لندن/ قالت مجلة إيكونوميست البريطانية أن الملك السعودى سلمان بن عبد العزيز أحدث انقلابا دبلوماسيا بجمعه لعشر دول فى التحالف العربى لضرب الشيعة الحوثيين فى اليمن وأنه جمع غرماء المنطقة السياسيين، قطر والإمارات، بغض النظر عن اختلافاتهما السياسية تحت لواء محاربة أنصار إيران بالوكالة فى المنطقة، ضم هذا التحالف مصر ودولا متباعدة مثل المغرب وباكستان.
رأت المجلة أن السعودية التى كانت تشعر بالحرج من المشاركة فى أى تدخل عسكرى، وأظهرت إصرارا غير معهود تلك المرة بالنسبة لليمن فى علامة تشير إلى "تأثير" ابن الملك السعودى ووزير الدفاع الذى لم يتعد سن الثلاثينات من عمره.
وأشارت المجلة أيضا إلى أن الاضطراب فى اليمن يمثل بالنسبة للسعودية حساسية شديدة، خاصة لأن السعودية تعتبر الجزيرة العربية منطقة مصالح مشتركة بالنسبة لها.
رأت المجلة أنه بالرغم من ذكاء فريق الإدارة المحيط بالملك السعودى إلا أن الوضع فى اليمن يمثل اختبارا حقيقيا للتدخل العسكرى ومدى قدرته على السيطرة على الفقر والاضطرابات فى اليمن، لأن السعودية مركز مهم بين دول السنة بوجود مواقع إسلامية مقدسة مثل مكة والمدينة إضافة إلى ثروة السعودية النفطية.
أوضحت المجلة أن السعودية تعتمد على الولايات المتحدة لضمان الأمن الداخلى وأن الجيش السعودى به مواطن ضعف وعلى الرغم من أنه لديه قدرات ممتازة إلا أن ذلك لا يعكس ميزانية الدولة للدفاع.
وأضافت أن أحد التسريبات الأمريكية قالت إن ضربات السعودية لليمن فى 2009 "لم تكن دقيقة" ولكن السعودية لم تعترف بأى أخطاء.
وقالت المجلة أن التدخل البرى فى اليمن أمر غير سهل خاصة مع شهرة جماعة الحوثى المسلحة بأنهم جماعة "مخيفة". ورأت المجلة أن مصر ستتخوف من التدخل فى اليمن لعدم اكتساب لقب "فيتنام مصر" بعد ضربها لليمن فى الستينات وأن باكستان ستكون غير مهتمة بالطبع بمحاربة ميليشياتها الموجودة الآن فى اليمن (طالبان) وأن تكون سببا فى تفاقم مشاكل السنة والشيعة فى اليمن.
من وجهة نظر إيكونوميست، رأت أن المصالحة بوضع اتفاق سياسى هو حل اليمن، قائلة: أن الملك سلمان مصر على إعادة عبد ربه منصور هادى للحكم وإقصاء الحوثيين ولكن التحدى يكمن فى أن الجماعة الزيدية الشيعية فى اليمن لا تمثل إلا 40% من السكان ما سيعنى صعوبة إقصاء الحوثيين، وأضافت أن عبد ربه فقد مصداقيته عند اليمنيين.
وحذرت المجلة السعودية أن إنهاء الحرب فى اليمن لن يكون سهلا مثل بدايتها وأن أعداء السعودية لن يرحموها إذا فشلت.. ودليل ذلك أن التعليقات الإيرانية على مواقع التواصل الاجتماعى تنتقد السعودية وتعتبر اليمن بالنسبة للسعودية وكأنها أفغانستان.