2024-11-24 11:03 م

"التحالف الاقليمي" الجديد .. الأبعاد والتوجهات!!

2015-04-02
القدس/المنــار/ في شرم الشيخ بمصر احتفلت غالبية القيادات العربية بميلاد التحالف الاقليمي الجديد الذي تقوده وتتزعمه وتموله مملكة آل سعود، في شرم الشيخ رقص الحاضرون على اشلاء أبناء اليمن الذين سقطوا على أيدي أعضاء هذا التحالف، مؤكدين الاستمرار في تدمير هذا البلد الذي هب أبناءه لكسر الوصاية السعودية التي سلبت أبسط حقوق اليمنيين المهضومة منذ عشرات السنين على أيدي أبناء آل سعود.
لقاء شرم الشيخ المسمى بالقمة العربية، اختصر جدول أعماله في مباركة العدوان البربري على الشعب اليمني وتوجيه التحية وتقديم الولاء لنظام آل سعود، ونصبه المشاركون "فارس العصر" و"المدافع عن الانسانية" والحريص على اليمنيين بالقصف الجوي.
لقاء "القمة!!" هذا لم يأتِ على ذكر ضرورة التصدي للاحتلال الاسرائيلي ودعم الفلسطينيين، واكتفى بعبارات التأييد والتنديد الانشائية، فقضية فلسطين ليست على أولويات قمة شرم الشيخ، وانما هناك تشكيل جيش الحروب "القوة العربية المسلحة" لقهر الشعوب، وتركيعها وتجريدها من سيادتها، قوة مسلحة تمولها السعودية لغزو كل ساحة تحاول انتقاد سياسات الاعراب المدمرة للأمة .
قمة شرم الشيخ، اعلان صريح بتقسيم المسلمين واشعال اقتتال فيما بينهم،، تحت شعارات ويافطات كاذبة، في حملة تخويف لا مبرر لها، قمة تقسيم المنطقة الى معسكر سني وشيعي، وهذا يعني أن النظام السعودي ومن معه، دخلوا المرحلة الثانية وبشكل علني من مؤامرة الربيع العربي، وهي تفتيت وحدة المسلمين لصالح المخططات الأمريكية والاسرائيلية.
هذا ما حدث في شرم الشيخ ، اصطفاف يعادي الشعوب تقوده عائلة آل سعود المتآمرة على الأمة والدين، اصطفاف يبحث عن الفتن والحروب الطائفية، والتمويل جاهز فالرياض مع حلفائها باتت تستشعر الخطر، ولا تريد للثورات الشعبية الحقيقية أن تنجح، خشية على وجودها ومصالحها والثروات التي تحتكرها.
كان هناك في قمة شرم الشيخ عداء واضح لايران، وتجاهل تام لقضية فلسطين، وتوجه لا لبس فيه نحو تدمير ساحات الامة، كما هو حادث في اليمن وسوريا، وفي شرم الشيخ، ظهر واضحا دعم المجتمعين للعصابات الارهابية التي تسفك دماء أبناء سوريا.
تحالف اقليمي قد تقوده تركيا مستقبلا وتمول شروره السعودية، ولن تسمح الرياض وأنقرة لمصر بأن تقود المنطقة، كما أن مداولات الغرف المغلقة في شرم الشيخ على ضفاف البحر الأحمر شهدت تهديدات للفلسطينيين بوقف حربهم السياسية ضد اسرائيل، والانتظار الى أن تنجز عائلة آل سعود ومن معها تدعيم حكمها، وتحقيق أطماعها وأحلامها، بمعنى أن دور هذا التحالف الجديد لن يقتصر على ارتكاب الجرائم في اليمن، بل سيتعداه الى فرض حلول تصفوية للقضية الفلسطينية بغطاء المبادرة العربية وبما يضمن المصالح الاسرائيلية التي هي مصالح الرياض وحكامها.
قمة شرم الشيخ، هي قمة خليجية بامتياز، سيطر عليها الأعراب بدشاديشهم، وصلفهم، وملك آل سعود تحدث في القمة وكأنه امبراطور عصره، حاملا سيفه ومعلنا أن الحرب على اليمن سوف تتواصل، وتحدث عن الطائفية والارهاب، وعاصمة الوهابية محكومة بارتكاب المجازر وتقطيع الأيدي وتكفير المسلمين الرافضين لسياسة حكامها.
في شرم الشيخ تبارى الأعراب في طرحم الحلول العرجاء للأزمة السورية، وتناسوا أنهم وراء ما تشهده الساحة في سوريا، وانهم رعاة عصابات الارهاب، ولو كانوا فعلا صادقين في حل الأزمة لما أشعلوها، وفتحوا خزائن المال للابقاء على لهيبها يتصاعد، والصبي حاكم الدوحة، راح يحاضر في الانسانية ، والعطف وحرية الشعوب، وهو الذي ورث الجاسوسية عن والده، ممتهنا دعم الارهاب في كل مكان.
انها قمة ناقصة، تلك التي ترقص على أشلاء أبناء اليمن، وناقصة لأن سوريا العروبة تم تغييبها على أيدي الأعراب، وناقصة أيضا لأن قضية فلسطين غائبة الا من العبارة المعتادة التي تطلق في كل قمم الحكام المرتبطين بدوائر الشر والحقد في تل أبيب وواشنطن.