أعادت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "الهدوء" إلى القطاع المحاصر بعد ليلة تصعيد شهدت قصف إسرائيلي عقب إطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.. ولكن هذه المرة لم يكن الوسيط (مصريا) كما جرت العادة وإنما (تركية) من خلال حديث مباشر مع الجانب الإسرائيلي.
وذكرت تقارير اعلامية أن هذه ( المرة الثانية التي يتدخل فيها وسيط غير المصري لإرساء الهدنة الحالية القائمة في قطاع غزة منذ أن انتهت حرب شديدة شنتها إسرائيل على قطاع غزة قبل 11 شهرا ).
ففي أعقاب سقوط صاروخين مساء الأربعاء على منطقتين إسرائيليتين تقعان على قرب كبير من حدود غزة، وما تلاها من قيام الطيران الإسرائيلي بقصف أهداف لحماس، تدخلت وساطة هذه المرة من جهة تركيا، بناء على طلب حركة حماس، لتعيد الهدوء من جديد.
إسرائيل هي التي كشفت ضمن تقرير لأحد القنوات التلفزيونية التابعة للحكومة أن حركة حماس بعثت برسالة عاجلة عبر وساطة تركية إلى إسرائيل بعد انطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
تلك الرسائل أكدت خلالها حماس بأنها ستقوم بمحاسبة الجهة التي أطلقت الصواريخ، خاصة وأن الفاعلين هم من تنظيم سلفي على خلاف مع الحركة.
التقرير التلفزيوني هذا قال ان إسرائيل أبلغت الوسيط التركي وهو موظف رفيع بوزارة الخارجية في أنقرة أنها ترى في حماس الجهة المسؤولة عن كل هجوم ينطلق من قطاع غزة.
وتضمنت رسالة حماس لإسرائيل تعهدا بمعاقبة الجهة التي أطلقت الصواريخ، وأنها قامت باعتقال المجموعة التي أطلقت الصواريخ الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل وحسب التحليلات الإسرائيلية رأى المُحلل الشؤون العربيّة والفلسطينيّة في موقع ويلا الإخباريّ-الإسرائيليّ، آفي أيسخاروف، ، أنّ إسرائيل هي الرئة المركزية لحكم حماس في غزة، وأكثر من ذلك هي الجهة الوحيدة في المنطقة، والوحيدة في العالم، المعنية بالحفاظ على حكم حماس في القطاع، مُوضحًا أنّ كمية البضائع الداخلة إلى القطاع هذه الأيام تزداد بشكل متواصل، ومُنسّق أعمال الحكومة في المناطق الجنرال يوآف مردخاي سمح أيضًا بإدخال مواد مزدوجة الاستخدام إلى غزة، مثل تلك المواد التي قد تُستخدم في إنتاج الوسائل القتالية، من خلال الاعتقاد بأنّ مستوى الخطر سينخفض في حال تحسّن الوضع في غزة.
لاوة على ذلك، أشار المُحلل إلى أنّه في مؤتمر صحافي خاص عقده المبعوث القطري لغزة محمد العمادي، وبه أشاد بالجنرال مردخاي لأنّ إسرائيل سمحت بإدخال المواد للقطاع، وربما العناوين التي تم إخفاؤها في نهاية حديث الدبلوماسي القطريّ أنّه تتّم في هذه الأيّام دراسة طلب فلسطيني لإقامة خط غاز بين إسرائيل وغزة، والذي سيشمل إقامة محطة خاصة في الجانب الإسرائيليّ من أجل زيادة تزويد كمية الكهرباء لمحطة الطاقة في غزة، فعلاً شهر عسل، ولكن خسارة أنّ المنظمات السلفيّة تعمل على إفساده، على حدّ وصفه. وتابع أنّه من غير المُمكن الشكّ بمزاعم قادة السلطة الفلسطينيّة، بأنّ إسرائيل تتفاوض مع حماس على هدنة طويلة الأمد، وفي المُقابل تعزف عن الحوار مع السلطة.
وكشف النقاب عن أنّ هذه المحادثات تتمحور حول إعادة جثث الجنود الإسرائيليين، والتوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وحماس، مُوضحًا أنّه في الواقع هناك اتفاق حالي قائم من هذا النوع، وفي الوقت الحالي تحاول حماس عبثًا الحفاظ عليه، وإسرائيل من جانبها تؤمن بمبدأ الهدوء مقابل الهدوء، بالإضافة إلى أنّ التسهيلات الاقتصادية التي ستُساعد حماس باستقرار وضع غزة. في الوقت عينه، خلُص المُحلل إلى القول إنّ سكّان جنوب إسرائيل لا يقدرون على الاعتماد على هذه المعادلة، إذْ أنّ أيّ خلافٍ بين فصيلين أوْ مجموعتين سينتهي على الأغلب بإطلاق الصواريخ على الجنوب، والردّ الإسرائيليّ، الذي يهدف إلى ترضية الرأي العام، سيكون أشّد مع مرور الوقت طالما أنّ إطلاق النار يأتي من القطاع، وبناءً على ما تقدّم، فإنّ “شهر العسل” بين إسرائيل وحماس أصبح قاب قوسين أوْ أدنى من الانتهاء، على حدّ قول إيسخاروف.