صحيفة كيهان العربي:
كان بديهيا ان تكون السعودية التي حاولت يائسة ضرب اقتصاديات ايران وروسيا بأمر من واشنطن عبر اغراقها للسوق النفطية وتدني اسعاره، اول ضحايا مقامرتها بالنفط واللعب بهذه النار الحارقة حين بدأت تحس بوطاته الثقيلة لذلك سرعان ما بادرت لتسديد عجزها الكبير في ميزانيتها السنوية عبر رفع اسعار الطاقة والمياه والوقود على حساب دخل الفرد السعودي المحدودة الى نسب تصل الى حوالي الـ 67% وهذه سابقة خطيرة لم تشهدها المملكة رغم الازمات الاقتصادية التي مرت بها خلال العقود الاخيرة جراء انخفاض اسعار النفط وهذا يكشف مدى التدهور الاقتصادي الذي وصلت اليها المملكة جراء سياساتها العدوانية والحمقاء الذي اتخذتها ضد اليمن والعراق وسوريا وغيرها حيث سجل ميزانيتها عجزا فارقا بلغ للعام 2015 حوالي المائة مليار دولار وسيكون 90 مليار دولار للعام 2016.
وما يعلمه الجميع ان النظام السعودي لا حول له ولا قوة في تنفيذ سياسة اغراق السوق النفطية بصفته اداة بيد الغير لان هذه السياسة لن تصب بمصلحتها وهذا بات واضحا من خطوتها الاخيرة المتهالكة لرفع الاسعار واجراء اصلاحات اقتصادية ومالية اعلنت عنها وزارة المالية السعودية شملت الحد من تنامي المصروفات الجارية ومنها رواتب الموظفين دون ان نسمع شيئا عن الحد من تخصيص المبالغ الضخمة التي توظف للعائلة المالكة وامرائها وابنائها واحفادها الغارقين في الملاهي والفساد وعادة ما تكون حصتهم سرية في الميزانية لئلا يطلع عليها الشعب.
واذا ما استمر النظام السعودي في عدوانه على اليمن وانفاقه العسكري الضخم لشراء السلاح والعتاد لانعاش اقتصاد الغرب ومصانعه فان اجراءاته التقشفية لن تتوقف عند هذا الحد بل ستدفع به لفرض المزيد من الضرائب ورفع اسعار السلع لتسديد العجز في ميزانيته بالرغم من سحب الاموال الطائلة من ودائعه المدخرة في البنوك الغربية لتغطية نفقات حربه البائسة والفاشلة على اليمن وهذ ما ارغم عليه تحت ظروف هذه الحرب بل اضطر ايضا ان يزيد من ميزانية انفاقه العسكري والامني للعام الحالي حوالي عشرين مليار دولار.
وبات المواطن السعودي المسكين والمحروم من كافة حقوقه السياسية يتساءل اليوم عن جدوى مغامرات آل سعود وسياساتهم العدوانية ضد بعض الدول العربية على حسابه ولقمة عيشه ولم تصب الاف مصلحة المشاريع الاميركية والصهيونية في المنطقة.
ان اغراق آل سعود للسوق النفطية تعد خيانة كبرى ليس بحق ابناء الجزيرة العربية فحسب بل بحق شعوب المنطقة والشعوب الاخرى المنتجة للنفط وهذا لن يمر دون عقاب وانها ستبقى نقطة سوداء في تاريخ هذه العائلة الفاسدة المتعطشة لسفك دماء المسلمين والعرب دون غيرهم ويالها من مهزلة مدوية ان تتبع سياسة عدائية حمقاء ضد ابناء البلد عندما تحملهم وزر اخطائها من تدني اسعار النفط وتفرض عليهم اعباء اضافية من دفع لاسعار الوقود يدفعونها من جيوبهم وهم يعيشون على بحيرة من النفط فيما ينعم المواطن الغربي المستهلك للنفط من انخفاض اسعار النفط العالمية.
لقد حان الوقت ليصحوا ابناء شعب الجزيرة العربية على واقعهم المرير والماساوي الذي هو ضحية التآمر الخبيث والمدمر لآل سعود وآل الشيخ في ترويج الافكار التكفيرية في الوسط الشبابي لدفعه الى خارج الحدود وذبحه باسم الجهاد حتى تخلو الساحة الداخلية من اية معارضة تهدد طغيانهم وعرشهم لكن هذه الاحداث والتطورات ستترك اثرها على الشباب السعودي الذي سيتحرك عاجلا ام آجلا لتصفية حسابه مع هذه العائلة التي عاثت فسادا وطغيانا في هذه الارض المقدسة والمباركة التي هي من اقدس بقاع العالم وان غدا لناظره لقريب.