2024-11-24 04:04 م

اضاءات على أروقة المؤتمرات السنوية لحزب البعث العربي الاشتراكي

2015-01-31
بقلم : جمال رابعة*
خلال مؤتمراتها السنوية الدورية قدمت قيادات فروع حزب البعث العربي الاشتراكي تقاريرها السنوية والمتضمنة نتاج عمل مكاتبها الفرعية مؤكدة ً على تجسيد الخطاب التاريخي للرئيس الأسد بعد أدائه اليمين الدستورية ليكون منهاجاً وبرنامج عمل للحزب خلال الفترة القادمة ولاسيما في ظل التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه حزب البعث من جراء الحرب الظالمة على سورية والتي جاوز عمرها الأربع سنوات . فماهي أهم المعايير والنقاط الواجب مراعاتها خلال الفترة القادمة ؟؟ وماهي الآليات الفاعلة والمناسبة القادرة على مواجهة التحديات والعقبات التي تعترض مسيرة حزب البعث العربي الأشتراكي ؟؟ في لقائه الصريح والشفاف مع كوادر حزبنا في محافظة طرطوس وتحديداً في 20 / 11/ 2014 شخص الرفيق الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد بدقة متناهية تداعيات وملامح وآثار الأزمة التي تعصف ببلدنا الحبيب, وضع خلالها اليد على الجرح وقدم جملة من الرؤى لرفع سوية الأداء الحزبي , كيف لا وهو الطبيب المبدع والقائد الفذ والإنسان والمواطن الحقيقي الملتصق بأبناء شعبه يشاركهم الهم ويتقاسم معهم التحديات , يُقبل على خطوط النار ليرفع من عزائم ضباط وأفراد جيشنا المغوار, يشاركهم طعامهم ويثني على دورهم الفاعل والرئيس في هذه الحرب القذرة , تلك الشخصية القيادة التي استطاعت وعرفت كيف تمزج بين الشدة والحكمة بما يحفظ سيادة واستقلال القرار الوطني السوري . يقول الرئيس الأسد مشيداً بأهمية ودور حزب البعث : رغم مضي أربع سنوات على الأزمة , وفي مناطق خرجت عن سيطرة الدولة لم يظهر بديل عن حزب البعث , ويضيف سيادته في إضاءة على الخلل الحاصل : لم ننجح في الماضي , نفرنا الناس والبعثيين قبل غيرهم ... وفي موضع آخر يشدد على ضرورة تغيير الآليات والحاجة إلى اسلوب ولغة جديدين . النقطتان الرئيسيتان اللتان طرحهما الرئيس الأسد في لقائه كوادر حزبنا في طرطوس واللتان تشكلان في اعتقادنا استراتيجية جديدة في بناء وإعادة هيكلة حزبنا العظيم ويؤسسان لمعالجات صحيحة وخطوات فاعلة على طريق البناء وتصويب العمل خلال المرحلة القادمة . الأولى: فيما يتعلق بالجانب التنظيمي ونوعية الكوادر الموجودة حيث يقول الرئيس الأسد : نظروا إلينا كحزب سلطة وأن الحزب انتهازي , و لكن ماشهدته الأزمة من ماسموه انشقاقات قد ساعدنا كثيراً نظراً لكون ذلك عملية تنظيف جيدة جداً ويتابع الرئيس الأسد : يجب تطهير الحزب من الانتهازيين حتى لو أصبح لدينا 100 ألف عضو بدلاً من ثلاثة ملايين , فالحزب عندها سيقوى , نريد رفاقاً عقائديين. وهنا يكمن في رأينا أهمية التنظيم الصحيح , فقوة الحزب لاتقاس مطلقاً بأعداد المنتسبين له ولا بالتطور الحاصل في أعداد الأعضاء العاملين والأنصار من عام لعام , بقدر ماتقاس بمدى الانتماء الحقيقي لأفكار الحزب والإيمان المطلق بعدالة طروحاته وأهدافه, فديمومة القوة في بنية الحزب قوامها عوامل عديدة أولها الابتعاد عن التقييم وفق مبدأ المحسوبية وإطلاق الأحكام المسبقة من دون النظر للدور والانتماء البعثي والوطني , وعليه فإن توجيه الاتهامات لجهة احتساب الأشخاص المراد تقييمهم على فئات وجهات كان لها أدوار سلبية خلال مسيرتها الحزبية , وإهمال الدور الوطني لهؤلاء الأشخاص , وحضورهم البعثي المنطلق من إيمان وانتماء عقائدي لأفكار وأهداف الحزب , سيكون له آثار ومنعكسات سلبية تقف حجر عثرة في تكريس دور فاعل لحزب البعث العربي الاشتراكي لجهة تشكيل حالة جماهيرية واسعة تنضم إلى القاعدة الشعبية للحزب , الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على إمكانية اختيار قيادات من القواعد أهم ما يميزها التلازم الوثيق بين أقوالها وممارستها على الأرض . إن أهم مايميز عملية إعادة الهيكلة والتحديث في الرؤى واستراتيجيات عمل الحزب ولاسيما في هذه المرحلة هو الانتباه للانتهازيين الذين حذر منهم الرئيس الأسد والعمل على عزلهم وسلخهم كلياً عن الجسم الحزبي بما ينعكس إيجاباً على عودة الحزب إلى جماهيره بالصورة المثلى إذ لطالما كان لمثل هؤلاء الانتهازيين الدور الرئيس في تشويه الصورة وتقديم حالة شاذة كانت كفيلة باستحداث نوع من النفور الذي تحدث عنه الرئيس الأسد . النقطة الثانية والتي لاتقل أهمية عن سابقتها فتتلخص بقول سيادته وفي ذات اللقاء : لن يكون لنا بعد تنظيمات في الجامعة والمؤسسات والقطاع العام , يجب أن ننقل نشاطنا إلى الأحياء , وعملنا في الأحياء كان غائباً , ووجودنا فيها هو الأهم . إن عودة الحزب إلى جماهيره عودة حقيقية والالتصاق بهم وبمشكلاتهم وبهمومهم , واجتراح الحلول من داخل أحيائهم وبيوتهم , هو ما يشكل الأساس في ترسيخ حضور حزبنا في العقول بشكل أقوى , وهو مايؤسس للعقائدية والانتماء الحقيقي في فكر القواعد , فمشكلات الشعب وهموم المواطن لايمكن أن تحل والبعض لايزال يصر على أن يكون حبيس مكتبه , ومن هنا فإن اتخاذ الإجراءات والآليات التي من شأنها تفعيل الحل الاجتماعي وتعميمه على النسيج الاجتماعي الذي أصيب في بعض أجزائه بتلك التشوهات المستجلبة إلى واقعنا والمصنعة غربياً , هذا الحل الذي كان راسخاً بقوة في أغلبية خطابات ولقاءات الرفيق الأمين القطري, وعليه فإن الاطلاع عن كثب ومن داخل الأحياء على ما يعانيه أبناء شعبنا من معاناة أصبحت وطأتها بتأثيرات مزدوجة ( وطأة الإرهاب ووطأة نقص الخدمات الأساسية) , إنما يشكل الأساس في تحريك القواعد وإطلاق مبادرتها وترسيخ الإيمان بأفكار حزبنا العظيم , كما ويعطي دفعاً أكبر لتخرج المصالحات الوطنية بالصورة المثلى وبالتالي ترسيخ الحل الاجتماعي بالشكل المطلوب وبالنتائج المرجوة منه , تلك النتائج التي تتطلب حرصاً على اختيار القيادات ذات القدرة على العمل والعطاء وتتمتع بإمكانات واسعة لجهة إيجاد وتنفيذ المبادرات الاجتماعية التي أكد عليها الرئيس الأسد في ذات اللقاء . ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس الأسد إلى بعض وحدات جيشنا في منطقة جوبر والتي كرست بحق قولاً وفعلاً ما ينتهجه الرفيق الأمين القطري من حلول واستراتيجيات, تشكل لنا خارطة الطريق للمرحلة القادمة وتقدم إنموذجاً للترابط ووحدة الصلة بين القائد ومرؤوسيه من أبناء الشعب . أقول في الختام: من أجل سورية الوطن .. من أجل المبادئ والقيم التي تربينا عليها في كنف حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي , من أجل تضحيات شعبنا العظيم, وبطولات الجيش العربي السوري , ومن أجل عودة المسك إلى الياسمين الدمشقي , ووفاء ً لكل صرخة أم ولأجل كل وجعٍ ٍ أرخى مآسيه على الأسرة السورية , وتلبية لنداء دماء الشهداء , يجب أن نعيد لسورية ألقها المعهود , والألفة والمحبة بين أبناءها , ولن يكون ذلك واقعاً معاشاً إلا برحيل كل من نافق وفسد وأفسد بحق الوطن والمواطن , التحية كل التحية لقائدنا الصلب المقاوم في وجه الطغيان والاستكبار الغربي الاستعماري الرفيق الدكتور بشار حافظ الأسد . 
* عضو مجلس الشعب السوري.