2024-11-24 06:51 م

اضطرابات "الشرق الأوسط" الحالية تماثل أحداث ما قبل الحرب العالمية الأولى

2014-11-14
عمان/ اعتبر البروفيسور الياباني ماسايوكي ياموشي أن الصراعات العسكرية التي تجري في المنطقة العربية حاليا من قبيل "حرب غزة" و"الحرب الأهلية في سورية" و"بروز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، ذات علاقة "عفوية" مباشرة مع الأحداث التي جرت قبل مائة عام، وقادت إلى الحرب العالمية الأولى.
واعتبر ياموشي في محاضرة ألقاها أمس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية أن العام 2014 الذي يصادف الذكرى المائة لاندلاع الحرب العالمية الأولى، يأتي في وقت يواجه العالم فيه عددا من الاضطرابات الكبرى التي تشابه نظيرتها في أوائل القرن العشرين، فيما أكد أن هذه الأحداث التي تندلع في بداية كل قرن تصاحبها عادة "فترة غير مستقرة".
واعتبر البروفيسور في جامعة طوكيو والمتخصص في الشرق الأوسط والإسلام والعلاقات الدولية، أن الحرب العالمية الأولى شكلت إلى حد كبير، نقطة تحول في التاريخ، وما تزال تلقي بظلالها على مساره منذ القرن الماضي إلى الحالي، إلى درجة أنها ما تزال تخضع أعدادا كبيرة من البشر لوطأة المعاناة ومواجهة الصعوبات والمشقة.
وقال ياموشي في المحاضرة التي حملت عنوان "الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى وآثارها التاريخية لمنطقة الشرق الأوسط واليابان"، إن "مستوى التوتر الذي نشهده مؤخرا مرتفع جدا، لدرجة أن النموذج الذي أقيم منذ نهاية الحرب الباردة، لضمان السلام والنظام بين القوى العظمى قد ينهار".
ورأى أن نشوء "داعش"، كان بمثابة ردة فعل على فشل جهود سابقة رفضت قبول ترسيم الحدود المصطنعة على أساس اتفاقية "سايكس بيكو"، فضلا عن جهود التخلص من التراث السيئ للإمبريالية، إبان ازدهار حركة القومية العربية.
وأضاف أن الحرب العالمية الأولى شجعت المجتمع الدولي على إيلاء اهتمام خاص لقناة السويس والخليج العربي، وللأهمية الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط التي تقع بينهما، خصوصا في ما يتعلق بقضايا إمدادات النفط وحماية الممرات البحرية ذات الصلة، وسهلت التحول من الفحم إلى النفط باعتباره الدعامة الأساسية من الطاقة المستخدمة للأغراض المدنية والعسكرية على حد سواء، وظهور استراتيجية حيوية لأمن الطاقة. 
وحذر من أن استيلاء "داعش" على بعض آبار النفط قد يؤثر سلبا ليس فقط على إنتاج النفط في العراق وسورية ولكن أيضا على مستويات الأسعار في سوق النفط، كما يجعل كبريات شركات النفط العالمية قلقة، على نحو متزايد بشأن مستقبل المنطقة.
وأوضح  ياموشي أن اليابان عانت في القرن الماضي، من أضرار كارثية جراء زلزالين مدمرين، هما "كانتو الكبير 1923"، و"شرق اليابان العظيم 2011"، غير أن هذه الكوارث جعلت الشعب الياباني يستشعر مباشرة بأهمية المساواة والتعاون المتبادل في المجتمع، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة الاجتماعية لم تدم طويلا في كلتا الحالتين، ولم تتعزز هذه المبادئ في المجتمع الياباني، الذي ما يزال يواجه قضية التفاوت والفوارق.
ورأى أن كل الثغرات التي لم يرتح لها الشعب الياباني نمت خلال عقدين ضائعين من الزمن، وأن هذا الواقع الحالي يملك الكثير من القواسم المشتركة مع ما حدث نتيجة للركود الذي حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
وخلص ياموشي الى أن المواطنين والساسة في اليابان والشرق الأوسط "يمكن أن يتعلموا الكثير من الحرب العالمية الأولى"، مؤكدا أن على الولايات المتحدة والقوى الكبرى في أوروبا التي "شهدت تحولا في السلطة وفقدانا للتأثير"، أن تكون أكثر تواضعا لكي تتعلم الدروس من التاريخ، ومن المائة عام التي تلت الحرب العالمية الأولى.
المصدر: صحيفة "الغد" الاردنية