2024-11-16 01:27 م

الجيش السوري يعيد ضبط الايقاع في المنطقة ....

2014-12-19
بقلم: جمال العفلق
كلما تقدم الجيش السوري في حربة على الارهاب تغير مستوى التصريح السياسي وتنخفض اصوات اعداء سورية ، ويصبح البحث عن حلول لمحاربة الارهاب عنوان زياراتهم ومؤتمراتهم . واليوم وبعد معارك طاحنة خاضها رجال الجيش السوري في حلب ودير الزور اصبح لخطة دي مستورا معنى اخر فرض شروطها تقدم الجيش ميدانيا وعدم تسرع القياده السياسية في سورية جعل الكلمة العليا للحل وفق المصالح الوطنية ووضع اعداء سورية في زاوية محدده القرار فيها محصور اما قبول ما فرضته سورية على الارض او إعلان حرب شاملة . هذه الحرب التي لم يعد بأمكان دافع الفاتورة الاستمرار فيها وخصوصا بعد انخفاض سعر النفط وارتفاع عقود استيراد السلاح التي انهكت الاقتصاد النفطي وعدم تمكن الجماعات المسلحه الارهابية من فرض واقع عسكري جديد على الارض يمكن الاستناد علية في وضع شروط اللعبة . وتبني ما يسمى أئتلاف الدوحه لانتصار وادي الضيف (( مع التحفظ على كلمة انتصار )) والذي شارك فيه جماعات محسوبة على القاعده يثبت من جديد ان هذا الائتلاف ليس الا مكتب تمثل للجماعات الارهابية لا أكثر . ولا يجوز وضعه ضمن قائمة القوى التي يجب ان تشارك في الحل السياسي الا اذا اعتبرنا وجوده تمثيل لمصالح مشغلية وهم كثر . وللانصاف فان الجيش السوري اليوم لم يحدد ايقاع الحل في سورية فقط ، وانما انعكس هذا على حلفاء سورية فالملف النووي الايراني ورغم كل المطبات التي تضعها اسرائيل من خلال محاولات تعطيل الاتفاق مازال يتقدم لصالح ايران واوكرانيا تغازل روسيا عبر قبول المفاوضات مع الخصوم السياسين المحسوبين على موسكو . اما عربيا فتغير الخطاب العربي العاجز اصلا جاء وفق غياب الملف السوري عن اولويات الراعي الامريكي وترك الملف بيد موسكو التي تقوم بالتوفيق بين معارضة الداخل والحكومة وفق المصلحة الوطنية السورية . واليوم سيكون خصوم سورية وصانعوا الحرب عليها منشغلون في ايجاد مخارج لهم بعيدا عن دعم المعارضة المشتته ، وعلى تلك الدول ايجاد مخرج لها حول التحويلات المالية الضخمة التي غذت الارهاب في سورية كما عليها تقديم مبرر مقبول عن سبب تسهيل مرور المرتزقة عبر اراضيها ومن نقاط حدودية رسمية . اما الدول التي تمتلك معسكرات تدريب للمرتزقة عليها ان تجد طريق لاخراجهم او حل تلك المعسكرات ونفل المرتزقة الى اراضيها وهذا ما لا تتحمله تلك الدول خصوصا ان اوضاعها الداخلية ليست بالاوضاع التي تسمح بمثل هذا الاجراء الذي سيتحول الى قنبلة موقوته تنفجر في اي لحظة . فاليوم ضبط أمن مدينة حلب وتنظيفها من فلول الارهابيين سيشكل نواة الانتصار القادم في الشمال السوري وبهذا يكون المرتزقة امام خياران اما الموت او الانسحاب باتجاه الحدود التركية التي ستغلق امامهم عاجلا ام اجلا .. ولا يمكن ان تتحمل تركيا عمل معسكرات للمسلحين الفارين من سورية الا اذا قرر اردوغان ان يشعل الداخل التركي اكثر من ذلك وبهذا يكون قد نقل النار التي حاول احراق سورية فيها الى بيته . لقد استطاع الجيش السوري وخلال اربع سنوات من القتال اعادة الموسيقا العسكرية الى المقدمة وفرض ايقاع انتصاراته على الواقع السياسي ، وفرض الجيش الوطني شروطة الوطنية ان سورية وحده لا تتجزأ وان محاربة الارهاب في المنطقة تحملها جنود الجيش السوري ، واستطاع الجيش ان يتحمل ويمتص ضربات لم تتحملها كبرى جيوش العالم .. فكل من راهن على تمزيق الجيش وانحلاله خلال الاشهر الاولى من الازمة خسر رهانه .. وكل من اعتقد ان الجيش السوري ضعيف ويمكن اختراقة كان اعتقاده خاطئ ..رغم الاموال التي اغرق فيها ضعاف النفوس ورغم العزف الشاذ على وتر الطائفيه بقي الجيش ينجز مهامه ويحقق انتصاراته ، وما يقلق اليوم أمن اسرائيل ومن دعم الارهاب هو تراكم الخبرات لدى مقاتلي الجيش السوري الذين قاتلوا في اصعب الظروف الميدانية وهذا بحد ذاته يكفي لتمسك حلفاء اسرائيل بوجوب استمرار الحرب على سورية قدر الامكان او الوصول لتسوية سياسية يكون امن اسرائيل من ضمن بنودها فالتغيرات التي تعصف اليوم بالمنطقة رغم مرارتها وما خلفته من ضحايا تنذر بنتائج الحرب القادمه مع الكيان الصهيوني الذي اقر بفشل دول الاعتدال ومرتزقته بتحقيق الهدف من الحرب على سورية .