2024-11-29 12:41 م

عملية شاه فرات التركية، هل هي ذريعة أنقرة لبداية تدخّل عسكري في سوريا؟!!

2015-02-25
عملية شاه فرات التركية على الأراضي السورية: هل هي ذريعة أنقرة لبداية تدخّل عسكري في دمشق؟ شخصية أكاديمية سورية معروفة بمواقفها الوطنية، رجل أخذ على عاتقه مهمة كشف أكاذيب المؤامرة التي تتعرض لها الدولة السورية عن طريق الأدلة والحوار المبني على قوة الحجة والمنطق ، إنه الدكتور خيام الزعبي والذي خص أسرة جريدة المغرب بهذا الحوار والذي أجرته الإعلامية وفاء العرفاوي: لم يمرّ اعلان رئيس الوزراء التركي احمد داوود أوغلو أمس عن قيام بلاده بعمليّة عسكرية –حملت اسم «شاه فرات»- لنقل رُفات جدّ مؤسِّس السلطنة العثمانية سليمان شاه وإجلاء الجنود الذين يتوّلون حراسة الضريح وعددهم 38 ، دون ان ترافقه مواقف متضاربة بشأن المغزى من العمليّة وتداعياتها وحقيقة الدّور التّركي في الازمة السوريّة. يشار الى أنّ المنطقة الّتي تحتضن ضريح سليمان شاه - جدّ مؤسّس السلطنة عثمان الأول - تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلاميّة في سوريا، وهو ماطرح حزمة من الاسئلة خاصّة وانّ العمليّة تمّت دون وقوع أيّة اشتباكات بين الطرفين ، بل وصل الامر حدّ تأكيد السّلطات التركيّة انّ العمليّة تمّت بنجاح وهو ما اعتبره خبراء مثيرا للشكوك . وأكدت انقرة – التي نسقت قبل العملية مع الائتلاف السوري المعارض تأكيدات ودول من التحالف الدّولي حسب تأكيدات رسمية – أنّ الرّفات ستنقل الى تركيا مؤقّتا ليتم فيما بعد نقله مرة أخرى إلى قرية «آشمة» السوريّة الواقعة قرب الحدود بين البلدين لضمان حرمة الضّريح وخشية مخطّط ارهابي محتمل لاستهدافه. وشاركت 57 عربة عسكرية تركية 39 و دبابة، بالإضافة الى عدد من عناصر القوات الخاصة التركية، في المَهمّة بإشراف مباشر من مسؤولين كبار صلب هيئة الأركان العامة التركية ، وفق ما ذكرته وسائل الاعلام. واعتبر محللون ان هذه الخطوة - رغم تأكيد السّلطات التركيّة سببها- تعدّ دليلا على قرب حدوث تصعيد عسكري تركي ضدّ داعش وربما ضدّ نظام بشار الأسد نفسه. وأثارت العملية العسكرية انتقادات شديدة اللهجة من المعارضة التركية ونظام الاسد على حدّ سواء ، حيث اعتبرها معارضو اردوغان خسارة لبلادهم ، واصفين الخطوة بالانسحاب. في حين وصفها النظام السوري على انها «عدوان سافر» على اراضيه ، كما يشار ان نظام الاسد يتهم السلطات التركية بدعم الجماعات المتطرفة الموجودة على اراضيه وتقديم الدعم للمقاتلين وتسهيل عبورهم الى دمشق عبر انقرة . معان مزدوجة من جهته قال الباحث والكاتب السّوري المختصّ في العلاقات الدوليّة خيام الزعبي لـ«المغرب» أن التدخّل التركي في الازمة السورية ليس بجديد ، مشيرا الى انه وبعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على اجزاء هامة من سوريا ، ثبت أن انقرة لاعب اساسي - من وراء الستار والحدود - يحرّك الأحداث ويغير المعطيات ويخلط الاوراق بمايسمح لها بالتحكم في مجريات الوضع السوري. تابع الزّعبي أنّه ليس هناك سياسة تركية واحدة تجاه دول المنطقة بصفة عامة، في ظل وجود سياسات متعدّدة وذلك تبعاً لمصالحها، مؤكدا أن انقرة دعمت وأرسلت المسلّحين المتطرفين إلى سوريا، بهدف إسقاط نظام الأسد ولتحقيق مكاسب سياسية وإستراتيجية في البلاد، حيث لم يكن ظهور تنظيم «داعش» بهذه القوة مفاجئاً، إنما يرجع تمكنه من السيطرة على معظم المناطق في سوريا إلى دعم الإستخبارات الغربية وحلفائها في المنطقة وفق تعبيره. واشار محدثنا الى انه وبعد تشكيل التحالف الدولي بقيادة أمريكا لمحاربة داعش، رفضت أنقرة المشاركة العسكرية في هذا التحالف، مفضلة استخدامها كورقة ضغط لتحصل على المزيد من المكاسب، ورغم إقرار البرلمان التركي توسيع تفويض الجيش لشنّ عمليات عسكرية خارج الأراضي التركية، تمنّعت أنقرة عن المشاركة في التحالف، واضعة شروطاً على مشاركتها، أهمها،إسقاط النظام السوري، وفرض منطقة عازلة وحظر جوي على الحدود السورية ـ التركية، بالمقابل لم تلقَ هذه الشروط تجاوباً لدى واشنطن التي أرادت انضواء تركيا الكامل في التحالف من دون شروط، لذلك مضت تركيا في أجندتها الخاصة فيما يتعلق بدورها من الأزمة السورية. وفيما يتعلّق بعملية «شاه فرات» قال الزعبي أنّ تركيا استغلّت قضيّة قبر سليمان شاه الموجود قرب حلب، للتدخل هناك بقوة عسكرية كبيرة، تبدو في ظاهرها لنقل الضريح ذي الأهمية التاريخية لتركيا، وتحمل في باطنها رسائل عن قدرة الجيش التركي على التدخل بريا في سوريا استجداء للتوافق الدولي المطلوب لذلك، مشيرا الى انه يمكن القول ان عملية الجيش التركي تاتي في شكل «بروفة» لما يمكن أن يقوم به الجيش التركي في حال أي تدخل مستقبلي في سوريا، نظرا لحجم القوة العسكرية التي تدخلت، هذا ما يعني أن هناك مؤشرات إلى احتمالات تدخل عسكري تركي في سوريا. اهداف خفية وأضاف البـــاحـث الـسـوري أن:«حديث تركيا عن المناطق العازلة يستكمل مسيرة إنخراطها في الحرب على سوريا، كأكثر دولة تورطت في الأحداث السورية عبر إيواء وتدريب وتسليح وتمويل ودفع المجموعات الإرهابية إلى الداخل السوري إنطلاقاً من البوابات الحكومية التركية الرسمية، ومشاركتها بصورة فاعلة ومباشرة عبر ضباط أتراك في الهجوم على مواقع الجيش السوري، وبالتالي هي جزء من الحرب التي تشنّ على سوريا، وبالمقابل فإن تركيا لا تخفي انخراطها في الحرب على سوريا بل تتباهى بما تقوم به، ومن هذا المنطلق يسعى أردوغان الى تحقيق عدة مكاسب منها قضم مناطق من العمق الجغرافي السوري على طول الحدود التي تمتد من عين ديوار على الحدود السورية – العراقية وصولاً إلى كسب على شاطئ البحر المتوسط، كما يرغب أردوغان في السيطرة على التجمعات الكردية التي يعتبرها مأوى لحزب العمال الكردستاني في الداخل السوري والأحزاب الكردية الناشئة في سورية كحزب الإتحاد الديمقراطي، كما أنه يريد تصدير الأزمة الكردية إلى الخارج التركي أي إلى سوريا عبر خلق حالة عداء بين الأكراد وتنظيم داعش، فضلاً عن رغبته في تحويل الحرب إلى حرب كردية في وجه الإرهاب بما ينقل الصراع من الداخل التركي إلى سوريا، أما الهدف الأساسي من تقديم تركيا الدعم لدولة الخلافة فهو الضغط على هذه القوات حتى تصل إلى مرحلة تطلب فيها المساعدة من تركيا وعندها ستظهر تركيا وكأنها تنقذ الأكراد، وبذلك سيكون مبرّراً أكثر لفرض حالة شريط حدودي ومنطقة حظر جوي شمال سوريا». وخلص محدثنا الى القول إن المنطقة باتت مقبلة على تحولات وأزمات خطيرة، لأن إيران لن تسمح لتركيا بالدخول إلى سوريا مهما كلف الأمر، مضيفا ان التوتر بين طهران وأنقرة وصل ذروته في الأيام الأخيرة لدرجة أن ايران هددت بقصف أي قوات تركية تجتاز الحدود مع سوريا مستندة الى دعم روسي، بينما يستعد النظام السوري لاستخدام أسلحته الصاروخية ضد أي قوات برية تعبر حدوده.