مددت إيران ومجموعة «5+1»، أمس، المفاوضات الجارية في فيينا لوقت قصير إلى ما بعد المهلة النهائية التي كان من المفترض أن تنتهي يوم غد، بحسب ما أعلنت كل من طهران وواشنطن، فيما يعود وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى بلاده لمدة يوم واحد للتشاور.
وعبرت واشنطن على لسان مسؤول أميركي عن عدم «قلقها» من خطوة عودة وزير الخارجية الايراني إلى بلاده، مؤكدة أن جميع أطراف المفاوضات اتفقوا على تمديد المحادثات الى ما بعد المهلة النهائية، كما أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن جميع الأطراف يظهرون «إرادة سياسية» لحل ملف ايران النووي، مشيدة بما أسمته «النتائج الجيدة» بالرغم من يوم صعب من المفاوضات، في وقت حذر رئيس مجلس النواب الايراني علي لاريجاني من تحميل ايران «المزيد من الضغوط».
وقالت موغريني للصحافيين في فيينا، أمس، «يمكنني التأكيد أن الإرادة السياسية موجودة، والجميع أظهروا إرادة سياسية حتى أننا طلبنا من المفاوضين أن يواصلوا فورا مباحثاتهم الليلة» للتوصل إلى اتفاق. بدوره، قلل المسؤول الأميركي الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية من سلبيات خطوة تمديد المفاوصات وقال «قلنا إن هذه المحادثات قد تمتد إلى ما بعد 30 حزيران لبضعة أيام اذا كنا في حاجة إلى وقت إضافي».
ولفت المسؤول الأميركي إلى أنه لا يزال أمام المفاوضين «المزيد من العمل للقيام به»، مشيراً إلى أن «الأطراف ينوون البقاء في فيينا إلى ما بعد 30 حزيران للاستمرار في المفاوضات»، مضيفاً أن «أحداً لا يتحدث عن أي نوع من التمديد لمدة طويلة».
وكان متحدث باسم الوفد الايراني في فيينا قد قال إنه «بسبب وجود كثير من العمل الذي لا يزال ينبغي القيام به، فإن فريقي التفاوض سيبقيان في فيينا إلى ما بعد الأول من تموز، لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق شامل جيد»، وأكد في الوقت نفسه أنه «لا نية بعد أو مشاورات حول تمديد طويل الأمد للمفاوضات».
وحول عودة ظريف إلى طهران، أكد المسؤول الاميركي أن الولايات المتحدة «ليست قلقة» من عودة ظريف الى طهران، موضحا «قلنا دائما ان الوزراء قد يحتاجون للعودة بشكل خاطف» الى عواصمهم للتشاور و «هذا أمر جيد». وذكرت وسائل إعلام رسمية ايرانية أن ظريف سيغادر فيينا عائدا الى طهران، مشيرة إلى أن الرحلة كانت مبرمجة.
والتقى وزراء خارجية مجموعة «5+1» لمناقشة تطورات العملية التفاوضية، ودعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير إثر الاجتماع «جميع الاطراف، بمن فيهم ايران، الى ان يظهروا روحا بناءة للتوصل الى اتفاق»، في وقت تحدث وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن «قرارات صعبة جدا يجب اتخاذها»، وقال «أكرر ما قلته مرات عدة في السابق، عدم التوصل الى اتفاق أفضل، من اتفاق سيئ».
وكان ظريف ونظيره الاميركي جون كيري، اللذان استهلا، أمس الأول، في فيينا هذه الجولة الاخيرة من المفاوضات بلقاء، قد اتفقا على أنه لا يزال هناك «كثير من العمل الشاق» الواجب القيام به، كما شدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على «ثلاثة شروط لازمة على الاقل» للتوصل الى اتفاق، هي الحد من القدرات النووية الايرانية دائماً في مجالي الابحاث والانتاج، وعودة تلقائية الى العقوبات في حال انتهاك ايران لالتزاماتها، بالإضافة الى عمليات تفتيش «صارمة» للمواقع الايرانية «بما فيها العسكرية عند الضرورة».
ولكن المرشد الاعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي كرر مطلع الاسبوع الماضي، رفضه لأي عملية تفتيش للمواقع العسكرية التي يعتبرها «خطاً أحمر»، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة رفع العقوبات فوراً عن طهران.
وحذر رئيس مجلس النواب الايراني علي لاريجاني، أمس، من أن بلاده لن تحمل المزيد من الضغوط قائلا «لا تعتقدوا أن ايران بحاجة الى هذا الاتفاق. نحن نرحب باتفاق لأنه لمصلحة الجميع ولكن لا تعتقدوا أننا سنتحمل مزيدا من الضغوط.. ولا تجبروا ايران على التخلي عن طريق المفاوضات».
(أ ف ب، رويترز)