2024-11-24 12:45 م

الوطن ما بين الدولة والنظام !!

2015-01-06
بقلم: حاتم استنبولي
بمناسبة الحديث عن الوطن ,,,,,,,, الوطن فكرة( تتراوح ما بين الملزم والطوعي) مرتبطة بالمكان والزمان ,,,,, بما يعنيه المكان من تحقيق للذات وتشكيل وعيه الأنساني وعلاقاته مع محيطه المادي عبر الزمان وهنا تتحول الفكرة لشكلها المادي لها ملموسية واثر تاريخي ,,,, اما الدولة فهي شكل لأدارة العلاقات بين التجمعات البشرية التي ترتبط بمصالح محددة تعبر عن نفسها بعقد اجتماعي (سمي حديثا بالدستور)وتاخذ من المكان حيزا لتحديد حدود تعريف وجودها,,,, النظام هو طريقة لأدارة وتنفيذ النصوص الدستورية وتطويرها بما يتلائم مع التطورات الداخلية والخارجية ,,,, ولنجاح النظام يجب ان تكون هنالك قناعة طوعية به من قبل الفئات المنضوية (والتشكيلات ألأثنية والقومية وتمارس قناعاتها بحرية مكفولة بالدستور ,,ومحمية بالقانون)في اطار الدولة ولتاكيد الطوعية في اختيار النظام يجب ان يخضع للأختبار في كل فترة زمنية ,,,,,, فمثلا في دول متقدمة يخضع شكل النظام للأختيار عبر التصويت على شكل النظام ملكي ام جمهوري كل فترة تتعدى 25عاما .......فلذلك هنالك من يخلط بين هذه المفاهيم ,,,,, فبالنسبة لهذه الثلاثية فان الثابت هو الوطن فلا يمكن (لبسه او شلحه ) او اعطائه صفة مرتبطة بمكون واحد من مكوناته او تقسيمه عبر اسقاطات ارادية لفرد او فئة ,,,,,اما النظام فمن الممكن ان يكون قوة دفع ايجابية في التطور تؤدي لتطور المجتمع (في اطار الدولة) بما يحافظ على الخصائص والحقوق لكافة مكوناته بشرط ان يشكل انعكاسا لتوازن القوى الأجتماعية ,,,, او قوة معيقة لتطوره تضع الأسس لتدميره وتفتيته ويصبح النظام هو اداة تخدم فئة محددة في المجتمع وتضع القوانين والتعليمات التي تؤدي لتغييب او الغاء المكونات الأخرى لذلك فان فصل السلطات الثلاث في الدولة هو موقف حاسم ومقرر في تطور المجتمع اما عن الأعلام والذي اصبح سلاحا فتاكا فيجب ان يكون حرا من حيث التعبير ويعكس كافة الأتجاهات الأجتماعية وتعبيراتها الأقتصادية والسياسية,,,, واهم شرط من شروط نجاح المجتمع ان يكون النظام يعكس المصالح وتوازن القوى الملموسة لكافة مكونات المجتمع بما في ذلك ادواته التنفيذية والقضائية والتشريعية وتعبيراتها الأعلامية,,,,,, وفي سياق الصراع الديمقراطي المشروع فيجب دائما ان لا يتحول الصراع باشكاله من حالة الصراع على او مع النظام لصراع مع الدولة او على الدولة ,,,,, وان لا يتوجه الغضب على سلوكيات وممارسات النظام السياسي لغضب ضد الدولة ويعمل على تقويضها ,,,,ان وعي الخطوط الفاصلة ما بين الوطن والدولة والنظام والترابط بينهما هي مهمة على عاتق القوى الأكثر وعيا في المجتمع ويجب ان لا يقودنا سلوك البعض ان كانوا افرادا او مؤسسات ,,,,, عن وعي او عن جهل ,,,,,,,,,الى الأنجرار في تحويل الصراع من صراع مع النظام الى صراع مع الدولة ,,,,, لكون تغيير طابع الدولة يستلزم تغيير جوهري في العقد الأجتماعي بين مكوناته ويجب ان يكتسب الطابع الطوعي وتستخدم لتحقيقه ادوات ووسائل ديموقراطية شفافة ,,,,, ولذلك فان الأصوات التي تحاول توزيع شهادات بالوطنية معيارها (الولاء للنظام وربط معيار الولاء للوطن بالولاء للنظام ومؤسساته) بغض النظر عن سياساته هي تحاول اختصار الوطن على مقاس فئة محددة ,,,,,وبذلك تقوم بعملية تقويض داخلي لفكرة الدولة الجامعة ,, وهذه الفكرة هي بداية لبروز النزعات الفاشية والألغائية وتراها في جوهرها تخدم الفكرة التدميرية للدولة التي تسعى لها قوى خارجية تعيد رسم المنطقة بما يتلائم مع مصالحها الجيوسياسية ,,,فالوطن موجود ما قبل تشكيل الدولة (والنظام).........فالوطنية مفهوم يجب ان يعبر عنه من خلال الألتزام بالمكان بما يشكله من حيز لممارسة النشاط الأنساني الخلاق والعلاقات التي تربط بين مكوناته وتعبر عن نفسها بالعلآقات الأقتصاد والسياسية والأجتماعية والثقافية.......وتنعكس في العقد الأجتماعي بين مكوناته (الدستور) ,,,,,,,