2024-11-30 02:34 م

نيوزويك: نهاية لعبة أردوغان المزدوجة مع داعش

2015-12-07
تساءلت مجلة نيوزويك الأمريكية، عما إذا كانت لعبة تركيا المزدوجة مع داعش شارفت على نهايتها. 

وتلفت المجلة إلى أن البيت الأبيض ظل يراقب ولعدة سنوات، بإحباط شديد، ترك تركيا التي يفترض أنها حليف لأمريكا، لجزء هام من حدودها الجنوبية مع سوريا، دون حراسة كافية. 

وتنقل المجلة عن مسؤولين أمريكيين مطالبتهم مراراً، ومن خلف أبواب مغلقة، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باتخاذ إجراء لمنع المقاتلين الأجانب الذين يصلون بالطائرات إلى إسطنبول، ومن ثم يتسللون عبر الحدود إلى سوريا للانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي. كما طالب أولئك المسؤولين أردوغان بوقف مرور شاحنات محملة بذخيرة ومتفجرات تعبر الحدود بين تركيا وسوريا، وملاحقة وسطاء أتراك يشاركون في تجارة النفط المهرب لصالح داعش، والتي تدر على التنظيم الإرهابي ربحاً يقدر بـ 1,5 مليون دولار يومياً، ولكن دون جدوى. 

لعبة مزدوجة
ولكن، تقول نيوزويك، عشية هجمات داعش على باريس الشهر الماضي، وحيث انتقل أحد المهاجمين من سوريا إلى أوروبا مروراً بتركيا، أعربت الولايات المتحدة علانية عن خيبات أملها، بل واتهمت الرئيس التركي بممارسة لعبة مزدوجة. 

وبالفعل قال الرئيس الأمريكي، أوباما، مطلع الأسبوع، أثناء مشاركته في قمة المناخ في باريس "كررت محادثاتي مع الرئيس أردوغان بشأن الحاجة لإغلاق الحدود بين تركيا وسوريا. فإن كان لديك مقاتلين أجانب عائدين إلى أوطانهم، فمن المحتمل أنهم مرشحون للمشاركة في نوعية الهجمات الإرهابية التي شهدناها هنا". 

علاقة مضطربة
وتشير المجلة إلى اضطراب العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا منذ أيام الحرب العراقية في عام 2003، عندما منعت أنقرة القوات الأمريكية من إطلاق جزء من عملية غزوها للعراق من الأراضي التركية. ولكن مع بروز داعش، والحرب في سوريا، ساءت العلاقة إلى حد كبير. ونفى مسؤولون أتراك مراراً دعمهم للتنظيم الإرهابي، رغم اتهامات بعكس ذلك. إذ قبل ستة أشهر فقط، أثمرت غارة أمريكية نفدت ضد داعش في سوريا عن العثور على وثائق كشفت وجود علاقات قوية بين تركيا والمتشددين الإسلاميين في الرقة. 

وفي جميع الأحوال، يقول محللون بأن أنقرة تنظر إلى داعش وكل حركة متطرفة ومعارضة تقاتل في سوريا، بوصفهم "عدواً مفيداً" في الحرب ضد عدويها الرئيسيين، نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمليشيات الكردية المتمركزة على الجانب الآخر من الحدود. 

لي ذراع
ولكن، بحسب نيوزويك، وبسبب قرب تركيا من منطقة الشرق الأوسط، فإنها تعد حليفاً أساسياً ضمن تشكلية الناتو، ولذا لم يستطع البيت الأبيض لي ذراع أردوغان.

وللتصديق على هذا الرأي، قال خبير في شؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ستيفين كوك "بسبب حقيقة اشتراك تركيا بحدود طولها قرابة 900 كليومتراً مع سوريا، ولأنها أقرب موقع للناتو لمنطقة الصراع في سوريا، فنجا أردوغان من عقوبات". 

فرصة
ولكن، تقول نيوزويك، سنحت اليوم لأوباما فرصة ثمينة. فأسقطت تركيا في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، مقاتلة روسية بعد قصفها مقاتلين مدعومين من أنقرة بالقرب من الحدود السورية ـ التركية. وكرد على الحادث، حظر الرئيس الروسي، بوتين، استيراد منتجات زراعية تركية، وأوقف تنفيذ مشروع قيمته 10 مليار دولار، لبناء خط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، فضلاً عن مطالبة أنقرة بتقديم اعتذار. 

تهدئة
وبالرغم من تأكيد إدارة أوباما العلني لدعم الولايات المتحدة لتركيا، قال مسؤول أمريكي، اشترط إغفال اسمه، إن "حادث إسقاط الطائرة الروسية عزز مخاوف أنقرة من انتقام روسي لاحق. ونتيجة لذلك، إنهم (الأتراك) يتطلعون إلينا لتهدئة التوترات مع روسيا". 

لا مصالحة
وتقول نيوزويك بأن تحقيق تلك المهمة لن يكون سهلاً. إذا فيما يستبعد وقوع مواجهة عسكرية روسية مباشرة مع تركيا، فإن بوتين الصارم لا يبدو مستعداً لمصالحة أنقرة. وقال بوتين في خطاب وجهه من الكرملين للشعب الروسي، قبل ثلاثة أيام" سوف يندمون أكثر من مرة". 

ويعتقد محللون أن بوتين سينتقم من أردوغان على الأراضي السورية، حيث حرص الرئيس التركي على دعم التركمان الذين يحاربون نظام الأسد، على أمل أن تمارس أنقرة بعض النفوذ في سوريا بعد زوال حكمه.