ما دام الانقسام يتعمق ويتجذر في الساحة الفلسطينية، فلا ثقة فيما يطرح ويقال، وغير صادقة تلك الشعارات التي ترفع من جانب المتصارعين على "لا شيء"، الباحثين في القارات الخمس عن مكان لعقد الحوارات والاتصالات، وكأن ساحة الوطن غريبة ولا تتسعهم.
ان الفذلكة وحرب الشائعات والادعاءات وبيانات الاستنكار والشجب، لم تعد قادرة على تعمية هذا العب الذي يخوض حرب بقاء مع الاحتلال ومستوطنيه، والفصائل على حالها، والمتصارعون يتباهون بمعاركهم، فكيف لشعب فلسطين أن يثق بأقوالهم.
إن الجرائم المتلاحقة التي ترتكبها اسرائيل بكل أدواتها وأسلحتها، تفرض على كل القوى والتيارات في الساحة الفلسطينية، أن تدرك خطورة المرحلة، وتعي المسؤولية التي تقع على عاتقها جراء هذا التشتت والتشرذم، فتسارع الى تحقيق المصالحة، لمواجهة حقيقية للتحديات التي تواجه هذا الشعب الذي يعاني الأمرين من جانب الاحتلال، أما البيانات الاستيطانية فهي منتهية الصلاحية، وان أقدمت الفصائل على احيائها مع كل حادث اجرامي.
تحية للشهيد الطفل علي دوابشة، إنه طير من طيور الجنة.
ومن يحترم قدسيته ويحترم روحه، يوقف معاركه الداخلية، خشية أن نتحول الى أضحوكة بين شعوب الأرض.