2024-11-28 12:47 م

عون: الموارنة انتظموا... فماذا تنتظرون؟

2016-01-29
وفيق قانصوه
ينهض ميشال عون لينادي على توفيق. في طريقه من الكنبة، حيث يجلس، الى باب الصالون، يدقق النظر جيداً في الارض قبل أن يخطو بسرعة نحو الباب. ليست للأمر علاقة بضعف النظر، أو بشيخوخة لا تبدو علائمها على ملامح الرجل، ولا على ذاكرته. فهو كان للتوّ يحدثك عن مقابلة تلفزيونية أجريت معه حول الأزمة السورية، محدداً تاريخها باليوم والشهر والسنة: «في 3 آب 2012». التدقيق في النظر أمامه قبل أن يخطو يبدو عادة ملازمة له، وتنسحب على خطواته السياسية أيضاً.

في الرابية، يحسب الجنرال خطواته السياسية جيداً، ويحاذر المواضيع الشائكة من دون أن يعني ذلك أنه بات مهادناً. لم ينسَ معركة الاصلاح ومحاربة الفساد وحتمية «التنضيف»، و«لكنني أدفع من حقوقي كرمى لوحدة لبنان، ولا أريد أن أجمع المعارضات ضدي». وهو «مرتاح جداً الى ما وصلنا اليه»، بمقدار ارتياحه الى مواقف الحلفاء، خصوصاً في حزب الله، من دون أن يخفي انزعاجه من «كثرة الاجتهادات عند اللبنانيين»، كما حدث إثر عدم انعقاد اجتماع كتلة «الوفاء للمقاومة» الأسبوع الماضي.

يقول: «يا خيي، يا أما ما عندن شي ليجتمعوا، أو عندن سبب حتى ما يجتمعوا. بلكي بدّن يصفّو أجواء معينة؟». ويضيف: «استقبلت اليوم (أمس) وفداً من الفنانين جاؤوا لتهنئتي على التفاهم مع القوات اللبنانية. أحدهم سأل بتشكيك عن موقف حزب الله، فقلت لهم: فكّروا كما تريدون إلا في الحديث عن السيد (حسن نصرالله). أنا والسيد واحد. وهناك تكامل وجودي بيننا».
لا يعلّق الجنرال كثيراً على محاولة حليفه الجديد حشر حليفه القديم، حزب الله، بعد لقاء معراب، وتحميله مسؤولية «حمل» 8 آذار الى مجلس النواب لانتخابه. «للدكتور جعجع أسبابه» التي يبدو أن الرابية تتفهّمها. هل سيحاول التقريب بين حليفَيه؟ يجيب: «أكيد بدن يحكوا مع بعض... ولكن على مهلك! لا بد ان ينفتح التعاون على المستوى الضمني الى المستوى الشخصي». على الأقل، القاسم المشترك بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الله أن «أحداً منهم لم يتورط في مال الدولة». يؤكّد عون أن الاتفاق مع القوات «مصلحة وطنية»، و«أبعد من رئاسة الجمهورية»: «نحن نشتغل لخلق توازن في تطبيق الطائف الذي نحرص على تفعيله والذي تصدى لجانب اساسي من الاسباب الداخلية للصراع التي كانت تسهل الطريق امام التدخلات الخارجية في شؤوننا، ولحظ إصلاحات سياسية وإدارية وتأمين المساواة والتوازن في الصيغة اللبنانية، وأكد على بناء الدولة. ولكن إذا لم يتجاوب الطرف الآخر سنكون متضامنين». أما البنود العشرة التي أذيعت من معراب فقد «وردت تعابيرها في معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق التي يتعهّد فيها لبنان بألا يكون