2024-11-28 11:44 م

البدو يعلنون حرباً مذهبية عرقية في المنطقة ...

2016-01-07
في بيت شعر يجتمع أهل البداوة ، يتباحثون أسفار الشر لنشرها بكل شقاوة،  يستقبلون ابليس المظاهر بصورة أعرابي بكل حفاوة، ثم يعلنونها على الملأ قُضي الأمر ووجب نشر الفتنة بكل قساوة.
لم يكن إعلان بني سعود عن تشكيل حلف "إسلاموي مذهبي" عن عبث، بل كان مقدمةً لخطوات متتالية على مراحل، تلك الخطوة كانت بداية إعلانية "حرب مذهبية مقدسة" بالنسبة لهؤلاء، ليس حباً بدين أو مذهب بل لأن المذهب والدين في خدمة أهل الساسة والسياسة! إذ وجدت الرياض نفسها محرجة من تطورات ومتغيرات عدة أولها تقدم الجيش العربي السوري في الميدان بمشاركة قوية من الحليف الروسي، وعجز تركيا عن التحليق بطائراتها كما في السابق بعد نصب الإس 400 على الأرض السورية، أما سياسياً فقد استطاعت طهران انتزاع حقها النووي السلمي وبدأ العد التنازلي لرفع العقوبات عنها، فيما لم تعد عبارة تنحي الرئيس الأسد طنانة كما كانت في السابق، الآن باتت عبارة مرحلة انتقالية، ثم مشاركة الأسد ضرورية هي الغالبة على الخطاب السياسي، مقتل الإرهابي زهران علوش، وتشرذم العديد من الجماعات المسلحة المرتبطة بالنظام السعودي وقطر وتركيا، وتصنيف موسكو لكل من ميليشيات جيش الإسلام وحركة أحرار الشام كحركات إرهابية وعدم اتباع واشنطن للهوا السعودي بالكامل كما كانت تفعل سابقاً، كل تلك الأسباب دفعت ببني سعود لتسعير الخلاف وبث الفتن وتصعيد الأمور وخلط الأوراق.
قبل الإعلان عن تشكيل الحلف المذهبي، وقعت حادثة الحجاج الإيرانيين وقُتل السفير غضنفر ركن آبادي، هي حركة وهابية للتحرش بإيران، ومنذ ذلك الوقت بدأ زعيق أبناء آوى يعلو في شبه جزيرة الأعراب ناعقاً بفتنة تكبر يوماً بعد يوم، وقبل هذه الحادثة أيضاً لم توفر الرياض فرصة للتجييش الديني والمذهبي، لا سيما في الملفين العراقي والسوري، حركت الأنبار على أساس مذهبي ضد نوري المالكي، وسعرت الحرب في سورية على أٍساس مذهبي لا أساس له من الصحة.
أعلنت الرياض قطع علاقاتها مع إيران، وعلى لسان "خزمتشي" بني سعود "عادل الجبير" تم التأكيد بأن قطع العلاقات سيمتد ليشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع مواطنيها من السفر إلى ايران، لم تمضي ساعات على ذلك الإعلان حتى سارع النظام البحريني المنعم عليه بفضائل بني سعود وآخرها قوات درع الجزيرة التي قمعت ثورة البحرين، للإعلان بقطع علاقاته مع إيران أيضاً، ثم السودان التي قامت بعملية تسول سياسي إلى الرياض، وذلك عندما أبلغت الخرطوم بني سعود بأنها طردت السفير الإيراني من الأراضي السودانية، في حين عمدت الإمارات إلى خفض التمثيل الدبلوماسي مع طهيران، بدورها ستعقد جامعة "القاع" في قاهرة المعز لدين الله  "المسروقة وهابياً" اجتماعاً طارئاً لإدانة ما أسماه السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية!.
وللتذكير لم تجتمع تلك الجامعة من أجل إنصاف فلسطين ودعم مقاومتها، وهي ذاتها لم توقف احتلال العراق، وساهمت في الحرب على سوريا، وتدمير ليبيا، وإشاعة الفوضى في تونس، وهي ذاتها التي لم تعد تذكر عبارة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، حيث باتت العبارة الآن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي!.
من الواضح أن السعودية تريد اللعب على وترين الأول مذهبي، والآخر عرقي قومي " وتر العروبة"، تلك العروبة المنسية لدى الرياض، أو لنقل كل ما تعرفه عنها بيت شعر ومنسف دسم ورقصة سيف وفنجان من القهوة المرة فقط.
لا شك بأن هذا التجييش العرقي والمذهبي الذي تقوده الرياض في المنطقة، سيؤدي إلى تعميق الأزمات في كثير من الدول، وأولها سوريا، وسينسحب الأمر كذلك على العراق، حيث يُتوقع أ، تندلع فيه أحداث شبيهة بتلك التي حدثت في الأنبار ضد المالكي، فضلاً عن التأثير المباشر لهذا الشحن المذهبي على لبنان الذي يتواجد فيه فريق سياسي مؤتمر بشكل كامل من قبل الرياض، ناهيكم عن الجماعات الوهابية السلفية المنتشرة في الشمال اللبناني وغيره، وهي التي زرعتها وصنعتها الاستخبارات السعودية، لإشغال حزب الله على أرضه بعد قتاله إلى جانب الحليف السوري ضد الإرهاب.
صانعو السجاد التبريزي في طهران لن يقوموا بردود أفعال سريعة ورعناء، كما هي الحال بالنسبة للسياسة البدوية الجلفة في الرياض، لكن أيضاً فإن الاجتمالات مفتوحة لردود إيرانية بطريقة حذقة، الرد في سوريا مثلاً من خلال تحرير مناطق جديدة والعين على الشمال، إضافةً لدعم الحوثيين وتحقيق تقدم باتجاه الأراضي اليمنية التي تحتلها السعودية، بالمحصلة فإن السيناريو القادم لكل المنطقة ليس وردياً بل يميل إلى القتامة.
المصدر: عربي برس