2024-11-24 08:35 م

قيام الدولة الفلسطينية يبدأ من الداخل الإسرائيلي!!

2014-12-20
بقلم: ابراهيم محمد منيب عبدربه*  
من المعروف أن اسرائيل تتكون من مجموعة من المهاجرين الذين يحاولون جعل أنفسهم وحدة سياسية واحدة ونجحو في ذلك وقامو بالتجمع من كل بقاع الأرض لقيام دولتهم، وعلى إعتبار اسرائيل الدولة الأقوى في الشرق الأوسط عسكريآ،وكذلك الدعم الغربي اللا محدود، في المقابل نجد الفلسطينيين مهللين ومنقسمون في سياستهم بل وعلى أنفسهم، حتى انهم لا يستطيعو إتخاذ قرار بإجماع الكل الفلسطيني، وأن المجتمع العربي المحيط يعاني من العداءات العربية البينية والغير عربية،أي أن البيئة التى من المفروض أن تكون في حاضنة للفلسطينيين تمر فترة موت سريري لا حول لها ولا قوة، وبالتالي هذا له الأثر الأكبر في الهيمنة الإسرائيلية على الفلسطينيين، ولا يمكن مجابهتها، ففي المجال العسكري لا يمكن الحديث عن وجه مقارنة بين بينهم وبين الفلسطينيين بشكل خاص والدول العربية بشكل عام، لذلك فمن الصعوبة بمكان القضاء على اسرائيل حاليآ على الأقل، لذلك فإن الفلسطينيين بحاجة إلى خطة مدروسة ومحكمة عربيآ وإسلاميآ وعالميآ قدر الإمكان، لإتباع سياسة إثارة البلبلة والقلق داخل المجتمع الإسرائيلي، لكن في ظل بيئة أمنية رصينة كيف يمكن ذلك، وبإتباع سياسات مدروسة يجب أن نركز على البيئة الداخلية في إسرائيل لكي نكون جماعات ضغط على صانع القرار الإسرائيلي، على سبيل المثال لا الحصر يمكننا استغلال هذه الأطراف مع العلم أن ذلك سيكون في غاية التعقيد : 1- العرب داخل إسرائيل إن العرب(الفلسطينيين) في الداخل الإسرائيلي، يجب عليهم اتباع سياسات تسمح لهم بالوصول إلى أعلى المناصب فى الدولة، نعم ذلك ليس مفروشآ بِالحَرير، ولكن مع الحجم السكاني المطرد فأن ذلك سيكون بمثابة دعامة يرتكزون عليها في ظل إدعاء إسرائيل أنها دولة ديمقراطية،أي أن عرب الداخل بإمكانهم خوض ثورة في سبيل الوصول إلى مراكز صنع القرار في إسرائيل، والتأثير في سياسات الحكومات اليمينية المقبلة إبتداء من انتخابات شهر مارس لعام 2015, لجعلها تتبع سياسات أكثر لينا مع الفلسطينيين. 2- الأحزاب اليسارية في إسرائيل من الممكن إقامة علاقات معها والعمل على تأكيد افكارها داخل المجتمع الإسرائيلي، إذا علمنا أنها تنادي بتطبيق الأفكار الإشتراكية وتخليص البروليتاريا اليهودية من الرأسماليين اليهود، وهم مع فكرة إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، أي حدود العام 1967، وتؤيد إقامة معاهدات السلام مع الفلسطينيين خاصة والعرب بشكل عام، أي أن القيام بالتواصل مع هذه الأحزاب في حدود معينة لا يسمح بتجاوزها، جعل هذه المجموعات أطراف ضغط على اصحاب القرار في إسرائيل من أجل إعطاء الحقوق الفلسطينية لأصحابها. كذالك يمكننا استقطاب جماعات الضغط الإسرائيلية التى تؤثر في القرار السياسي سواء المنظمة أو غير المنظمة. كذلك نحن بحاجة إلى سياسة عامة لعملية فضح حكومات إسرائيل اليمينية داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، من خلال الجرائم التى يرتكبها والعمل على جعل الجمهور الإسرائيلي ينقلب على حكوماته والضغط عليها من أجل عملية إحلال السلام، وجعل الشعب الإسرائيلي يحمل حكوماته عدم إتمام عملية السلام. لكن قبل البدء في أي مشروع من هذا القبيل الأولى لنا أن نصلح البيت الفلسطيني ووحدة القرار السياسي، وإذ ما رجعنا للماضي منذ إحتلال فلسطين إتخذ الشعب الفلسطيني على عاتقه أهم القرارات في عام 1964 بضرورة تحرير فلسطين بالكفاح المسلح، وقبل هذا العام كان القتال بمشاركة عربية الى العام 67 والنكسة التى جعلت كل بلد عربي يهرع لتحرير نفسه، أي أن خيار الكفاح المسلح المقدس بالنسبة للفلسطينيين لم يأتي بجديد سوى سلطة حكم ذاتي مع الاعتراف بإسرائيل ووجودها، وبعد الكفاح المسلح وقعنا اتفاقات السلام مع إسرائيل وحتى هذه اللحظة أي منذ عشرين عام لم تأتي بجديد، وإذ تطرقنا لحركات المقاومة حاليا التى لا يمكن التقليل من دورها الفعّال، لكن ثمن ذلك يدفعه الفلسطينين الآلاف من الشهداء وعمليات الدمار التى تجعل الشعب الفلسطيني يرجع إلى الوراء أعوام وأعوام في ظل عدم توازن القوى. وحاليآ نعيش على وقع مشروع عربي سيقدم للأمم المتحدة، من أجل تحديد سقف زمني لإنهاء الإحتلال حتى 2016، وهو لن يكتب له النجاح بسبب الموقف الأمريكي الدائم في دعم إسرائيل، حتى وإن كتب له النجاح فمن سيكون بمقدوره الضغط على إسرائيل من اجل التطبيق. وفي النهاية هذه مجرد فكرة فمن الممكن أن تجد المؤيدين والمعارضين كذلك، إلا أننا دائما وأبدآ من اجل تحرير وطننا بكل الوسائل.
 *باحث في شؤون الشرق الأوسط