2024-11-29 11:34 م

الصحفي اللبناني طلال سلمان: الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن

2015-01-14
بيروت/ أكد الكاتب والصحفي اللبناني طلال سلمان أن بعض المسؤولين في الغرب اعترفوا بتورط دولهم في رعاية الإرهاب وتسهيل حركة الإرهابيين مفترضين أن أذاهم سيقتصر على دول بعيدة وعلى شعوب سمراء وها هم يكتشفون أن الإرهاب ليس سلعة للتصدير وأن للإرهابيين برنامجا محددا لا يميزون فيه بين ضحاياهم على قاعدة عرقية أو دينية.
وقال سلمان في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية تحت عنوان “الإرهاب واحد من باريس إلى جبل محسن” يجمعنا الجرح مع فرنسا.. فمن جبل محسن في طرابلس فضلا عن مختلف أنحاء بلاد الشام إلى مكاتب شارلي إيبدو في شارع نيكولا ابير في الدائرة الحادية عشرة من قلب باريس تسيل دماء ضحايا الإرهاب”.
وأضاف سلمان “الإرهاب هو الإرهاب وهو عارض طارئ في فرنسا وعليه يمكنها أن تكافحه حتى القضاء عليه ولو بعد حين مهما استخدم من ذرائع ومبررات ووسائل الإجرام.. فهو وافد عليها من خارجها ولو نجح في تجنيد بعض من يقيم فيها.. أما عندنا فإن التنظيمات الإرهابية مثل /داعش/ و/النصرة/ تسكن بين بيوتنا ويحمل القتلة بشعار /الجهاد/ أسماءنا ولهم لون بشرتنا والأخطر أنهم ينكرون علينا ديننا ويحاكموننا بما يحرفون أو يبتدعون من التعاليم والأوامر والنواهي باسمه ويخادعون أنفسهم بالادعاء أن دماءنا هي طريقهم المختصرة إلى الجنة”.
وتابع سلمان “لقد حول الإرهاب باريس إلى عاصمة للكون.. جاءها الرؤساء والقادة بمن فيهم غلاة العنصرية وسفاحو الشعوب بمثال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.. متضامنين ومشوا في شوارعها نحو ساحة الجمهورية ليلاقوا المليون ونصف المليون من الفرنسيين المقيمين في عاصمة النور في مشهد أسطوري غير مسبوق لتحدي الإرهاب باسم الحضارة والتقدم الإنساني وحرية الفكر والرأي والمعتقد”.
ورأى سلمان أن المذبحة في جبل محسن التي خطط لها بعض قادة الإرهاب باسم الدين الحنيف قد ارتدت على القتلة ففضحتهم مرة أخرى وبدماء الأبرياء وأشلائهم وأعادت إلى طرابلس روحها الأبية وبرأتها من شبهة التعصب وهي التي كانت دائما وستبقى قلعة وطنية تنبذ التعصب وتحتضن أبناءها.
وتمنى سلمان أن يدرك اللبنانيين أهمية وحدتهم واجتماع كلمتهم على حاضرهم ومستقبلهم وأمامهم ما أصاب سورية والعراق وما يصيب بلادا عربية أخرى من جرائم جماعية لعصابات تزور الدين وتحرف أصوله وتعاليمه فلا ترحم طفلا أو صبية أو شيخا أو عاجزا وتقيم من نفسها ديانا على المسلمين ومرجعية هداية وعقابا لغير المسلمين طلبا للسلطة باسم الدين الحنيف ولو على جبل من الجماجم.
وختم سلمان مقاله بالقول “عسانا نشهد وقفة استنكار بل إدانة جماعية للإرهاب والإرهابيين كائنة ما كانت أسماء تنظيماتهم التكفيرية كالتي شهدتها باريس ”.