2024-11-24 06:49 م

خطيئة محمد بن سلمان في اليمن

2016-11-04
على نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل أن يبدأ خطته لاصلاح طموح للاقتصاد السعودي أن يلقي نظرة على القرار المؤسف إلى حد كبير عندما شن حرب اليمن في مارس 2015، فالحرب تكلف المملكة العربية السعودية ما يقرب من ربع مليار دولار أمريكى شهريا. وهذا يأتي في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة مالية حادة خاصة في ظل انخفاض أسعار النفط. كما أن حملة القصف لا تضر بصورة محمد بن سلمان المحلية فقط بل قد أضرت بالسمعة الدولية الخاصة بالمملكة.هذا ما كتبه موقع “ميدل إيست آي”.
وفي تقرير ترجمته وطن قال الموقع إنه عندما تحدث الجنرال أحمد العسيري للجمهور في لندن مطلع الشهر الحالي قال إن قوات التحالف التي تقودها السعودية ومكونة من 11 دولة تتصرف في اليمن بالنيابة عن المجتمع الدولي. موضحا أن ائتلافه يدعم الحكومة الشرعية باليمن، وأن ما تقوم به السعودية لأنها لا نريد ميليشيات تنجح وتصبح نموذجا للحكم وهذا من شأنها أن يسبب المزيد من عدم الاستقرار في منطقة غير مستقرة بالفعل.
واستطرد: “إذا أخذ الحوثيين البلاد بالقوة فإنهم سيصبحون جزءا من الحكومة ولكن سيبقون ميليشيات مسلحة وإذا حدث ذلك، فإننا في نهاية المطاف أصبح الوضع مثل لبنان وهذا ليس وضعا مقبولا”.
وأكد الموقع البريطاني أن العسيري يصر على أن قوات التحالف لا تستهدف المدنيين: “منذ أول يوم لم تكن هناك هجمات على البنية التحتية، أو ضد أيا من المناطق الحضرية”. وتابع: “نحن نستخدم أسلحة عالية الدقة في تقديم الدعم للقوات على الأرض”.
واعترف أنه كان هناك أضرار جانبية ولكن الحرب بها وجه قبيح وعلى الجميع أن يتعامل معه. واعتبر الموقع أنّ تصريحات العسيري تعتبر تناقض صارخ مع العديد من الحوادث الموثقة من القنابل التي أطلقها التحالف وضرب فيها المستشفيات والمدارس والأسواق والبنية التحتية الأساسية في أفقر بلد في العالم العربي.
وتشمل الهجمات الأخيرة تفجير جنازة في صنعاء العاصمة أودى بحياة 140 شخصا وهجوم على سجن في الحديدة يسيطر عليه المتمردون أسفر عن مقتل العشرات من السجناء.
وبلغ عدد الضحايا المدنيين في الحرب أكثر من 10 آلاف شخص بينهم العديد من النساء والأطفال. والسعوديين مع القوة الجوية الخاصة بهم واسعة النطاق، والمسلحة بدعم من كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة يتلقون العبء الأكبر من الإدانة الدولية.
وشدد “ميدل إيست آي” على أن الحرب في اليمن تعتبر خطيئة كبرى ارتكبها الأمير محمد بن سلمان، ويحاول العسيري تخفيف حدة الانتقاد الدولي، خاصة وأنه في كلمته حاول نفى مزاعم أن السعوديين هم المسؤولون عن حصار بحري على المساعدات الإنسانية، معتبرا أن كل المنافذ مفتوحة، حتى تلك التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأضاف: “نحن نسيطر على حركة السفن ونفتشها بحثا عن أسلحة. معتبرا أن السعوديين يقدمون المساعدات الإنسانية بتوصية من الملك سلمان ومركز الإغاثة الذي أنشئ في عام 2015 كدليل على التزام المملكة بهذا الأمر”.
وألقى العسيري باللوم على الحوثيين وصالح لانهيار محادثات السلام في وقت سابق من هذا العام: “نحن نشارك مع الحوثيين في ثلاث جولات من المحادثات، ونحن ندعوهم إلى العودة إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ وقف إطلاق النار”، معتبرا أن ما يتعلق بالشروط التي وضعها الائتلاف والحكومة الشرعية في اليمن معقولة بما في ذلك تسليم الحوثيين أسلحتهم.
ولفت الموقع البريطاني إلى أن المعضلة الأبرز التي تواجه السعوديين الآن هي كيفية تخليص نفسهم من الحرب التي بدأت عندما استولى الحوثيون على صنعاء وفر الرئيس المعترف بها دوليا عبد ربه منصور هادي من العاصمة. حينها بدأت السعودية تستخدم الاستراتيجية العسكرية في قوة غير متناسبة لتحقيق الهدف المعلن باستعادة الحكومة الشرعية في اليمن، وحماية الحدود السعودية واستعادة الاستقرار في المنطقة. ولكن حتى الآن، فإن أيا من تلك الأهداف قد تحقق ويستمر الشعب اليمني في دفع ثمنا باهظا للوجه القبيح للحرب.