2024-11-28 12:29 ص

حكايات حزينة عن ضحايا «مركب الموت» أمام السواحل المصرية

2016-09-22
اتشحت محافظة البحيرة بالسواد فى أعقاب غرق مركب صيد (موكب الرسول) التى كانت في رحلة إلى الهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا وعلى متنها أكثر من 300 شخص من جنسيات مختلفة والتي راح ضحيتها 42 شخصا و7 مصابين، حيث تم نقلهم إلى مستشفي رشيد العام،  بينما تمكنت قوات حرس الحدود من إنقاذ ما يقرب من 164 شخصاً بينهم 118 مصرياً و46 من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى 4 من طاقم المركب ولا يزال البحث جارياً عن انتشال باقي الجثامين.
حكايات وحواديت يرويها بعض الناجين من مركب الهجرة غير الشرعية الذى غرق وعلى متنه العديد من الجنسيات العربية، وراح ضحيتها أطفال وشباب كبار، باحثين عن مصدر رزق لهم بطريقتهم الخاصة، ليقعوا فريسة سهلة أمام طمع وجشع أصحاب المراكب التى تسافر بدون ترخيص إلى دول أجنبية ومنها إيطاليا.
أكد الناجون أنهم شاهدوا الموت بعيونهم عندما بدأت المركب تتمايل  بسبب الحمولة الزائدة واتجه الركاب إلى مقدمة المركب للنجاة من الموت وسط حالة من الذعر الشديد ونتج عن ذلك سقوط المركب من المقدمة بسبب تكدس الركاب وفي لحظات غرقت المركب وسط المياه.
أكد سامح عبدالدايم 18سنة- طالب و أحد الناجين- انه بعد تحرك المركب من الشاطيء وعلى متنه أكثر من 300 شخص منهم مصريون وجنسيات أخرى أغلبها إفريقية وعلي بعد حوالي 12 كيلو مترًا شعرنا بأن الركب تتمايل بشكل غير طبيعي وبدأت تغرق وعندما وجدت انه لا مفر قمت بالقفز في المياه قبل أن تختفي المركب تماماً وبعد ساعة من العوم في المياه والتمسك بأمل الحياة تمكن صيادون من مركب صيد مجاور من إنقاذي في اللحظات الأخيرة.
وأكد أحمد درويش 26سنة- نقاش ومقيم بالغربية انه استقل قوارب صيد صغيرة مع بعض الأشخاص والتي نقلتهم إلى المركب، حيث تجمع المئات  للهجرة غير الشرعية إلي إيطاليا بعد أن باع كل ما يملك لتدبير مبلغ السفر وقام بالتوقيع على إيصال امانة بمبلغ 20ألف جنيه لصالح أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية على أن يسددها بعد وصوله إلى إيطاليا وحصوله على فرصة عمل لكن المركب غرقت بعد إبحارها بقليل وكتب الله له النجاة بعد إنقاذه من الموت غرقاً.
وأكد متولي أحمد انه يعمل نقاشا وكان مستور الحال ولكن حلم السفر إلى أوروبا سيطر عليه من أجل تحقيق مبلغ مالي لبدء نشاط يدر دخلاً جيداً لتوفير مستقبل لابني «أدهم» الذي يبلغ من العمر عامين وبالفعل سافرت أنا وزوجتي ونجلي ولكن الحلم تحول إلي كابوس حزين وغرقت المركب ولا أعلم شيئاً عن ابني أو زوجتي وأدعو الله أن يكونا من الاحياء.
ويقول أحمد عبدالدايم 18سنة انه ترك الدراسة رغم انه منقول للصف الثالث الثانوي ويتبقي له عام واحد ويحصل على الدبلوم لكنه قرر السفر إلي إيطاليا وقام بالاتفاق مع أحد سماسرة الهجرة علي سفره مقابل توقيع إيصالات أمانة قيمتها 40 ألف جنيه يقوم بسدادها من حصيلة عمله بعد وصوله لكن المركب غرقت.
وانتهي فريق من أعضاء النيابة العامة من التحقيق مع الناجين وأمر بإخلاء سبيل الناجين المصريين وترحيل أصحاب الجنسيات الأخرى لدخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة. وأمر المستشار عبدالعزيز عليوة، المحامي العام لنيابات شمال دمنهور، بحبس طاقم المركب الغارقة 4 أيام وهم عطية أحمد، نشأت غزال، سعد عشماوي، صبحي حسن على ذمة التحقيق وتكليف المباحث بضبط وإحضار 5 أشخاص آخرين من القائمين على المركب. وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن أن المتهمين المتورطين في سفر الضحايا، كونوا تشكيلهم العصابي للتسفير بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية تراوحت من 20 إلى 30 ألف جنيه للمصريين و20 ألف دولار للأفارقة.
وأمر المستشار عبد العزيز عليوة، المحامى العام لنيابات شمال دمنهور، بتشكيل لجنة برئاسة المستشار على حسن، رئيس النيابة الكلية، والتى انتقلت لمستشفى رشيد بسؤال المصابين الذين يتم علاجهم داخل مستشفى رشيد وعددهم 7 وتبين من التحقيقات وأقوال المصابين، أن المركب كانت تقل أكثر من 400 شخص من جنسيات مختلفة أغلبهم سودانيون. كما أمر رئيس النيابة، بدفن جثة كريم فهيم على حسن مقيم الجزيرة الخضراء مركز مطوبس ومازال البحث عن باقى الضحايا جاريًا.