الجيش المصري أظهر رغبة في تفعيل سياسة "الأرض المحروقة" في القرى المنتشرة داخل سيناء، التي ربما يسعى المسلحون لاتخاذها كمأوى لهم.
هذا ما خلصت إليه صحيفة (تليجراف) البريطانية في تقرير لها في أعقاب إصدار ما يُعرف بتنظيم "ولاية سيناء" فيديو أخير لعمليات له داخل سيناء.
وتقول الصحيفة "إنه ردا على التهديدات الجهادية في سيناء، بدأ الجيش المصري وقوات الأمن بشن حملات اعتقالات للآلاف من المدنيين فضلا عن هدم مئات المنازل على طول الحدود مع قطاع غزة لإقامة منطقة عازلة حتى يتم منع تدفق الأسلحة والمسلحين بين البلدين".
المسلحون من جانبهم استغلوا ما تعرض له أهل سيناء من مظالم حيث يشكو سكانها البدو تجاهلا من قبل السلطات المصرية واستفاد القليلون من المنتجعات السياحية المشهورة في الجزء الجنوبي الأكثر سلاما من سيناء.
تنظيم ولاية سيناء، الذي كان يُعرف سابقا باسم أنصار بيت المقدس، أعلن ولاءه لتنظيم داعش في سوريا والعراق في نوفمبر الماضي، وبالرغم من أن التنظيم شن هجمات دموية على الأراضي الرئيسية قبل أن يقسم الولاء لداعش، إلا أن الجيش استطاع الحد من أنشطة التنظيم داخل سيناء.
وفي إشارة لتكتيكات التننظيم البشعة، فقد بدأ في قطع رؤوس بعض السكان المحليين زاعما أنهم تجسسوا لصالح إسرائيل أو الجيش المصري.
حنان سيمري ناشطة سياسية في سيناء تقول "إن أهل سيناء أصبحوا بين نارين، فإذا وقفوا في صف الجيش، سينتقم منهم الإرهابيون، وإن لم يفعلوا ذلك، فسيتم سجنهم، ومع إلقاء القبض على العديد منهم دون تهمة وتعذيبهم، يخرجون من السجن، ولديهم رغبة في الانتقام لذا ينضمون للإرهابيين".
ويتطرق التقرير للحديث عن الفيديو الجديد الذي نشره التنظيم، والذي يظهر حرب العصابات التي يقوم بها التنظيم ضد الجيش المصري في صحراء شمال سيناء، حيث ينخرط مسلحو ولاية سيناء في معركة كبرى مع الجيش.. وينتهي الفيديو بتفجير سيارة مفخخة أمام مبنى قسم ثالث مدينة العريش "عاصمة التنظيم".
ويظهر في الفيديو رجلا مقنعا بينما يقوم بتجهيز براميل متفجرة ووضعها داخل سيارة استعداد لشن هجوم ويقول "لن تهنأ بالعيش أنت وجندك ولن تنعموا حتى يُحكم شرع الله في مصر وحتى نفتح بيت المقدس".
ويقول خبراء إن الفيديو يظهر تزايد قدرة الجهاديين على شن هجمات دامية في سيناء لكنه يثير التساؤلات حول أهدافهم النهائية من وراء ذلك.
مختار عوض وهو باحث زميل في مركز التقدم الأمريكي يقول "في الوقت الذي ربما يكون مسلحو ولاية سيناء قادرين على استكمال هجماتهم، فمن غير الواضح إلى ما يرمون استراتيجيا من وراء ذلك، هم يحاولون تبني نموذج داعش في منطقة ليست مؤهلة لذلك".