2024-11-24 11:34 م

قراءة في زيارة الرئيس العراقي فؤاد معصوم الى السعودية

2014-11-23
عباس طريم/أمريكا
اختلفت الاراء وردود الافعال .. على خلفية الزيارة التي قام بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم . الى المملكة العربية السعودية التي لا تزال تتمسك بمواقفها المتشنجة من العملية السياسية في العراق وتتحفظ على فتح سفارة لها في بغداد . ما دفع الرئيس العراقي الى زيارة المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف لمعرفة موقفها من الزيارة . وقد سارعت المرجعية الرشيدة بتاييده دون تردد , ومنحه الثقه وفيزة السفر ,  كي لا يلام او ينعت بالمتسرع في تلك الزيارة . والمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف . تنادي دوما , بحتمية الوحدة الاسلامية وجمع كلمة المسلمين . وتدفع الى التقارب ونبذ الارهاب والابتعاد عن الغلو . ان التقارب مع المملكة يصب في صالح الجميع , كونها دولة ثقيلة الوزن , ولاعب اساسي في الساحة , يؤثر على مجريات الامور . ولانها تملك من الاوراق ما يجعلها على راس الدول الاسلامية المهمة في المنطقة والعالم . ومن الملفت للنظر ان الدبلوماسية العراقية اليوم تتحرك بشكل مكوكي على جميع المحاور لتقريب وجهات النظر , وحصر الارهاب بداعش في المنطقة .. لتجريدها من الغطاء الداعم لها وليسهل تحجيمها والقضاء عليها . ان الزيارة مطلوبة وايجابية كما ذكرنا .. فالسعودية دولة جارة وعربية , ولا يمكن ان تبقى القطيعة الى مالانهاية  .  لكن السؤال الذي يفرض نفسه في تلك الحالات هو : هل ستؤثر تلك الزيارة في عقلية واستراتيجية السعودية التي اعتمدت العداء المستمر  للعراق, ودعم  الارهاب ؟ . لا اعتقد من وجهة نظري المتواضعة .. ان تؤثر تلك الزيارة بالشكل الذي يجعل الجارة السعودية تعيد النظر في مواقفها من العراق , وتبدا صفحة جديدة من العلاقات الاخوية ,  دون ان تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية . فالسعودية جندت كل امكانياتها من اجل خلق الفوضى في العراق , والانحياز لجهة دون اخرى .. وصرفت المليارات من اجل ان يسيل الدم العراقي وان لا يتوقف ذالك السيل من الدماء , طالما تتوفر الاموال الكافية والعقول المتخلفة التي تؤمن بنطرية [ اليقتل الشيعة يتغدة مع الرسول ص . سمك مشوي ودجاج محشي , ويملك حور العين الحسان ] لذالك لا تنفك السعودية من العمل على كل ما من شانه ان يحجم العراق , ويزيد من عزلته الدولية , ويزيد من مشاكله الداخلية , كي يكون تابعا يفتقد الى قراراته الوطنية , فيسهل السيطرة على خيراته وموارده . خاصة ان هناك بعض الاذرع التي تساعد السعودية على تحقيق توجهاتها , وتأتمر بامرها .. داخل العراق . ان السعودية لا ترى في العراق , سوى دولة تابعة لايران , وتخضع لاملاءاتها , وتطبق استراتيجيتها التي لا تتفق مع قناعات السعودية  التي تجد اسرائيل اقرب بكثير من العراق  . فنقاط التقارب اكثر واكبر  , والتفاهم اوسع واعم . وقد قالها الامير وليد بصوت عال , وحدد خطوط التقارب التي تصب في صالح اسرائيل , وفضلها على الكثير من الدول العربية خاصة العراق وايران .
واليوم , وان كانت السعودية ترفع سيف القطيعة مع المجاميع الارهابية التي رعتها وامنت لها ما يجعلها قوة في المنطقة يحسب لها الف حساب , الا انها تقوم بمساعدتها في الخفاء , ومن خلال افراد تعتمد عليهم في هذا الشان , كي تخلي نفسها من كل مسؤولية , اذا ما اصدرت الامم المتحدة بعض القرارات التي تنال من الداعمين لتلك المنظمات الارهابية . ان مصيبة العراق مع الجارة السعودية , اصعب بكثير مما يتصوره العقل البشري . فلا الناس تسكن في خيام , كما هو سائد في الماضي , كي تنتقل وترحل الى ارض الله الواسعة ,  وتجد لها جارا يحترم الجيرة ويقدر الدم الذي حرمه الله جل جلاله ! الا بالحق .  ويراعي عباد الله في تصرفاته , ولا الحدود مؤمنة بالشكل الذي يستطيع فيه المرء ان يعيش مستقرا بين اهله وعائلته , وينام دون ان  يسمع صوت الانفجارات التي تقضي على الارواح الطاهرة , التي لا ذنب لها , سوى انها جارة لدولة دموية , تعتمد الذبح والقتل والتدمير .. كمنهج دائم في ادبياتها .
فالارهاب ياتينا كل يوم من الجارة السعودية . حفظها الله ورعاها . بينما هي تدعي انها ترعى الاسلام وتقود الحركة الاسلامية , وتحافظ على دين النبي العربي ص .
ولا نعرف ايهما نصدق . ومن المضحك المبكي ان السعودية تسيطر على بعض الدول الكبرى وعلى راسها فرنسا , وتدفع بها من خلال ملياراتها لاتخاذ مواقف سلبية اتجاه العراق , وتعمل على تعطيل اي عملية تسليحية تؤدي الى شراء الاسلحة وتجهيز الجيش العراقي  ليكون قادرا على الدفاع عن شعبه ووطنه . من هذا الجانب نرى ان اي تقارب مع السعودية يعتبر صوريا [ مثل الهواء في الشبك ] والغاية منه لا تعدو ان تكون اعلامية [ لذر الرماد في العيون ] . وعلى العراق ان لا يعتمد على تلك الزيارات وان كانت مطلوبة , وان يعمل على تقوية جيشه والاهتمام بشعبه الشجاع الذي هب وارعب الاعداء واطاح بداعش واخواتها  , وقبر كل النظريات التي تنال من العراق .. وتعتقد انه لقمة سائغة  بالامكان التهامها متى شاءوا . وان يستعد بكل امكانياته وقدراته , وان ينوع  مصادر تسليحه شرقا وغربا , ويحصل على افضل التجهيزات العسكرية , ويعيد بناء جيشه على اسس علمية حديثة  يقرنها بتدريب يرتقي الى اعلى المستويات ..   فالبقاء للاقوى .. ورحم الله دارون .