معتبرا أن وصوله الى البيت الابيض يشكل فرصة مثالية لتحقيق مطالبه وطموحاته.. مع ذلك، بادر نتنياهو للطلب من وزرائه عدم التعليق على فوز ترامب بالرئاسة وسياسته.
ينبع التفاؤل والترحيب الاسرائيلي اليميني، انطلاقا من المعرفة المسبقة بمواقف الرئيس الاميركي المنتخب إزاء القضية الفلسطينية وتحديداً ما يتصل بنقل السفارة الاميركية الى القدس. أهمية هذه الخطوة - من منظور اسرائيلي - تكمن في ما تنطوي عليه من رسائل سياسية صريحة تتصل بالموقف الاميركي النهائي من المدينة المقدسة التي وصفها ترامب بالعاصمة الابدية لاسرائيل. في الوقت نفسه، يساهم نقل السفارة الاميركية في تبديد الرهان لدى انصار التسوية على اي تنازل يتصل بمدينة القدس، وهو أمر من ثوابت وموارد الاجماع الاسرائيلي الذي يشمل كافة التيارات الاساسية في الساحة السياسية.

من جهة أخرى، تشي المواقف التي صدرت في الساحة الاسرائيلية بما لو أن رموز اليمين كادوا يرقصون فرحا انطلاقا من أن الرئيس ترامب لا يرى في المستوطنات عقبة أمام أي تسوية.. وهو ما يعني بالنسبة لهم ضوءا اخضر لتكثيف عملية الاستيطان وتسريعها من دون أي عقبات دولية واميركية..
وما عزَّز انطباعات معسكر اليمين، إزاء توجهات ترامب، مبادرته لتوجيه رسالة مباشرة عبر صحيفة اسرائيل اليوم، المقربة من نتنياهو، بأنه لن يتم فرض أي مفاوضات على اسرائيل..
ولا يخفى أن هذا المطلب هو من أهم أولويات الحكومة الاسرائيلية اليمينية، وتحديدا رئيسها، نتنياهو.
ويتمسك نتنياهو بهذا الشعار (مفاوضات مباشرة من دون تدخل دولي) كونه يمنح اسرائيل هامشاً أوسع في المناورة لمواصلة سياسة التسويف والمماطلة ووضع الشروط التي لا تستطيع السلطة التكيف معها، ولكونه يضمن من خلال هذا المبدأ الحؤول دون ممارسة أي ضغوط دولية لتقديم "تنازلات" للسلطة الفلسطينية.
مع ذلك، طلب نتنياهو من وزرائه عدم التعليق على أي موقف يتصل بترامب، وهو ما يعكس قدرا من القلق ومحاولة التوصل الى تفاهمات ثنائية مع ترامب بعيدا عن الهمروجة الاعلامية.
منابع القلق؟
بموازاة الفرحة التي سادت في تل ابيب، يهيمن على المؤسسة الاسرائيلية قلق جدي إزاء توجهات ترامب الاقليمية. ومصادر القلق تنبع من الغموض الذي يكتنف افكار ترامب الانتخابية استنادا الى فرضية أن ما اعلنه خلال الانتخابات قد لا يلتزم به عملياً أو ان المؤسسة الاميركية ستؤثر في توجهاته الفعلية وهذا الغموض مفتوح على كل الاحتمالات..
ولعل التعبير الذي استخدمه الرئيس اوباما في وصف ترامب، من أن الاخير ليس ايديولوجيا وانما براغماتي.. يساهم في تعزيز منابع القلق.. خاصة وأن ما تريده اسرائيل أن يكون هناك مزيد من الانخراط الاميركي المباشر في احداث المنطقة..
في كل الاحوال، تخشى تل ابيب من أن تؤدي السياسة الاميركية الجديدة الى المزيد من الانكفاء الاميركي عن التدخل العسكري المباشر، وهو ما كانت تشتكي منه اسرائيل وترى أنه فتح الطريق أمام محور المقاومة وروسيا في تعزيز حضورهم في سوريا..
أما بخصوص الجمهورية الاسلامية في ايران، فرغم أن ترامب اعلن عن رفضه للاتفاق النووي، إلا أن التحدي الاكبر الذي سيواجهه، يتمثل بتحديد خياره البديل في حال قررت ايران الرد على نقض الاتفاق باعادة تزخيم نشاطها النووي ما وراء مضمون الاتفاق.. فضلا عن أن الاتفاق ليس بين ايران والولايات المتحدة وانما مع الدول العظمى الستة، ووفق قرار صادر عن مجلس الامن الدولي..
المصدر: موقع العهد