عمان/ما تزال الحركة الإسلامية تعيش تداعيات الاستقالات الجماعية نهاية الاسبوع الماضي مع نهاية العام المنصرم الأمر الذي يعني ان الانتظار سيكون سيد الموقف لما سيكون عليه الوضع تاليا. الأخبار ألتي حصلت عليها «الدستور» تشير إلى أن عدد الاستقالات بلغ 410 على الرغم من ان ما تم تسليمه هو حوالي 300 استقالة وان التأخير كان بسبب سوء الأحوال الجوية للمستقيلين من العقبة والكرك والرمثا وان بقية هذه الاستقالات سوف تسلم الى قيادة الحزب اليوم أو غدا على أكثر تقدير. الاستقالات لن تتوقف عند هذا الحد كما علمت «الدستور»، بل سيشهد الأسبوعان القادمان مزيدا من الاستقالات التي سوف تكون لها ارتدادات أكثر. واكدت المصادر لـ «الدستور» ان الخطوة التالية ليست إنشاء حزب أو إطار سياسي معين بل إجراء دراسات وحوارات تقود في النهاية الى فكرة يجتمع عليها المستقيلون وشخصيات وطنية وفعاليات مختلفة لتشكيل لون سياسي جديد ليس إطاره اسلاميا بل حزب وطني جامع وليس مغلقا وليست نواته اسلامية ليكون أكثر تمثيلا لمكونات المجتمع الأردني وأن يخدم المصالح الوطنية الأردنية بشكل اقوى ويدافع عنها بدون حساسيات من اي نوع. القيادي الإسلامي الأبرز على الساحة الأردنية الدكتور عبداللطيف عربيات يقول لـ «الدستور» إن لا مغادرة لجماعة الإخوان المسلمين، فنحن الجماعة والآخرون جزء منا، وأنا أجلت تقديم استقالتي حتى أرى إلى أين تتجه الأمور. واضاف الدكتور عربيات ،لقد عملنا وانتظرنا لفترة طويلة لنرى كيف ستتعامل قيادة الحزب مع مجريات الأمور واصفا المستقيلين بأصحاب الحق وأنهم مصلحون وهدفهم الإصلاح ونأمل ان ييسر الله أمورهم نحو الإصلاح وهم جماعة متمسكون بفكرهم وجماعتهم وحزبهم ويريدون بهما خيرا. وجدد الدكتور عربيات التأكيد على أنهم مع الوحدة وأن أي انشقاق ليس في صالح الجماعة ولا في صالح الوطن، متابعا،للأسف الشديد لم تكن هناك إرادة حكيمة لمعالجة الأوضاع بصورة صحيحة وصار ما صار. وقال الدكتور عربيات ان الإصلاح واجب للمصلحة العامة ولمصلحة الدعوة والجماعة. الناطق الرسمي باسم المستقيلين المهندس خالد حسنين قال لـ»الدستور» انه ستكون هناك استقالات بعد أسبوعين وهناك جولات على الأعضاء في الحزب لتقديم استقالاتهم وبقية الأسماء سوف تسلم اليوم أو غدا. واضاف المهندس حسنين في تصريح أن البديل بعد الاستقالة هو محاولة انشاء لافتة سياسية أو حزب جديد لكن ليس بصفة مستعجلة وسيتم ذلك بعد إجراء دراسة حول المستقبل مع أنه لا يوجد قرار نهائي بهذا الخصوص إلا أنه إذآ كان هناك حزب فيجب أن يكون حزبا وطنيا ليس على أساس الإسلام السياسي ليكون أوسع واقدر على احتضان البعد الوطني البرامجي على أسس وطنية وان يعزز صمود الوطن أكثر من تمثيل إيديولوجي لا يتخلى عن الشعارات الإسلامية لكنه لا يتوقف طويلا عندها. وأشار المهندس حسنين إلى أن الجماعة المستقيلة انتظرت سنة ونصف ألسنة على قيادة الحزب التي جاءت الى القيادة حينها بغير رضى الجميع ومع ذلك بقينا ننتظر إلى أن كان قرار الاستقالة الجماعية،وأننا ننتظر امكانية إنشاء حزب يحاول جمع كل الناس المخلصين المنتمين للأردن الذي يعيش حالة استثنائية فهو مستقر وحوله إقليم يعيش وضعا صعبا. وتوقع المهندس حسنين ان يصار الى ان يكون للجماعة مرشحون وكتل سياسية أو تحالفات لخوض الانتخابات النيابية المقبلة لكن ذلك يعتمد على قانون الانتخاب الجديد. وقال ان قيادة الحزب تعيش حالة إنكار لما يجري وكذلك قيادة الجماعة حيث لا تعترف بوجود مشكلة من أي نوع.
المصدر: صحيفة "الدستور" الاردنية