2024-11-28 04:48 م

خبراء عسكريون: التدخل الروسي في سورية قلب المعادلة على الأرض

2015-12-05
عمان/ بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الضربات الجوية العسكرية الروسية في سورية، وتسارع وتيرة الأحداث، يؤكد مراقبون أن الموازين بدأت تتغير على الأرض وتميل لصالح القوات النظامية.
ويوضح هؤلاء أن الامكانيات العسكرية التي تتمتع بها روسيا وامتلاكها بنك معلومات متكاملا عن نشاطات وتحركات الجماعات المسلحة على الأراضي السورية، ساهم إلى حد كبير في هذا التغيير.
وبينوا في حديثهم لـصحيفة "الغد" الأردنية، ان التدخل العسكري الروسي في سورية بالتنسيق مع إيران، قلب المعادلة في سورية، مشيرين إلى أن الجيش السوري تمكن منذ بدء روسيا حملتها الجوية ضد عصابة داعش الإرهابية والجماعات المسلحة من استعادة بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش، ما عزز موقف النظام ومنحه دفعة سياسية قوية تمكنه من المشاركة في أي مفاوضات ومباحثات سلام قادمة. 
ويشير اللواء المتقاعد فارس كريشان، إلى أن الجيش السوري تمكن خلال الفترة الماضية وبدعم من الطيران الحربي الروسي، من شن عمليات عسكرية برية ضد عصابة داعش الإرهابية والمعارضة المسلحة، تحول خلالها من حالة الدفاع إلى المبادرة بالهجوم لإستعادة ما فقده سابقاً.
واشار كريشان إلى أن الجيش السوري وبعد أسبوع من بدء الضربات في ايلول (سبتمبر) الماضي أطلق هجوما واسع النطاق على المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة في جميع أنحاء البلاد مدعوما بغطاء جوي روسي.
وقال إن الضربات الروسية استهدفت مخازن سلاح المجموعات المسلحة ونقاط قوتهم بصواريخ ذكية تخترق التحصينات تحت الارض، وقامت بعدها باستهداف اماكن تواجد قادة المجموعات المسلحة واجتماعاتهم حتى في ساعات الليل، مشيرا إلى ان قدرة الطائرات الحديثة على الرؤية الليلية وبهذه الدقة فاجأ هؤلاء القادة.  
واضاف كريشان، أن الروس استهدفوا خلال الشهر الأول من الضربات الجوية طرق الامداد لعدم منح المجموعات المسلحة فرصة تعويض خساراتها، كما تم استهداف اماكن السلاح الثقيل والمتوسط للمسلحين.
من جهته قال العميد المتقاعد حسن أبو زيد، إن الطيران الحربي الروسي منح الجيش السوري القدرة على تنفيذ هجمات عسكرية برية ضد المعارضة المسلحة، فتحول من حالة الدفاع إلى المبادرة بالهجوم لاستعادة ما فقده النظام سابقا.
وبين انه منذ بدأت روسيا بتوجيه ضربات جوية في سورية، تم تدمير عدد من مواقع وقواعد لوجستية تابعة للجماعات المسلحة، ومقرات قيادة للإرهابيين على مختلف الجغرافيا السورية بما يعادل آلاف أضعاف ما دمره التحالف الأميركي على مدى عام وشهرين.
ويقارب ابو زيد بين حجم وكثافة الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تجاوزت 6 آلاف غارة واستهدفت تنظيم داعش الإرهابي وقواه الميدانية، وبين الغارات الجوية الروسية، الا ان النتائج التي أفرزتها الغارات الجوية والضربات المكثفة الروسية على مواقع تلك التنظيمات كانت واضحة وملموسة في كثير من المناطق.
وأوضح أن القوى الجوية الروسية تمكنت من شل حركة وقدرة هذه التنظيمات بنسبة كبيرة في مناطق مختلفة، فضلا عن ضرب القدرة القتالية لهذه التنظيمات.
وأضاف، "اذا نظرنا إلى الارض نستطيع ان نلحظ عدم قدرة تلك التنظيمات على القيام بهجمات مسلحة ضد مواقع الجيش أو ضد بلدات وقرى في مختلف المناطق منذ انطلاق المقاتلات الروسية بغاراتها".
بدوره بين العميد المتقاعد سليمان الحياري، انه منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سورية لم نلاحظ عملية عكسية لعصابة داعش الإرهابية الذي يلوذ عناصره بالفرار باتجاه العراق وتركيا، فضلاً عن تقلص انتشار وتموضع الجماعات المتطرفة على الخريطة الجغرافية وسيطرتها على مواقع استراتيجية في الداخل السوري.
ولفت الحياري الى ان القوات الجوية الروسية تستعين في عملياتها بالأقمار الاصطناعية، إضافة الى معلومات مقدمة من الجيش السوري واستخباراته العسكرية، معتبراً أن هذه اهم نقطة في الحرب على تلك المجموعات المسلحة.
وفيما يخص الحدود الشمالية للأردن، قال الحياري إن التنسيق العسكري بين المملكة وروسيا جاء لكي تضمن روسيا نظافة الحدود الجنوبية لسورية من أي خروقات تساهم في الإضرار بمصالحها، مبيناً ان العسكريين الروس والأردنيين اتفقوا على التنسيق في محاربة الإرهاب عبر آلية يتم إنشاؤها في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشار الى أن القيادة الروسية حسمت امرها في سورية لصالح انتصار النظام وإنهاء الارهاب، وان روسيا انتقلت الى موقع جديد في دعم النظام السوري، موقع الهجومين العسكري والسياسي، وموقع المشاركة في القتال لوضع حد للإرهاب بكل تلاوينه.