2024-11-30 12:44 م

حزب جديد يخرج من انشقاقات إخوان الأردن

2016-10-26
تنذر انقسامات جماعة الإخوان المسلمين بـالأردن وتوالي انشقاقات رموزها بأن قرارات جديدة بالفصل فيها تقترب، وذلك منذ ما وصف بنجاح الحكومة في تقسيم الجماعة التاريخية إلى أولى "الأم" وأخرى "مرخصة".
فبعد قرارهم خوض الانتخابات النيابية الأخيرة إثر مقاطعة زادت على عشر سنوات وفوز كتلتهم بالنصيب الأكبر من مقاعد البرلمان الـ18 الجديد، تقدم بعض قيادات الصف التاريخي للجماعة بطلب تأسيس حزب جديد إلى وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية. وقد أخطرت الوزارة رسميا عبر 28 عضوا للموافقة على تأسيس حزب "الشراكة والإنقاذ" الجديد.
الجماعة الأم التي تفاعلت مع تحركات مشابهة سابقا، أعلنت في بيان توضيحي لها بشأن المتقدمين بطلب تأسيس الحزب الجديد أن الأمر يعود لمؤسساتها التنظيمية للنظر في الطلب، وهي التي تقرر بشأنه وشأن مقدميه على رأسهم مراقب عام آخر سبق أن قاد الجماعة وهو سالم الفلاحات، وقياديون آخرون بينهم عبد الحميد القضاة النائب السابق للمراقب العام، وأعضاء سابقون في مجلس شورى مثل نمر العساف وأحمد الكفاوين وخالد حسنين.
ويرجح مراقبون أن تكون استقالة أربعمئة شخصية من حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان) منتصف العام الحالي عنوان "مرحلة التأزم" الأشد في تاريخ الجماعة الحديث، إذ استقال حينها قيادات في الجماعة من مؤسسي الحزب بينهم كذلك الفلاحات الاسم الأبرز في الحزب الجديد، وحمزة منصور الأمين العام السابق للحزب.
وتردد أن تلك الاستقالات الجماعية جاءت اعتراضا على شخص محمد الزيود الأمين العام الجديد حينها للحزب الحالي، وفق تأكيدات سابقة للأخير.   

شراكة حقيقية
ويقول الفلاحات -وهو أحد مؤسسي الحزب- إنه بات مقتنعا أن العمل الدعوي يجب أن يكون منفصلا تماما عن السياسي ليدخل ضمن شراكة حقيقية مع مختلف الأطياف الشعبية دون اعتبار للأيديولوجيا.
وأكد الفلاحات لـالجزيرة نت تصميمه على المضي قدما ضمن المهلة التي يحددها له القانون، وهي سنة كاملة بعد إخطار الوزارة لإشهار الحزب بشكل رسمي، مشيرا إلى علم الجماعة الأم بمبادرته القديمة وعلم قيادات أخرى من داخلها، من بينهم زكي بني أرشيد نائب المراقب العام السابق للجماعة.
وأكد بني أرشيد للجزيرة نت أن الحركة الإسلامية في الأردن ذاهبة باتجاه المراجعات الفكرية والسياسية، وإعادة بناء الهياكل التنظيمية، والانطلاق بمشاركة مجتمعية وسياسية نحو أفق أرحب وتجارب جديدة نابعة من إبداع فكري خاص.
بينما شدد الفلاحات على ضرورة تعديل ومراجعة النظام الداخلي لحزب جبهة العمل للانفتاح السياسي والاجتماعي، بما يعزز حرية الفكر والتعبير ولا يتعارض مع الثقافة العربية الإسلامية، وحرية الاختلاف بالرأي ومشروعيته، وبما يزرع التنوع والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة ونبذ احتكار الحقيقة وكل أنواع الإقصاء ومظاهره.
وأكد أن هذا الحزب ليس بديلا ولا مناكفا لأي حزب أردني قائم، ويسعى ليكون مكملا لجميع الجهود الإيجابية التي تبذلها هذه الأحزاب.
مثلث الحكماء
وبالانفصال الجديد هذا، يفقد مثلث الحكماء في جماعة الإخوان أحد أضلاعه المهمة الفلاحات، ليترك رفيقيه منصور وعبد اللطيف عربيات وحدهما، الأول استقال من حزب أسسه وكان أمينا عاما له ثلاث دورات، والثاني ثمانيني مسن بخبرة رئاسة مجلس النواب ثلاث مرات. 
يُذكر أن الحزب الجديد ولد بالأساس "مبادرة" بنفس الاسم "الشراكة والإنقاذ" لتقريب وجهات النظر داخل الجماعة وإصلاح شأنها الداخلي، وأعلنت المبادرة حينها عن رغبتها بتشكيل تيار جديد، وهو ما فعلته مؤخرا لكن هذه المرة جاءت بشكل فردي من الفلاحات.
هو مشهد يصفه الكاتب والمحلل السياسي جهاد المومني بأن الإخوان لم يفلحوا في تجاوز الارتداد الكبير الذي نجم عن فشل أو إفشال الربيع العربي، وتبين أنهم في الأردن يفتقرون إلى ما سماه الخطة (ب).
ويرى المومني أن الحركة ستستمر مستقبلا في مغازلة الدولة إلى حين التقاط أنفاسها، لكنها سوف تحتاج في وقت ما إلى صدام حقيقي مع السلطة والحكم كي تستعيد الشعبية التي تتنازل عنها تكتيكياً بهذه المرحلة، مشيرا إلى أنه كلما انشق قيادي عن الحركة خسر هو من شعبيته وخسرت الحركة من هيبتها عند الناس.
المصدر : الجزيرة