2024-11-27 10:41 م

إقالة روسيف: مؤامرة أمريكية إسرائيلية مدعومة بلوبي الفساد البرازيلي

2016-09-02
التحالف الامريكي الاسرائيلي مدعوما بلوبي الفساد البرازيلي يطيح بالسيدة روسيف المرأة التي انتصرت للقضايا العربية وسحبت سفيرها اثناء العدوان على غزة.. نقول لها شكرا.. لقد حجزت مكانك في قائمة العظماء.

نجحت الضغوط الامريكية المدعومة اسرائيليا من اقالة السيدة ديلما روسيف، رئيسة البرازيل من منصبها، وتثبيت نائبها السابق اليميني المحافظ ميشال تامر، المتهم في قضايا فساد عدة، رئيسا مكانها.

مجلس الشيوخ البرازيلي الذي يضم 81 سيناتورا، يواجه نصفهم تهما وتحقيقات في الفساد، صوت بعد يوم ماراثوني اليوم (الاربعاء) لصالح اقالتها بأغلبية 61 صوتا.

السيدة روسيف اول امرأة تنتخب في انتخابات حرة نزيهة، لم تسرق، ولم تنهب اموال الشعب، ولم تبن القصور، ولم تقتني السيارات الفارهة، وتنتمي الى الطبقات المسحوقة الفقيرة المعدومة، ولهذا تآمر عليها اليمين الفاسد، بدعم من الولايات المتحدة الامريكية، لانها قالت “لا” للهيمنة الامريكية، وارادت اقتصادا برازيليا مستقلا عن الشركات الامريكية، اوصلته الى المرتبة السابعة على مستوى العالم، ومنحازا لقادة امريكا اللاتينية الشرفاء، مثل هوغو شافيز (فنزويلا) وايفو موراليس (بوليفيا)، ودانييل ارتيغا (نيكاراغوا).

السيدة روسيف اقيلت نتيجة اتهامات مفبركة تحت اسم “جريمة مسؤولية”، اي انها اخفت ارقاما عن عجز كبير في ميزانية الدولة، واصدرت مراسيم بنفقات عامة لم يقرها البرلمان.

نائبها ميشال تامر المكروه من الغالبية الساحقة من ابناء البرازيل، والملياردير الذي كون ثروات هائلة من عرق الفقراء، وبدعم امريكي، خانها وطعنها في الظهر، وتآمر عليها ليأخذ مكانها.

ذنب السيدة روسيف انها ناصرت العرب وقضاياهم، وعلى رأسها قضية فلسطيني، وكان سفيرها في الامم المتحدة معارضا شرسا لاسرائيل، والسياسات الامريكية الداعمة لها، ولم تتردد لحظة في سحب سفيرها من تل ابيب احتجاجا على جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية ضد الابرياء العزل في قطاع غزة، وهو ما لم تفعله حكومات عربية للآسف.

ربما تكون السيدة روسيف خرجت من الحكم، ومن القصر الرئاسي الذي كانت تتناول طعامها مع العاملين فيه، والذين استقالوا في معظمهم، ورفضوا العمل في خدمة الرئيس الخائن تامر، ولكنها دخلت قلوب مئات الملايين في البرازيل والعالم بأسره، لنقائها ونظافة يدها، وانحيازها للفقراء والمظلومين ورفضت ان ترضخ للهيمنة الامريكية.

للسيدة روسيف نقول شكرا من اعماقنا، وستحتلين مثل كل الشرفاء، مكانة بارزة في التاريخ البرازيلي واللاتيني  والعالمي ايضا، جنبا الى جانب، مع مانديلا وغاندي ونهرو وجمال عبد الناصر، والقائمة تطول.
"الرأي اليوم"