حسين ملاح
"أن تعرف اكثر" و "جرأة، موضوعية، مصداقية" عبارات يُرددها الإعلام المُمول من الحكومة السعودية ، كشعار يرفعه لتغطية التطورات في الشرق الاوسط والعالم، ولكن ثبُت بالدليل القاطع ان هذا الاعلام وفي مقدمته قناة العربية أُبعد ما يكون عن التطبيق العملي لتلك الشعارات ، وهو ما وثقته التجارب طيلة السنوات الماضية وتحديداً منذ الغزو الاميركي للعراق حتى يومنا الحاضر.
وللمعرفة أكثر نعرض بعضاَ من ممارسات تحولت الى ادعاءات لا اساس لها . فقد شهد يوم الاحد (29 -11- 2015) سقطة جديدة للإعلام السعودي الذي طبل وزمر وأطلقت قنواته التلفزيونية ومواقعه الالكترونية وحتى صحفه المكتوبة العنان للإحتفال بما رُوج عن "مقتل" السيد ابراهيم الحوثي أخ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد حركة انصارالله في اليمن.
العربية وغيرها من الاعلام السعودي وضع الخبر المزعوم في قائمة تغطياته ، وأفرد له مساحات هامة واعطى المجال للمحللين والمراسلين للتغني بما وُصف انه انجاز لقوى العدوان السعودي في مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية ، وجاء في الخبر الذي وزعته قناة العربية "لا يزال النبأ الأبرز في اليمن هو حديث مصادر مقربة من ميليشيات الحوثي عن مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي في غارة للتحالف على صعدة ، وذكرت مصادر للعربية أن 8 آخرين من جماعة الحوثي، بينهم قياديان، لقوا مصرعهم أيضاً في الغارة".
القناة وفي نشراتها المسائية تناوب مراسلوها على كيل المديح لما سُمي الضربة التي تلقتها حركة انصارالله ، وهو ما يؤكد - بحسب هؤلاء- "صوابية القيادة والسيطرة وضعف الاعداء" ، ولكن ما هي الا دقائق قليلة حتى تحدث ابراهيم الحوثي عبر قناة المسيرة اليمنية مفنداً أكاذيب الاعلام السعودي حول مقتله، واضعاً الامر في اطار الحرب النفسية والاعلامية التي تشنها الرياض على اليمنيين في ظل الضربات الموجعة التي تتلقاه ميليشيات قوى العدوان ، بينما وضعت مصادر يمنية ادعاءات الاعلام السعودي في سياق التغطية على حجم التقدم الذي يحرزه الجيش واللجان الشعبية داخل نجران وجيزان وعسير عند الحدود الشمالية لليمن.
وعلى منوال العربية نسج بقية الاعلام السعودي الذي سقط منذ سنوات في امتحان الموضوعية ، واحتفل بالخبر المزعوم عن "مقتل" الحوثي الاخ الذي اعلنته قناة الاخبارية وصحيفتا عكاظ والشرق الاوسط ، وهي وسائل اعلامية تُصنف على انها الاهم في المملكة.
ويبدو ان التخبط اليومي لقوى العدوان في المستنقع اليمني ، دفع المعنيين في السعودية الى الإستعانة بالاعلام للترويج "لإنتصارات" وإن كانت وهمية ، مستعينة بـ"قاعدة" جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية النازية القائلة "اكذب ، اكذب، حتى يصدقك الناس". قاعدةٌ ربما وجد فيها امراء الحرب في السعودية ضالتهم للتعويض على الفشل المدوي الذي اصابهم منذ اكثر من ثمانية اشهر على بدء عواصف الوهم في اليمن ، حيث تؤكد المعطيات الميدانية فشل قوى العدوان في تحقيق اهدافها وعلى رأسها استعادة السيطرة على صنعاء واضعاف قدرات الجيش اليمني وانصارالله بهدف دفعهم الى الاستسلام.
كما أكدت تطورات الاسابيع الماضية استعادة الجيش اليمني واللجان الشعبية المبادرة في العديد من المحافظات الساخنة في تعز ومأرب ، فيما تستمر المواقع السعودية بالتهاوي عند الحدود الشمالية في عسير ونجران وجيزان ، في وقت يواصل الجيش اليمني ضرباته الصاروخية سواء في البر او البحر عبر التصدي للبوارج الحربية السعودية.
استمرار الاخفاق يدفع المشرفين على إدارة الحرب على اليمن للمضي في عدوانهم ، وهم لا يفوتون أي وسيلة ، من سفك لدماء الابرياء ومحاولة كي وعي اليمنيين والكذب الممتهن اعلامياً، وصولاً الى الزج بمرتزفة من وراء المحيطات واستجلاب إرهابيي القاعدة وداعش وغيرهم من جماعات التكفير ، وجعلهم كمتاريس وادوات لمعركة بدأتها الحكومة السعودية ذات ليل لكنها لا تعرف كيف ستنتهي منها..
قناة (المنـار) اللبنانية