لكارح ابو سالم - هبة بريس -
سبق لبعض الساسة أن عبر علانية عن موقفه اتجاه التحركات الأمريكية التي توحي بالتخل المباشر في الشؤون السياسية للمغرب , سيما بعد أن أرسلت إشارات عبارة عن ضغوطات من أجل ترشيح أعضاء التيار السلفي الجهادي , مما حرك وزارة الداخلية المغربية في هذا الإتجاه لعدم أحقية أي مسؤول في أية سفارة القيام بأمور تخرج عن نطاق عمله الديبلوماسي.
وقد استعملت الإدارة الأمريكية أسلوب الجلسات مع بعض الزعماء السياسيين , وبعض كبار المسؤولين الحكوميين , في إطار أنشطة المعهد الجمهوري أو المعهد الأمريكي الديمقراطي , كما سبق ل " كايل سبكتور مسؤول الشؤون السياسية للسفارة الأمريكية بالرباط أن عقد إجتماعا مطولا مع عرشان بمقر حزبه الحركة الديمقراطية الإجتماعية يوليوز المنصرم , وهو ماتم تفسيره من طرف المتتبعين محاولة من أمريكا لفرض التيار السلفي إلى جانب العدالة والتنمية أو لخلق شرخ بينهما لإضعاف هذا الأخير , غير أن عرشان نفى ذلك جملة وتفصيلا , عدا كونه ناقش مع الأمريكين الكيفيةالتي استقطب بها حزبه السلفيين من بينهم الشاذلي .
ومما عزز تكهن المحللين الدفع الأمريكي لترشيح رموز السافيين هو ترشيح القباج , قبل أن يحدث ترشحه جلبة كبيرة , لتتراجع الداخلية بعد ذلك وترفض عمالة مراكش ترشحه .
الإتحادي إدريس لشكر كان أكثر وضوحا في مواقفه عندما صرح إبان لقاء خصه للإعلان عن حصيلة حزبه البرلمانية , فقد قال : "إن من يتناقض مع مرجعيتنا لن نقدمه للإنتخابات ولن نخضع للإملاءات الخارجية نحن حزب أكبر من ذلك ولن نكون مختبرا للتجارب إستجابة لأي ضغط كيفما كان,,, "
فريق آخر من المحللين , ذهب إلى الدولة العميقة تسعى إلى تقسيم الخطاب الإسلامي في البرلمان وبالتالي قص أجنحة المصباح وإبعاده عن إحتكار المشهد لوحده , وتنعث حينها الدولة بأنها قادرة على جمع أطياف سياسية مختلفة الإيديولوجيات .
إذن , تبقى صناديق السابع من أكتوبر القادم هي المفصل بين ما اراده الشعب , ومبتغى الدولة العميقة , ومحاولات الأمريكان التي سبقتها محاولات مماثلة في كل من تونس والجزائر ومصر