2024-11-29 07:46 م

للسخرية مكانها في انتخابات البحرين

2014-11-21
المنامة/ اجتمعت القوى السياسية المعارِضة في البحرين على عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية والبلدية المقبلة، ومنها الجمعيات السياسية المسجلة تحت قانون الجمعيات، وتلك التي لا تعترف بقانون الجمعيات وتطلق على نفسها مسمى «القوى الثورية»، بالإضافة إلى الحركات المعارضة في الخارج، تاركة الساحة مفتوحة على مصراعيها أمام الموالين للحكومة، وأولئك الذين لا ينضوون تحت لواء المعارضة، والمستقلين ومن يرغبون في الوجاهة.
الجمهور البحريني الذي تذمر من ترشح بعض الأشخاص، كالنواب السابقين، الذين يعتبرون أنهم لم يقدموا شيئاً، سخر أيضاً من البرامج الانتخابية والشعارات واللوحات والصور، لدى مرشحين آخرين.
314 مرشحاً للانتخابات النيابية، غالبية برامجهم الانتخابية عامة ومتشابهة، من السعي إلى حل مشكلة الإسكان وزيادة الرواتب، ودعم التعليم والصحة، والمساهمة في تطوير الاقتصاد البحريني. إلا أن بعض الحالات الشاذة، التي أثارت السخرية كانت حاضرة في المشهد، كذلك المرشح السلفي، الذي اختار شعاراً لحملته صورة «نمر»، قال إنه يستمد القوة منه.
مرشح آخر زيّن لوحاته الإعلانية بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والذي كان بعنوان «hotlovee42» أي «الحب الساخن»، ومنافس عَرَّف بنفسه على لافتاته الانتخابية بأنه صاحب قناة «وين يالبحرين» الاجتماعية، ليكتشف الناخبون لاحقاً أنها قناة على موقع «يوتيوب».
أما المرشح يوسف الحمدان، فقد اختار شعار «الشعب يريد..»، من دون أن يكمل الإجابة، تاركاً المجال أمام الناخبين لملء الفراغ بالكلمة التي تناسبه للشعار الأشهر في ما يسمى «الربيع العربي».
الكثير من الشعارات التي رفعها المرشحون في إعلاناتهم، لم يكن مصاغا بشكل جيد، أو مستخدما للغة عربية ركيكة، ما أدى إلى عدم فهمها، أو السخرية منها، كالمرشح علي الصائغ الذي كتب عبارة: «فلنسأل لماذا.. نطالب ولا نسمع.. لمن يطالبنا».
منافسه عبد الله سعد، كان شعاره الانتخابي: «نعم.. علشان المحرق»، أي نعم لأجل المحرق، وهي إحدى محافظات البحرين الأربع، برغم أنه مرشح نيابي عن الأمة لا عن منطقة دون الأخرى، ليصل الأمر بأحد المرشحين لتبني شعار «مصلحة الشعب فوق مصلحة الجميع»، مثيراً سخرية الناخبين.
على صعيد آخر، بلغ الأمر بأحد المرشحين المتبنين لنظرية «المؤامرة الإيرانية»، إلى عقد عدد من الندوات في مقره الانتخابي حول هذا الموضوع، آخرها كان محاضرة تحت عنوان: «الخليج العربي والصعود الإيراني الجديد»، وهو أمر لا علاقة له بالانتخابات البحرينية.
تشابهت الشعارات والبرامج، الكثير منها حمل راية الوحدة الوطنية، وحب الوطن، وأمن البحرين، من دون أن يكون ذلك واضحاً ومنعكساً عبر البرنامج الانتخابي، سواء كان مستقلاً أو مدعوماً من جمعيات سياسية.
وفي الوقت الذي رصد فيه بعض المرشحين عشرات الآلاف من الدنانير لحملاتهم، التي تضمنت طباعة الإعلانات، وتجهيز المقار الانتخابية، وتشغيل طاقم الحملة الانتخابية وغيرها من المصاريف، قال النائب البحريني السابق علي شمطوط، الذي كان يشغل وظيفة حارس في وزارة التربية والتعليم قبل فوزه في الانتخابات التكميلية السابقة، إنه لن يقيم مقراً انتخابياً أو يطبع إعلانات، متحدثاً بكل ثقة عن فوزه في الانتخابات المقبلة، وذلك بعد قوله عندما سُئِل عن شعاره الانتخابي، فأجاب: «فشلتونا»، أي أخجلتمونا، وهي كلمة اشتهر بها النائب شمطوط خلال البرلمان المنتهية صلاحيته، خلال حديثه إلى الحكومة.
وكان للمرأة نصيب من البرامج الانتخابية للمرشحين، فأحدهم قال إن من أولوياته، حماية المرأة، ولكنه لم يوضح من ماذا؟ بالإضافة إلى العديد من الذين دعوا إلى تمكين المرأة ودعمها وحل مشكالها في العمل وغيرها.
إلا أن المرشح أحمد عرّاد انتقى شعاراً انتخابياً عنوانه: «سنعمل على قضايا الفتيات غير المتزوجات»، وشاطره في ذلك المرشح إبراهيم علي الذي جاء ضمن برنامجه الانتخابي شعار: «سنعمل على حفظ حقوق العوانس»!
وفيما وعد مرشحون كثر ناخبيهم بالمطالبة برفع رواتب القطاعين العام والخاص، يأتي المرشح إبراهيم علي ليقول: «بسنا نفاق (كفى نفاقاً)، كل من يعد الناخبين برفع الأجور غير صادق، فمعدل ارتفاع الدين العام لا يسمح بذلك»، وهو المرشح ذاته الذي يطمح من خلال وصوله إلى البرلمان من تمكين المنتخب البحريني من الفوز بكأس الخليج، التي غادرها البحرين مبكراً يوم الأربعاء الماضي بعد أداء يعتبر الأسوأ في العقد الأخير.
وأثارت فعالية أقامها أحد المرشحين في المحافظة الجنوبية سخرية وسخط الكثيرين، حيث أقيمت لبحرينيين من أصول آسيوية باللغة الأردو، أو ما يطلق عليهم في البحرين «البحرينيون الجدد» نتيجة التجنيس السياسي، حيث خاطب المرشح نايف الجاسم الناخبين بلغتهم، مستعيناً بمترجم، انتشر تسجيل له على موقع التواصل الاجتماعي مثيراً لغطاً واسعاً.
المصدر: صحيفة" السفير" اللبنانية