هل الانشغال مرة جديدة، في فكرة هنا، أو مقترح هناك، دون البحث عن خيارات، وتمسك بمواقف جادة حقيقية، لمواجهة التحديات المتعاظمة، أم أن سنوات أخرى ستمضى والقيادة أسيرة حالة الانتظار غير المبرر والمبني على قواعد هشة.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن النجاحات الفلسطينية تراجعت، والقدرة على مواجهة السياسات المعادية تضاءلت، والدبلوماسية الفلسطينية تباطأت بل في حالة تقوقع، وان شحذت الهمم وانطلقت تروج لمقترح ما، دون أن تعيد الحسابات وتقيم الوضع، وتنصب ميزان الخسارة والربح، فبعد فترة طويلة من التطمين بعقد مؤتمر باريس الدولي، عادت الان للبحث عن مسارات جديدة أو مسألة جديدة، وكأنها "استهوت" الوضع الانشغالي عن الاجندات الاساسية.
وتضيف الدوائر أن التوجه الان للقيادة الفلسطينية، بحثا عن انتصار يخفف من حدة التذمر في الشارع، فوجدت ضالتها في طرق أبواب الهيئات والوكالات الدولية، وتحديدا الجنايات الدولية، التي وقفت عاجزة على أبوابها لأنها لم تحسن بالتفصيل والجدية، ما هي ذاهبة اليه، المضي حتى النهاية، أم التأجيل في اتخاذ الموقف الحاسم المفروض والعودة من منتصف الطريق، تحت الترغيب والتهديد.
وتؤكد الدوائر أن عدم تلمس القيادة الفلسطينية طريقها الصحيح في المسارات السياسية والتعاطي مع الافكار والمقترحات التي تطرح، يعني أن مكاسب لن تتحقق، وما لم تكن هناك خيارات وأوراقا بديلة و "حسبة صحيحة" فان ما تقوم به يفسر على أنه سياسة اشغال للشارع، ودليل عجز من الصعب تفنيده، ما لم تتخذ المواقف السليمة في مواجهة التحديات، والتعنت الاسرائيلي، خاصة وأن تل أبيب، حققت اختراقات كبيرة وكثيرة على صعيد كسب المجتمع الدولي وقوى التأثير، لذلك، الرد على فشل جهود عقد مؤتمر دولي في باريس، هو عبر طرح خيارات جديدة، واعلان مواقف حازمة جادة، والخروج من دائرة "اشغال الناس" بعناوين لن تتحقق!!