2024-11-25 01:26 م

براعم الطفولة و الشباب أمانة في أعناقنا

2014-12-27
بقلم: يسرا عباس
تعيش سورية الآن حرباً كونية تُستخدم فيها أقذر الوسائل التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً و هذا انعكس على مجمل النواحي , و طالت البشر و الحجر و المراهقون أول من تأثر سلوكهم في هذه الحرب من خلال التحريض و غسل الأدمغة و إثارة الفتن الطائفية و الإقليمية و الإثنية مُتخذة من الدين لُبوساً كتغيير و تعديل السلوكات من أجل إفساد الجيل.
تجلّى ذلك من خلال السيطرة على أجزاء من الجغرافيا السورية و بالتالي إتباع سياسة الترغيب و الترهيب لأبناء الجيل الجديد و المراهقين مثلا, من خلال بث الأفكار العدوانية و التسلطية مُستغلة براعم الطفولة و الشباب.
من خلال دراسة سايكولوجية المراهقة من حيث :طموحهم ,قلقهم,حساسيتهم,تمردهم على الواقع,تقلب مزاجهم,كون المراهق يمر بمرحلة حرجة نفسيا و جسديا و أيضا من خلال حاجاتهم النفسية المتعددة نذكر منها : 
أ- الحاجة إلى الإستقلال
ب- الحاجة إلى إثبات و تحقيق الذات
ج-الحاجة إلى الأمن والأمان 
د-الحاجة إلى الإتماء و إلى جماعة و أقران و أسرة و وطن.
لذلك جاء التركيز على المهجرين وظاهرة اللجوء القسري التي دفعت البعض منهم نظراً ليفاعتهم إلى الإنضواء تحت ما يُسمى "التنظيمات المسلحة"نتيجة الحاجة الماديةو نتيجة التشرد القسري الذي أصاب المناطق و البلدان التي سيطر عليها الفكر الإرهابي و التنظيمات الإرهابية فكان أمام المراهق خيارين :
إما القتل!!! أو الإلتحاق بتلك التنظيمات!!التي زرعت الرعب و الخوف في قلوب و عقول الأطفال و الأحداث من مراهقين و مراهقات .
و نتيجة الحرب الإعلامية التي تخاض حثيثاً إلى جنب مع الحرب المدمرة عسكريا و إقتصاديا و نفسيا .
من هنا !من واجب المجتمع بكل وسائله و أطيافه أن يُنقذ هؤلاء من براثن الإرهاب , الذي لبس لبوس الدين تارةً و تارة أخرى لبوس التغيير.
كما نعرف فالمراهق لديه إستعداد نفسي للتغيير و طموح لأن يُثبت ذاته خاصةً في ظل القيم الإستهلاكية و الإستلاب التي تُعاني منه مجتمعاتنا أمام الغزو الثقافي و الإمبريالية المتوحشة التي تريد أن تفرض قيمها على النشئ من أجل المزيد من الدمار و الحروب بهدف إبقاء السيطرة الإستعمارية بكل أشكالها الحديثة و التقليدية .
لذلك , ما أحوجنا أن نأخذ بيد هؤلاء إلى بر الأمان و تخليصهم مما علق بأذهانهم من التخلف القادم من الشرق و الغرب و إعادة تربيتهم على القيم الوطنية و المواطنة وبث الوعي و المعرفة و إعطائهم جرعة من الأمل في المستقبل و إمكانية تحقيق أهدافهم و تخليصهم من الفكر الظلامي الأسود الذي يحيق ببلدنا سورية فهؤلاء أمانة في أعناق الجميع و علينا ألا نتخلى عنهم من خلال الحوار و فهم و تفهم الواقع و إستشراف المستقبل كيف يمكن تطبيق حقهم في التعلم و حقهم في تحقيق أحلامهم في قسم منها نتيجة الخوف و القلق و غموض المستقبل و الضياع علينا كتربويين فعلا و قولا أن نأخذ بيدهم و بيد اُسرهم و نٌحقق لهم المزيد من الأمن والأمان و الطمأنينة بعد هذه الظروف الصعبة التي وجدوا أنفسهم أمامها وجه لوجه.